حذر الباحث والمدرب في سلامة المرضى سلطان المطيري من خطورة تقديم وعرض الاستشارات الطبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال :مع ازدياد عدد مستخدميها في السنوات الأخيرة تحولت من دورها التثقيفي والتوعوي الي منصة مجانية للوصفات الطبية والاستشارات الصحية وخرجت بذلك مهنة الطب من حدود المستشفيات حيث تمارس وفق أنظمة وقوانين الى ساحة الكترونية لاتخضع لتلك القوانين المهمة والتي لها دور في تقديم الرعاية الآمنة. وأضاف لـ"سبق": أن لوسائل التواصل الاجتماعي وجها سلبيا حيث أن المعلومات الصحية التي تقدم من خلال هذه الوسائل قد تكون معلومات مغلوطة أو غير دقيقة. وبين المطيري بأن تشخيص حالة المريض وتقديم استشارات طبية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر خطر يهدد سلامة المرضى حيث أن الكشف الطبي يجب أن يتم من خلال التواصل المباشر مع المريض لأخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحوصات الطبية السريرية والمخبرية والإشعاعية اللازمة وذلك للوصول إلى تشخيص طبي دقيق ثم وصف العلاج المناسب. وتابع: أن تقديم استشارات طبية ووصف أدوية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي لأضرار ومنها على سبيل المثال الأخطاء الدوائية القاتلة حيث التفاعلات الكيميائيه بين الأدوية والتي تنتج من استخدام أدوية موصوفة حديثا مع أدوية يستخدمها المريض سابقا. ولقد أشارت التقارير إلى أن أكثر من مليوني شخص سنويا يتعرضون للتفاعلات الكيميائيه بين الأدوية في أمريكا نتج عنها تنويم في المستشفيات وعدد من الوفيات. وكشفت دراسة أخرى بأن 28% من أسباب الذهاب لقسم الطوارئ في المستشفيات الاستخدام الخاطئ للأدوية. وحذر المطيري بأن الخطر يزيد أكثر عند الأخذ بتجارب المرضى الآخرين حيث أن بعضهم يضع تجربته مع مرض معين في وسائل التواصل الاجتماعي ويجدها مريض آخر لديه نفس الأعراض مما يجعله يتبع نصيحته والتي لا تتناسب مع حالته صحته. وبين المطيري بأن لوسائل التواصل الاجتماعي دورا في انتهاك خصوصية المرضى حيث يتم تصوير المرضى في المستشفيات أو أثناء العمليات الجراحية ونشرها دون موافقتهم في تلك الوسائل والذي يعتبر مخالفة قانونية لحقوق المرضى. وفي نهاية حديثه أكد المطيري على وجوب توعية المجتمع بالطرق الصحيحة للحصول على المعلومة الصحية وطريقة التعامل معها حتى لا تتحول الاستشارة لخطر يهدد سلامة المرضى.
مشاركة :