أكّد سعادة فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، في أول حوار حصري له، خص به صحيفة «العرب» أنه أبلغ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لدى تسليمه أوراق اعتماده أن فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان يعتبر قطر «صديق الضيق واللحظات الصعبة»، وأن تركيا تعتبر أمن قطر من أمن تركيا، وهناك تعاون وثيق في مجال الأمن والدفاع بين البلدين. وأكد سعادة السفير أن إجمالي المبادلات التجارية بين البلدين بلغ 840 مليون دولار خلال 2016، مقابل 18 مليار دولار استثمارات مشتركة، لافتاً إلى أن تركيا غير مقتنعة بحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتطمح لزيادة استثماراتها في قطر. وحث سعادته رجال الأعمال القطريين للاستثمار في تركيا بكثافة، مشيراً إلى أن القطريين اقتنوا 534 شقة خلال العامين الأخيرين... وقضايا أخرى تطالعونها في نص الحوار التالي:بعد تعيينكم سفيراً للجمهورية التركية في قطر، ما هي الرسالة التي حملتكم إياها القيادة التركية؟ - أنا سعيد جداً بأن أكون سفيراً في بلد شقيق، بدولة قطر، ولنا علاقات مميزة بين بلدينا، شعباً وحكومة، ونحن أشقاء، ولدينا ذاكرة مشتركة طويلة وعميقة. ونريد أن ننوع هذه العلاقات المميزة والأخوية بين البلدين. وقد حملتني القيادة في بلدي تحيات قلبية من تركيا قيادة وحكومة وشعباً، إلى بلدي الشقيق قطر قيادة وحكومة وشعباً. ومنذ وصولي إلى قطر يوم 13 مارس، أشعر أنني فعلاً في بلدي، وحظيت بالاحترام والتقدير الأخوي لدى مختلف المسؤولين الذين التقيتهم إلى الآن، بدءاً باللقاء الذي شرفني به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وصولاً إلى مختلف الوزراء والمسؤولين والمواطنين الذين التقيت بهم. ولمست محبة وتقديراً عالياً لتركيا والشعب التركي من سمو الأمير إلى المواطنين القطريين. ما الرسالة التي نقلتموها لسمو الأمير لدى تسليم أوراق اعتمادكم، وماذا قال لكم؟ - في لقائي بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أبلغته أن فخامة الرئيس أردوغان يعتبر قطر صديق الضيق واللحظات الصعبة ولن ننسى وقوف قطر معنا حكومة وشعبا. والعلاقات بين البلدين شهدت طفرة في العلاقات الأخوية، لاسيما في السنوات الأخيرة. وكانت ليلة 15 يوليو التي شهدت المحاولة الانقلابية الفاشلة ذروة الصداقة بين قطر وتركيا. وقد أكد لي سمو الأمير أنه يولي أهمية خاصة للعلاقات الأخوية المميزة مع تركيا، وأن ما قامت به قطر هو واجب أخوي تجاه تركيا التي كانت دوماً إلى جانب قطر، ولم ينقطع دعمها. البلدان نجحا خلال السنوات الأخيرة في تحقيق علاقات تعاون وشراكة استراتيجية، فما هي الملفات ذات الأولوية التي ستعملون عليها لتطوير العلاقات الثنائية قدماً؟ - بالفعل، البلدان يتمتعان بعلاقات أخوية وشراكة استراتيجية لا مثيل لها، وكلاهما يتطلع لتطوير تلك العلاقات نحو الأفضل قدماً. هناك الكثير من مجالات التعاون الممكنة بين البلدين، ومطلوب منا إيجاد آليات لتفعيل مجالات واتفاقات التعاون المشتركة، اقتصادياً، وعسكرياً، وفي المجال الزراعي، والصحي، ومختلف المجالات. لدينا في تركيا التكنولوجيا والتقنية المتطورة، ويمكن أن نستعين بالرأسمال القطري، لتطوير شراكات ثنائية نوعية. كما سأعمل على تشجيع رجال الأعمال القطريين للاستثمار في بلدهم الثاني تركيا، موازاة مع دعم وتكثيف حضور الشركات التركية في قطر لتساهم في الطفرة الاقتصادية التي تشهدها، واستمرار النمو، لأجل المساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030. ونحن من جانبنا، سندعو الشركات التركية للمساهمة في تحقيق طموحات قطر. هل بلغ التعاون الاقتصادي مستوى العلاقات السياسية بين البلدين؟ - التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ليس كافياً، حيث بلغ إجمالي المبادلات التجارية بين البلدين 840 مليون دولار العام 2016، منها 495 مليون دولار صادرات تركيا إلى دولة قطر. ونحن نجد أن ذلك غير مقنع. فدولة قطر تستورد المليارات من دول أخرى، ونريد أن يكون التبادل الاقتصادي أقوى مما هو عليه. ومطلوب من تركيا أن تبذل جهوداً أكبر لمنافسة بقية الدول التي كانت سباقة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع قطر. وأود أن أؤكد أن قطر ترحب بذلك، وليس هناك أي عوائق اقتصادية من جانب إخواننا القطريين، بل هناك قواعد اقتصادية عالمية ينبغي علينا أن نتعامل وفقها. ما الذي تطمح إليه تركيا لتطوير الاستثمارات المشتركة مع قطر في المرحلة المقبلة؟ - الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة بين البلدين بلغت حوالي 18 مليار دولار. ونحن نطمح صراحة لتكون قطر الشريك التجاري الثاني على الأقل لتركيا بين دول مجلس التعاون. لدينا حالياً قرابة 40 شركة تركية في قطر، تتولى تنفيذ مشاريع هامة في قطر، مثل مطار حمد الدولي، ونطمح أن يكون للشركات التركية حضور أكبر، ومساهمة أقوى في مشاريع البنى التحتية التي تنفذها قطر، ومختلف المشاريع ضمن استعداداتها لتنظيم مونديال 2022. كما أننا نحضر لاحتضان معرض «إكسبو تركيا في قطر»، الذي سيكون أكبر تظاهرة اقتصادية تشارك فيها أكثر من 200 شركة تركية، ونتوقع حضور مسؤولين رئيس الوزراء أو أحد الوزراء لافتتاح المعرض خلال الفترة من 19- 21 أبريل الجاري. ما هي فرص الاستثمار التي توفرها تركيا لرجال الأعمال القطريين مستقبلاً؟ - القطريون لديهم توجه كبير نحو امتلاك العقار في تركيا. وقد بدأ الترخيص لذلك منذ أربع سنوات، فانطلقت مشاريع استثمارية قطرية في مجال العقار، والبنوك، والمصارف المالية. وهناك استثمارات في مجال تشغيل الفنادق بتركيا، واهتمام بالاستثمار في السياحة الحلال. والقوانين التركية تسهّل تأسيس شركات استثمارية ومباشرة عملها، خلال أسابيع قليلة. هل من أرقام حول امتلاك القطريين للشقق والأراضي في تركيا؟ - خلال العام 2015، اقتنى المواطنون القطريون 277 شقة، مقابل 256 شقة خلال العام 2015. بمجموع 534 شقة خلال العامين الأخيرين. فهناك إقبال كبير لاقتناء الشقق في اسطنبول، ومدن أخرى، مثل سابانجا التي يفضلها القطريون ويقتنون بها شققاً جاهزة، وقطع أراضٍ لبناء بيوت موائمة للثقافة الخليجية. ودولة قطر تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الإقبال على امتلاك الشقق في تركيا. التعاون العسكري شهد بدوره تطوراً لافتاً، فما الذي تطمح إليه تركيا في هذا المجال؟ - هناك تعاون وثيق في مجال الدفاع والأمن بين البلدين، بما في ذلك مجال العدالة والقضاء. وكما تعلمون، هناك قاعدة عسكرية تركية في قطر، وهي موجودة لدعم أمن وأمان دولة قطر، في ظل ظروف إقليمية، تعرف تهديدات بعض القوى لأمن المنطقة. إن تواجد تركيا هو لدعم أمن واستقرار قطر، وفي الوقت نفسه أمن واستقرار تركيا. ولدينا استعداد لدعم قطر بمعدات عسكرية حديثة، بأسعار أقل مما هي عليه في دول أخرى. ويمكن إقامة تعاون في مجال الصناعة العسكرية، والمؤسسات التركية للصناعة الدفاعية، في مجال الصناعة العسكرية البحرية والجوية والبرية على أتم الاستعداد لإنتاج وصناعة بعض المعدات داخل قطر، وتصديرها إلى دول أخرى انطلاقاً من قطر. ماذا عن حركة تنقل الأشخاص والنقل الجوي بين البلدين؟ - العام الماضي شهد زيارة نحو 31 ألف سائح قطري لمختلف المدن التركية، بينهم مواطنون قطريون، إلى جانب شركات خاصة ورجال أعمال. وبالنسبة للمقيمين، فقد أصدرنا خلال العام الجاري 15 ألف تأشيرة للمقيمين، وزار تركيا 20 ألفاً من أبناء الدول لا يحتاجون إلى التأشيرة للسفر إلى تركيا. وسنشهد إطلاق رحلات جوية مباشرة نحو مدينة طرابزون التركية، الأمر الذي من شأنه أن يرفع عدد السياح نحو تركيا. ما مدى استمرار التنسيق بين البلدين وتطابق مواقفهما إزاء القضايا الإقليمية، وبخاصة الأزمة السورية؟ - هناك تطابق تام في مواقف تركيا وقطر إزاء الأزمة السورية. فكلا البلدين يدعمان وحدة سوريا، ويقدمان الدعم الإنساني للشعب السوري عبر المؤسسات الخيرية الإنسانية، ويعارضان التمييز العرقي ومحاولات المساس بالتركيبة الديمغرافية في سوريا. وكلا البلدين متمسكان بضرورة رحيل الأسد. كما أن مواقف البلدين متطابقة إزاء العراق، برفضهما التطرف المذهبي، ورفض انقسام العراق، ورفض هيمنة إيران على العراق. فمواقفنا متطابقة جداً. مرت 6 سنوات منذ انطلاق الثورة السورية، ما الذي يمكن تحقيقه لإخراج الأزمة من النفق؟ - الدول الغربية لا تريد حلاً سريعاً للأزمة السورية، بسبب حسابات ومصالح، ولا يفكرون في مصلحة الشعب السوري. وإدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لم تفعل شيئاً، وكانت مواقفها سيئة جداً، ولم تقدم أي دعم أو موقف إيجابي. كانوا يتحدثون عن الحرب ضد تنظيم الدولة، ولا نفهم كيف لدولة قوية مثل الولايات المتحدة تعجز عن السيطرة على التنظيم. وتركيا اضطرت للتعامل مع روسيا وإيران في مفاوضات أستانة، وقدمنا مساعدات إنسانية للشعب السوري. في وقت يستمر نظام الأسد اعتبار المعارضة بأكملها إرهاباً. وعلى الأرض، شهدنا وقفاً نسبياً لإطلاق النار، وهذا يمثل أهون الشر، لكننا في تركيا نعتبر أن استمرار الأزمة السورية سببه بقاء الأسد في السلطة، ولا بد من رحيله. إدارة ترمب تقول إن رحيل الأسد لم يعد أولوية، ألا يشكل ذلك ضربة لمفاوضات أستانة وجنيف؟ - الأزمة السورية معقدة جداً، وتدخلت فيها أطراف عدة، والموقف الأميركي يخفي ملاحظات إسرائيلية، لأن إسرائيل هي أكبر مستفيد من بقاء الأسد. وواشنطن تعتبر أمن إسرائيل من أمنها، وفي الوقت نفسه تستعين أميركا بمنظمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، بحجة محاربة تنظيم الدولة. أعتقد أن موقف ترمب لم يتحدّد بعد من الأزمة السورية. وآمل أن تراجع الإدارة الأميركية موقفها المعلن من بقاء الأسد. وعلى الجانب الآخر، فإن إدارة ترمب تقول إن أولويتها محاربة تنظيم الدولة، ولا تقول لنا ماذا بعد هزيمة التنظيم؟ وتركيا ترى أن مصير الأسد يبقى بيد المواطنين السوريين وليس أي طرف آخر. ونحن متمسكون بمفاوضات أستانة، على الأقل لتوفير مساعدات إنسانية للشعب السوري، لكن موقفنا ثابت من ضرورة رحيل الأسد. هل دخلت العلاقات التركية الروسية مرحلة خلاف جديدة مع أزمة الرسوم الجمركية لاستيراد بعض المواد الغذائية؟ - نحن نعتقد أن هذه الخلافات ستوطد العلاقات الثنائية، وسيتم حلها بالجلوس إلى طاولة الحوار، لأن الخلافات لم ترتقِ إلى أزمة. أيّ مستقبل للعلاقات التركية-الأوروبية، في ظل الخلافات القائمة، وتصريح وزير الخارجية الألماني بأن تركيا باتت أبعد ما تكون من أوروبا؟ - التصريح له خلفية مرتبطة بالانتخابات المرتقبة في ألمانيا. وبعدما كنا نتحدث عن «الإسلاموفوبيا»، أصبحنا اليوم نسمع عن «تركيافووبيا». هناك خطاب تحريضي ضد تركيا، مثلما شاهدناه في هولندا بالتزامن مع الانتخابات قبل أن تتم التهدئة، وفي ألمانيا كانت هناك محاولات عديدة لاستيعاب الأتراك داخل ألمانيا، انتهت بتمسك الأتراك بهويتهم. وبالنسبة لنا، ما زلنا نتابع ملفات الانضمام للاتحاد الأوروبي، في ظل وجود رفض شديد لبعض الدول لانضمام تركيا. ما أهمية الاستفتاء المرتقب على الدستور خلال أيام في تركيا لإقامة نظام رئاسي؟ - الاستفتاء سيخلص تركيا من الوصايا العسكرية. وسيجنب تركيا مستقبلاً «الفراغ الحكومي» وتفادي سيناريو تعطيل الحياة السياسية، بسبب ازدواجية السلطة التنفيذية، وما نتج عنه مراراً من فراغ حكومي بسبب الخلافات حول تشكيل الائتلاف الحكومي. ما تعليقكم على امتناع الرئيس الأسبق عبدالله جل ورئيس الوزراء الأسبق داود أوغلو المشاركة في التجمعات الانتخابية للاستفتاء؟ - تركيا دولة ديمقراطية، ومن حق أي أحد أن يكون له آراء خاصة، ولو من داخل حزب العدالة والتنمية. ولا بد أن تحترم آراءهم. والكلمة الأخيرة للشعب، والتوقعات اليوم ترجح قبولاً بنسبة تفوق %50 للتعديلات الدستورية. كيف ترون اتهامات بعض الدول وخصوم أردوغان بأنه يطمح لإقامة نظام ديكتاتوري، على خلفية التعديل المرتقب للدستور للتحول إلى النظام الرئاسي؟ - أردوغان منتخب، ولو رفضه الشعب التركي سيذهب. والدستور يمنحه عهدتين انتخابيتين فقط. هل طوت بلادكم مرحلة تصفية أتباع تنظيم غولن بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة؟ - مرحلة التطهير متواصلة. وهناك تقريبا 75 ألف معتقل حالياً، بينهم 505 دبلوماسيون من وزارة الخارجية، منهم 5 إلى 6 سفراء تقريباً. هل وجدتم أتباعاً لتنظيم غولن في قطر؟ - السلطات القطرية قدمت لنا دعماً وتعاوناً كبيراً، وتم ترحيل وطرد عدد منهم، ومطالبة البعض بالمغادرة بعد انتهاء مهامهم، بينهم رجال الأعمال ومواطنون من أتباع غولن، بينهم الملحق العسكري السابق، والقائد السابق للقاعدة العسكرية التركية في قطر. وهناك من عاد إلى تركيا، ويتم التحقيق معهم، بينما فرّ البعض إلى دول أخرى. كيف تنظرون لمستقبل العلاقات التركية-الأميركية في عهد ترمب، وهل تخليتم عن مطلب تسليم غولن؟ - هناك زيارات لعدد من المسؤولين الأميركيين إلى تركيا هذه الأيام، ونحن متفائلون بتحسن العلاقات في عهد ترمب، لكن هناك «لوبي غولن» المتسلل في كثير من المواقع، ويحاول التأثير على علاقات البلدين. نحن في تركيا مصرون على تسليم غولن، والإدارة الأميركية تقول إنها في مرحلة التحقيقات معه، لكننا متفائلون بتسليمه، والمشاورات مستمرة. أوزر يكشف تفوق «الرئيس» في مسابقات الشعر: درست مع أردوغان 7 سنوات ولم تنقطع صداقتنا أبداً بدا سعادة السفير فكرت أوزار متفاجئاً حينما سألناه عن سنوات الدراسة التي جمعته بالرئيس رجب طيب أردوغان، قبل أن يتحدث عن صداقتهما قائلاً: «بالفعل، كنت زميل دراسة مع الرئيس رجب طيب أردوغان؛ حيث درسنا معا بمدرسة الخطابة والأئمة لمدة سبع سنوات، ومن ذلك اليوم استمرت صداقتنا، ولم تنقطع أبدا، حتى لما كنت أنا خارج تركيا». ويتحدث سعادة فكرت أوزار عن شخصية أردوغان قائلاً: «الرئيس أردوغان كان شخصية اجتماعية محبوبة، ويتمتع بصفات قيادية، إلى جانب ولعه بكرة القدم؛ حيث كان يستغل فرصة الاستراحة في المدرسة لمدة 15 دقيقة ليجمع أصدقائه لممارسة كرة القدم، فكان يتميّز بقدرته على القيادة. وإلى جانب حرصه على حفظ القرآن مثلنا جميعاً؛ حيث كان أستاذنا صارماً جدّا في تحفيظنا القرآن وأحكام التجويد، ويحذرنا من مسؤولية الخطأ أثناء الإمامة بالمصلين، وقد سبق لي أحياناً أن أؤم الناس في الصلاة؛ لأني أحفظ نصيباً منه». ويضيف سعادته سراّ لا يعرفه كثيرون قائلاً: «الرئيس أردوغان أيضاً يكتب الشعر بامتياز، وقد تفوق مراراً في مسابقات وطنية للشعر على مستوى الثانويات في أنحاء تركيا». وحينما سألناه عن صور الذكريات التي تجمعهما، تأسف سعادة السفير أنه أضاع صندوقاً يحمل صور الذكريات مع الرئيس أردوغان، وذكريات من زمن الصبا بسبب حريق أتى على الصندوق ومحتوياته، لكن صداقتهما ما تزال متواصلة. درس الإمامة والخطابة وحمله طموحه إلى الدبلوماسية ابن المزارع العاشق لـ «الفصحى» سعادة فكرت أوزر من مواليد العام 1955 بمدينة «تيكيرداغ» بالقسم الأوروبي من تركيا، على الساحل الشمالي لبحر مرمرة، وتبعد 135 كم عن غرب اسطنبول. متزوج، وأب لثلاثة أبناء هم عمر الفاروق، ومصطفى، وابنته ديلار. وإلى جانب مهاراته الدبلوماسية، وخبراته في