خواطر حول جائزة الإبداع وجودة العمل الحكومي "4"

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 53
  • 0
  • 0
news-picture

خلاصة الخواطر التي طرحتها حول جائزة الإبداع وجودة العمل الحكومي أنه يجب أن تصب أهدافها مع أهداف الرؤية الاقتصادية 2030 والتي وضعها عاهل البلاد المفدي – حفظه الله – كما إن الجائزة ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي وسيلة لتحقيق غايات بعيدة ولذا يجب أن يترسخ هذا الفهم عند فريق العمل الذي سوف تسند إليه القيام بعملية إعداد اللائحة الداخلية للجائزة من حيث الرؤية والرسالة والفلسفة والمعايير والتقييم والمخرجات وغير ذلك وكذلك يجب أن يكون معلوماً لديهم أن الجائزة سلاح ذو حدين بمعنى أن الجائزة إذا أعطيت لمن لا يستحقها فإنها في هذه الحالة تكون عواقبها سلبية على الوزارات والهيئات والجهات الأخرى وتعطي مردوداً سلبياً ولذا يجب تحري المصداقية والعدالة من هذه الناحية وإعطائها لمن يستحقها حتى يمكن أن تحقق نتائجها التي وضعت من أجلها خاصة وأنها على مستوى الدولة، وحتى يتحقق هذا الهدف المهم يجب تشكيل لجنة تحكيم تشمل مختصين في مجالات عديده وحتى تكون عملية التقييم شاملة، فلابد أن يمثل فيها مختصون تتنوع خبراتهم، فلابد أن يكون هناك من هو متخصص في الإدارة ومن هو مختص في مجال تنمية الموارد البشرية ومن هو مختص في الشؤون المالية ومن هو مختص في التقنية والتكنولوجيا ومن هو مختص في الجانب النفسي الاجتماعي أو ما يعرف بديناميات الجماعة ومن هو مختص في مجال تقييم الأداء والأهم من كل ذلك يجب أن تتوفر في كل هؤلاء أخلاقيات التحكيم مثل الأمانة والصدق ويكون لديهم الشعور بمسؤولية المهمة الملقاة عليهم ويتجردون عن الذاتية والتحيز في إصدار الأحكام ويتصفون بالموضوعية حتى تكون الأحكام صحيحة وذلك لضخامة المهمة الملقاة عليهم مع تمنياتنا للجميع بالتوفيق والسداد لصالح البحرين وشعبها.هناك قضية مهمة في هذا الجزء وهي كيف يتم وضع المعايير التي على أساسها تتم عملية التحكيم وهي مرحلة فيها نوع من الصعوبة حيث إن كونه شيئاً يتميز بالأصالة فهي كلمة مرادفة لكلمة الإبداع ومن المعايير:- الأصالة: وتعني أن العمل الإبداعي الحكومي يجب أن يكون متفرداً وأصيلاً بمعنى «الإتيان بأفكار أو آراء أو حلول أو منتجات أو اكتشاف علاقات لم يسبقك إليها أحد»، مهما كان حجم العمل صغير أو كبير حيث إن العمل الإبداعي المؤسسي لا ينظر إليه من الكم ولكن من حيث الكيف فلو تم إنتاج أسلوب معين في العمل متفرد أي لم يتم التوصل إليه في أي مؤسسة لأعتبر هذا العمل إبداعياً.- الفائدة: حتى يكون العمل الحكومي إبداعياً يجب أن يقدم فائدة للوطن قد تكون هذه الفائدة عملية أو معنوية فما فائدة أن نقدم عملاً ولكنه ليس ذا فائدة أو منفعة للوطن أن تقديم العمل الجديد من أجل أن يقال عنه إنه جديد ولكنه ليس ذا منفعة.- الإضافة: أن يكون العمل الإبداعي فيه نوع من الإضافة بمعنى أن يتم تقييم العمل على أساس أنه يضيف إلى ما هو قائم شيء آخر، على سبيل المثال لو أخذنا نظام الحراسة في أي وزارة فقد تقوم وزارة ما بتزويد المبنى بأجهزة أوكاميرات رصد أوجهاز تنبيه لوجود حريق في المبنى، هذه كلها إضافات مقارنة بالمفهوم التقليدي للحراسة وهو وجود حراس فقط. لذا فالحراسة الإلكترونية تعتبر هنا إضافات وقد تشمل كثيراً من الأجهزة في ضوء التطور الإكتروني.- المرونة: هي سرعة التكيف والانتقال والتحول والتفكير إلى اتجاهات تفكير متعددة ومتنوعة من البعد الزمني والبعد المكاني مع سرعة الاستيعاب والتكيف مع المتغيرات الجديدة ونقد ومراجعة الذات وإجراء التعديل والتطوير اللازم والارتقاء من مسار نوعي إلى مسار نوعي آخر بمعنى أن يكون نظام العمل الإداري في الوزارة أو المؤسسة قابلاً للتغير بين فترة وأخرى ولا تتبع المؤسسة نظام لا يتغير وذلك بسبب أن الظروف التي في المجتمع أو الخارجية تتغير ولذا إذا التزمنا بنظام جامد لا يتغير فهذا الجمود يناقض الإبداع ويحد منه والمرونة مطلب أساسي للإبداع خاصة ونحن في عصر يشهد سرعة التغير والتطوير ولذا من يقف على نظام واحد لا يتطور إلى الأمام.ختاماً، نقول إن الإبداع مشروع متطور وضرورة عصرية تفرضها ظروف الواقع الذي نعيشه ولكي نلحق بركب الحضارة الإنسانية لابد من تفجير الطاقات والمواهب الموجودة في الوطن فلا تقدم وتطور بدون التميز والإبداع والابتكار في العمل والأداء وسابقاً كان يقال اعمل وحاضراً أصبح يقال تميز وابدع فيما تعمل رغم أن هناك معوقات وحواجز تحد من الإبداع لابد من تجاوزها حتى نساير الأمم، وحفظ الله البحرين ملكاً وحكومة وشعباً من كل مكروه.

مشاركة :