تتكرر كل عام، بل تزداد سنة بعد سنة، على الرغم من الفتاوى الشرعية بعدم جوازها، والمطالبات المتعددة بتكثيف الجولات الميدانية لمراقبتها، إنها ظاهرة النوم في الحرم المكي الشريف، التي تظهر بجلاء في المسجد الحرام من المعتمرين والزوّار من الجنسيات العربية والإسلامية والمواطنين. وكانت هناك مطالب رسمية من الرئاسة، لإيجاد حلول عاجلة كما حدث من عدد من أعضاء مجلس الشورى في مطالبات سابقة. وفي هذا السياق قال الباحث الشرعي مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد مطر السهلي: إن الأصل في هذه المساجد أنها بنيت لذكر الله تعالى، وإقامة الصلوات والشعائر والفرائض، ولم تجعل في يوم من الأيام للنوم والاستراحة، أو الأكل والشرب، كما قال الله تعالى: «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه»، وقال سبحانه: «أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود»، مؤكدًا أن جعل المساجد للنوم والراحة والأكل والشرب يترتب عليه مفاسد كثيرة من مضايقة المصلين، واتخاذه مكانًا ليس لهم بل هو لعامة المصلين، فضلًا عن ظهور الروائح الكريهة والمنبعثة من أماكن النوم، أو الأكل والشرب، مشيرًا إلى أن في ذلك تعديًا على حقوق الآخرين، فإن هذا المصلي الذي أتى للصلاة في المسجد يجد من يزاحمه في الغرض الأساس من إقامة هذه المساجد، وهو ذكر الله والصلاة فيها، فهو قد استوطن هذه البقعة واتخذها موطنًا له وسكنًا يأوي إليه. ورأى السهلي أن بيوت الله يجب أن تنزه عن مثل هذه التصرفات وأن لا تجعل مكانًا للنوم والشرب، وإنما لإقامة الصلوات وذكر الله تعالى، ولا بأس من كان صائمًا أن يأتي بطعامه وشرابه كتمرات، وهناك قاعدة أن الضرر يزال، وهذا ضرر قد وقع على المساجد، بل وعلى المصلين، ممّا قد يحدثه من روائح كريهة من آثار النوم أو الطعام والشراب، ولو بالمنع الجازم من النوم في المساجد خصوصًا المسجد الحرام لمن يحاول تحويرها عن هدفها السامي وهو إقامة الصلاة والذكر فيها. - من جانبها أكدت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين سعيها الجاد للقضاء على هذه الظاهرة من خلال التوجيه والإرشاد والتواصل الإعلامي، حيث قال مدير العلاقات العامة بالرئاسة أحمد المنصوري: نقوم بمعالجة هذه الظاهرة من خلال التوعية والتوجيه، وكذلك بطبع المطويات الإرشادية بعدة لغات لتوزيعها على روّاد المسجد الحرام من المعتمرين وقاصدي البيت الحرام، موضحًا أن الدور الإعلامي ضروري في هذا الجانب، مؤمِّلاً من جميع المواطنين والمقيمين عدم اتخاذ المسجد الحرام مكانًا للنوم. المزيد من الصور :
مشاركة :