الاقتصاد والمالية، يتحدث سعادة السفير الجديد للجمهورية التركية في قطر، إلى جانب اللغة الأم، اللغتين الإنجليزية والعربية. درس المرحلة الابتدائية بقريته، ثم انطلق إلى اسطنبول، في مرحلة الإعدادية والثانوية بمدرسة الأئمة والخطباء، حيث كان يدرس اللغة العربية والقرآن والعقيدة والسيرة النبوية، حيث يُؤهّل خريجو هذه المدرسة لأن يكونوا أئمة وخطباء مساجد. وبعد التخرج من المرحلة الثانوية يلتحق البعض بالخطابة والإمامة، ومن أراد أن يتابع الدراسة الجامعية، يطالب بإجراء اختبارات في مواد إضافية. وحصل على الثانوية العامة التي سمحت له بالالتحاق بجامعة أنقرة، بكلية العلوم السياسية، حيث تخرج من قسم الاقتصاد والمالية العام 1977، قبل الالتحاق بوزارة الخارجية. يقول سعادة السفير عن مساره الدراسي، وتعلقه باللغة العربية: «كان اختيار مدرسة الأئمة والخطابة اختياراً شخصياً، حيث إنها تدرس اللغة العربية إجبارياً، وهذا ما راق لي، لأني كنت أحب فهم القرآن الذي كنت أقرؤه في الدورات التعليمية بالمساجد. وقد فكرت أن أكون خطيباً أو إماماً في بادئ الأمر، لكن لاحقاً، ومثل الكثير من أقراني، كان لنا طموح الحصول على وظيفة حكومية، مثل القضاء أو وال على رأس ولاية». سعادة الوزير هو الابن الخامس في الترتيب، بين 3 ذكور و2 إناث، والوحيد الذي تابع دراسته الجامعية، ويقول عن نفسه: «كنت محظوظاً مقارنة بإخواني وأخواتي، بمتابعة دراستي الجامعية، وكانت ظروفي أيسر، مقارنة بهم، في تلك السنوات الصعبة». ويعتز السفير بأنه ابن مزارع، وقضى سنوات من عمره في العمل بالمزرعة، إلى جانب ولعه بقراءة كتب التاريخ، تأثراً بالقصص التي كان يلقنها إياه والده وجده. سعادة فكرت أوزر، دبلوماسي محنك، ذو دراية عميقة بالمنطقة العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، حيث سبق له تولي عدد من المناصب الدبلوماسية في عواصم عربية، آخرها مهام القنصل العام للسفارة التركية في جدة، إلى شهر نوفمبر 2016. تخرج سعادة السفير الجديد لتركيا في قطر العام 1977من كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، وكلية الاقتصاد والمالية. وله مسار مهني ثري، حيث تقلد عدداً من المناصب بصفة «خبير» داخل الجمهورية التركية، جمعت بين الإدارة والاقتصاد والمالية والسياسية، بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا، ووزارة الشؤون الخارجية، حيث تدرج بين منصب «خبير» إلى سكرتير أول، وسكرتير ثانٍ بالوزارة. وخلال الفترة من 1979 إلى 1982، تولى فكرت أوزر أول مهمة له خارج تركيا، بمنصب إداري في سفارة تركيا بطرابلس بجمهورية لبنان، ثم عين في منصب «ملحق دبلوماسي» بسفارة تركيا في جدة والرياض بالمملكة العربية السعودية، ثم ملحقاً دبلوماسياً بسفارة تركيا في عمان بالمملكة الأردنية، وصولاً إلى «نائب القنصل» ببيروت، ونائب القنصل السكرتير الثاني بأبوظبي، ثم القنصل الرئيسي في جدة. وأخيراً تولى منصب القنصل العام في جدة خلال الفترة من يناير 2013 إلى نوفمبر 2016.;
مشاركة :