خبير: قضية مزج الآذان بالموسيقى لها أبعاد اجتماعية وسياسية

  • 4/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت قضية مزج الآذان بالموسيقى الصاخبة بملهى ليلي بتونس إلى نقاش واسع بين التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي. باحث اجتماعي يوضح خلفيات وأسباب حدة هذا النقاش. أثارت قصة "الدي الجي" الذي مزج صوت الآذان بموسيقى في ملهى ليلي بمدينة الحمامات التونسية موجة من ردود الأفعال والآراء المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالأخص فيسبوك. كما لم يتوقف النقاش بعد نشر "الدي جي" اعتذاره عن ما حدث على حسابه الشخصي على فيسبوك. الباحث في علم الاجتماع طارق بلحاج يعزو ذلك إلى أسباب اجتماعية وسياسية. مفهوم المقدس وضعف الثقافة الليبرالية ولتفسيرأسباب وخلفيات هذا الرفض المتزايد لمزج الآذان بالموسيقى الراقصة على مواقع التواصل الاجتماعي، يقول الباحث التونسي في علم الاجتماع، طارق بلحاج محمد في حديثه لـ DW عربية أن السبب وراء هذا الجدل راجع بالأساس إلى مفهوم المقدس، والذي يعتبر مفهوم أساسي في الثقافة الرسمية والشعبية خاصة، وبالتالي فإن أي مساس به سواء بحسن أو بسوء نية يفجرخاصة لدى البسطاء احتجاجات واستنكار:"الفئات الاجتماعية التي يحتل الإيمان في تركيبتها الثقافية والنفسية مكانة جوهرية، لا تتسائل ولا تحلل بل هي ترد الفعل بشكل عاطفي وانفعالي يتراوح بين التنديد ويمكن أن يصل أحياناً إلى العنف، بزعم حماية المقدس والدفاع عنه". ويضيف الباحث الاجتماعي أن الثقافة الليبرالية في تونس ليست ثقافة متعمقة بما فيه الكفاية، خاصة لدى الشرائح الإجتماعية المتوسطة والضعيفة والمهمشة:"الثقافة الليبرالية تبقى إلى حد ما ثقافة نخبة لكن ماهو موجود في تونس هوثقافة التسامح التي يراد ضربها لكي تقع هذه الفرقة وهذه الاختلافات". الباحث في علم الاجتماع في تونس الأستاذ طارق بلحاج محمد الغرائز والمقدسات..طُعم لحشد الناس وإلى جانب عدم نضج الثقافة الليبرالية بالمجتمع التونسي بعد، يعزو بلحاج محمد ظاهرة النقاش الحاد حول حادثة مزج الآذان بالموسيقى الراقصة بالملهى الليلي بتونس، كذلك إلى وجود جهات تخاطب غرائز ومقدسات الناس من بسطاء الفكروالإيمان، لحشدهم ضمن أجندات تقوم على التقسيم: "هناك أطراف سياسية وإديولوجية على الساحة السياسية والثقافية التونسية توظف بعض التصرفات الفردية في محاولة لتحويل  حوادث معزولة إلى قضايا رأي عام".  تطبيق القانون هو الحل ويشيرالباحث التونسي أنه في مثل هذه الحالات يفترض أن يكون القانون هو الفيصل ويطبق على كل مخالف أو متجاوز، لقطع الطريق أمام كل من يسيء للمقدس وأيضا أمام من يوظف هذه الحوادث لأجندات تريد تقسيم التونسيين أو تسويق فكرة أن الإسلام في خطروأن الهوية مستهدفة. وفي نفس السياق يحذربلحاج محمد من فتح إصدار الأحكام لرجال الدين:" إذا فتحنا لرجال الدين إصدار الأحكام فهذا يتعارض أولاً مع الدولة المدنية وثانياً يرجعنا لعهد سطوة رجال الدين التي عاشتها أوروبا في القرون الوسطى والتي مازالت تعيشها بعض شعوب المشرق إلى اليوم". مسجد الزيتونة أكبررموز المسلمين في تونس في ختام حواره يؤكد بلحاج محمد، الذي استغرب بدوره وجود ردود فعل عنيفة أنه لفهم هذه الضجة الإعلامية وهذا الاستنكار يجب العودة إلى السياق الخصوصي التونسي وتطورمناخ الحريات بالبلاد ويقول:" لأنه وقع سحب البساط من كل من يتاجر بالدين ووقع إقرار حرية الضمير في الدستور، فإن هؤولاء لم ييأسواويريدون البحث مجدداً عن موقع وعن دورلهم ولم يتبقى لهم  طريق سوى النفخ في فزاعة أن الإسلام في خطروالمقدسات في خطر". .ويذكر أنه في محاولة لـDWعربية التواصل مع "الدي جي"، وتوضيح وجهة نظره خاصة لمتابعيه في الوطن العربي، اكتفى مدير أعماله بالإشارة إلى وجود اعتذارالسابق للفنان على حسابه الشخصي بموقعي تويتروفيسبوك. إيمان ملوك

مشاركة :