واشنطن - أشاد البيت الأبيض الاثنين بجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشجيع "مفهوم أكثر اعتدالا للإسلام"، وذلك بعد الزيارة الأولى لرئيس مصري منذ عقد تقريبا إلى واشنطن. وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الإدارة الأميركية "تشيد بجهود السيسي الشجاعة لنشر مفهوم معتدل للإسلام"، وان الرئيسين اتفقا على ضرورة "التركيز على الطبيعة السلمية للإسلام والمسلمين في العالم". وكان ترامب خص السيسي باستقبال حار، وطوى بذلك صفحة الانتقادات التي وجهتها له إدارة سلفه باراك اوباما حول مسالة حقوق الإنسان. وقال ترامب خلال استقبال نظيره المصري الذي يزور البيت الأبيض للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا "نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي ونقف بشكل واضح أيضا وراء مصر والشعب المصري". وذكر بيان مشترك أن الزعيمين اتفقا على أهمية إحراز تقدم على طريق السلام في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك ليبيا وسوريا واليمن وأبديا اهتماما بدعم إسرائيل والفلسطينيين للتحرك باتجاه السلام. من جهته، أعرب الرئيس المصري عن "إعجابه" بـ"شخصية" ترامب. وكان الرئيسان اللذان لم يعقدا مؤتمرا صحافيا، التقيا قبلا في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي خلال الحملة الانتخابية. ويعتبر الرئيس المصري أن ترامب أكثر تفهما من سلفه باراك اوباما في شأن ضرورة مواصلة مكافحة الجهاديين والإسلاميين. وتبدو القاهرة مرتاحة إزاء إشارات من إدارة ترامب والكونغرس إلى أنهما يمكن أن يدرسا احتمال إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، وهي خطوة تنتقدها أوساط عدة في واشنطن. وبرغم أن ترامب أشار إلى أن هناك "بضعة أمور" لا تتفق عليها مصر والولايات المتحدة إلا أنه لم يتحدث علنا عن مخاوف أميركية بشأن حقوق الإنسان في مصر. ودعت جماعات حقوقية إلى إطلاق سراح آية حجازي المصرية الأميركية التي تعمل على مساعدة أطفال الشوارع واعتقلت في مايو أيار 2014 بتهم تهريب البشر. وهي محتجزة منذ 33 شهرا في انتهاك للقانون المصري الذي يحدد مدة الحبس الاحتياطي القصوى في القضايا بما لا يتجاوز 24 شهرا. وكانت إدارة اوباما جمدت مساعدتها العسكرية لمصر في 2013 اثر الإطاحة بالرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي وقمع أنصاره. لكن البيت الأبيض عاد عن قراره العام 2015. غير أن دور مصر المحوري، وهي الدولة الأكبر عدديا والأفضل تسليحا بين البلدان العربية، دفع البيت الأبيض إلى تعديل موقفه واستئناف إمدادات الأسلحة الثقيلة لها عام 2015. وتمنح الولايات المتحدة مصر سنويا مساعدات بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار، بينها 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية.
مشاركة :