أثارت صراحة كابتن طائرة الخطوط السعودية في رحلة الرياض - جدة الرقم 1057، إعجاب السعوديين إذ اعتذر للركاب عن تأخر إنزالهم من الطائرة أكثر من نصف ساعة بعد هبوطها في مطار الملك عبدالعزيز في جدة بسبب «عدم توافر موقف على رغم أننا بلغنا الجميع وكل جهة تقول إن الموقف عند الأخرى». كلام الكابتن وثقه بعض الركاب في فيديو وبثوه في مواقع التواصل الإجتماعي فانتشر كالنار في الهشيم منذ ليل أمس (الإثنين) وذهب المغردون في اتجاهين: إعجاب بصراحة الكابتن، ونقد القائمين على المطار. وخاطب الكابتن الركاب بلهجة مزج فيها الفصحى والعامية، مبتعداً عن الجدية المعتادة في الإعلانات الآتية من مقصورة القيادة، قائلاً: «من غرفة قيادة الطائرة، كابتن الطائرة يحدثكم نيابة عن جميع الزملاء والملاحين، نعتذر عن التأخير الحاصل والخارج عن إرادتنا، قمنا بتبليغ الصيانة والعمليات اليومية، وبلغنا الجميع بأن لنا أكثر من 30 دقيقة ننتظر موقف لهذه الطائرة، وكل جهة منهم تقول إن الموقف عند الأخرى، ولم نستطع أخذ أي معلومة حول الحاصل، ونحن نتحدث معكم بصراحة، هناك مشكلة، ولم تفدنا أي جهة، وتحدثنا أيضاً إلى مدير العمليات وهو سيتصرف، ونحن الآن في انتظار الموقف، ونعتذر منكم مرة أخرى». واللافت أن هذا الأمر جاء بعد يومين من زيارة المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر لمطار جدة، متفقداً سير العمليات التشغيلية مع بدء الخطوط تنفيذ خطتها التشغيلية الخاصة بإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني لهذا العام والتي تستمر حتى السبت المقبل. وتضمنت الخطة زيادة في الرحلات والسعة المقعدية على القطاع الداخلي وبعض الوجهات الدولية التي تشهد خلال الإجازة طلباً متزايداً على السفر، مع تخصيص الحصة الأكبر من عملياتها التشغيلية لخدمة السفر الداخلي بين مختلف مناطق المملكة، في الوقت الذي جندت فيه «السعودية» ومجموعة الشركات الناشئة عن التخصيص (الخدمات الأرضية والتموين والشحن والصيانة) جميع إمكاناتها لتنفيذ الخطة التشغيلية وتوفير أفضل الخدمات لضيوف «السعودية»، وفق البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس). وتفقد الجاسر مواقع الخدمة في صالتي الوصول والمغادرة ومنصات الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والضيوف الواصلين وأجهزة الخدمة الذاتية، كما اطلع على الآلية الجديدة لتصعيد الضيوف إلى الطائرات وفق مناطق الإجلاس المحددة في بطاقة صعود الطائرة والمنطقة المخصصة لاستلام أجهزة الحواسيب المحمولة واللوحية وتغليفها وشحنها في حاوية خاصة إلى وجهة الوصول في الرحلات المتجهة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وفيما لم تصدر الخطوط السعودية أو الهيئة العامة للطيران المدني أو إدارة مطار الملك عبدالعزيز أي بيان توضيحي حول ما حدث للرحلة 1057، أشعل السعويون «تويتر» بتغريداتهم. وقال الدكتور طارق الماضي: «أزمة موقف وتنسيق وعمل محترف في مطار جدة، وكابتن رحلة يمتلك الكثير من الشفافية والشجاعة يثبت أن الطيران المدني يتخبط». وغرد سليمان السماحي قائلاً: «رحلة الرياض - جدة 1057 تصل مطار الملك عبدالعزيز ولا تجد موقفاً لأكثر من نصف ساعة والكابتن يعتذر للركاب ويؤكد أن كل جهة ترمي المسؤولية على الأخرى»، فيما قال مغرد آخر: «مطار الملك عبدالعزيز توقع منهم أي شي، لا تنسى أنه ضمن أسوأ عشرة مطارات في العالم». وكان تصنيف يعتمد على آراء وتقييم المسافرين، وضع مطار الملك عبد العزيز الدولي، في صدارة «المطارات الأسوأ في العالم» للعام 2016، وفق ما نشر موقع «سليبنغ ان إيربورتس» الذي يهتم بتقييم الخدمات في المطارات الدولية، مثل أماكن الراحة والنوم. وركز المسافرون في تصنيف المطار على نقاط محددة، منها: عدم تكافؤ عدد الكراسي مع عدد المسافرين، وعدم وجود أماكن للنوم والراحة، وعدم وجود غرف التدخين، إضافة إلى روائح مزعجة من دورات المياه، وانشغال الموظفين في مراقبة هواتفهم، وتأخر وصول الحقائب، وسوء المعاملة، والفوضى. يُذكر أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد قد تنتهي الأعمال فيه خلال العام الحالي، ويتكون من ثلاث مراحل، الأولى رفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنوياً، والثانية رفعها إلى 43 مليوناً، والثالثة إلى 80 مليوناً. وسيتمكن المطار الجديد من خدمة 70 طائرة في آن، وسيتم إمداد الطائرات بالوقود والمياه عبر تمديدات تحت الأرض من دون حاجة لاستخدام سيارات أو معدات، وسيسهم المطار الجديد في استيعاب الجيل الجديد من الطائرات العملاقة فئة F مثل A380.
مشاركة :