الإمارات قبلة تعليمية.. خطوات متسارعة نحو الريادة

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت الإمارات خلال السنوات الأخيرة، اهتماماً كبيراً بالتحول إلى قبلة تعليمية في المنطقة وهيأت لذلك بنية تحتية وتكنولوجيا تضاهي وتنافس بها أكثر الدول الأوروبية تطوراً. بالإضافة لافتتاح فروع عالمية للجامعات. وأكد خبراء أن الإمارات دولة مؤهلة فعلياً لقيادة المنطقة في هذا المجال لما تتمتع به من الأمن والاستقرار، وتوسع آفاق صناعة تكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية وغيرها، وتعتبر مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة منظومة أكاديمية متكاملة وقوية في دبي. هذه المنظومة لا تقتصر على استقطاب الجامعات العالمية الرائدة التي تقدّم مجموعة غنيّة ومتنوّعة من البرامج الأكاديميّة إلى الدولة فحسب. ولكنها تركز أيضاً على الاستفادة من مكانة دبي باعتبارها مركزاً إقليمياً للأعمال بما يضمن توفير الفرص للطلبة في المدينة للتعرف على الخيارات المهنية المختلفة المتوافرة لهم بعد التخرج. وللتسهيل على الطلبة الآتين من الخارج للدراسة ووفقاً لتقرير هيئة المعرفة والتنمية البشرية عن التعليم الخاص في دبي 2014 -2015 بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي 56 مؤسسة فيها 25 محلية و3 اتحادية و26 دولية و2 مهنية. »البيان« تواصلت مع خدمة آمر التابعة للإدارة العامة للجنسية والإقامة بدبي، للاستفسار عن »التأشيرات الدراسية«. حيث أوضح لنا أحد موظفي الخدمة أن الجامعات أو المراكز التدريبية أو البحثية تتقدم للإدارة بطلب الحصول على إذن دخول قصير المدى ويمتد إلى 6 أشهر قابلة للتمديد مرتين، لأغراض الدراسة أو التأهيل أو التدريب. %9.1 وفي هذا السياق يقول محمد عبدالله مدير عام مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة: بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). فإنّ أعداد الطلاب الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في الإمارات ارتفع بنسبة 9,1% بين عامي 2009 و2014، ونحن نتوقع بأن تستمر النسبة في النمو على هذه الوتيرة، للطلبة. حيث تعتبر دبي الخيار الأيسر والأفضل من الناحيتين الجغرافية والمالية إذا ما قورنت بأستراليا والمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة على سبيل المثال، كما أنها مدينة تنعم بالأمن والأمان وتوفر العديد من الخيارات والأنشطة الترفيهية التي تجعلها نقطة جذب للطلبة والمقيمين والسياح على حد سواء. 30 نشاطاً واستطرد قائلاً: لقد شاركنا في أكثر من 30 نشاطاً لاستقطاب وتحفيز الطلبة على أخذ دبي بعين الاعتبار كوجهة مُثلى لاستكمال تعليمهم العالي. وهذه الأنشطة تتضمن زيارات دوريّة إلى العديد من الدول مثل دول مجلس التعاون الخليجي، وروسيا، والصين وكازاخستان بهدف الالتقاء بالطلبة وتعريفهم على شركائنا من الجامعات المتواجدة في مدينة دبي الأكاديميّة العالميّة، ومدينة دبي بشكل عام. وفي الوقت ذاته، أكد حرص المدينة والمجمع على استقطاب مؤسسات التعليم العالي الرائدة التي تستطيع تلبية احتياجات الطلبة. مشيراً إلى أن المدينة تتيح للطلبة أكثر من 500 برنامج دراسات جامعية ودراسات عليا ودكتوراه مختلفة، كما توفر الجامعات بيئة غنية ومتنوعة ومتعددة الثقافات حيث تضم طلبة من أكثر من 150 جنسية، بالإضافة إلى توفير فرص عديدة للتطوير المهني من خلال برامج الإرشاد الأكاديمي بجميع مراحله. شراكات عالمية وأشار إلى أن المجمع والمدينة يسعيان لتحويل مدينة دبي خاصة، والإمارات بشكل عام إلى وجهة تعليمية جذابة لاستقطاب الطلبة من شتى أنحاء العالم، حيث تم توقيع العديد من الشراكات مع عدد من المؤسسات بهدف التشجيع على جعل دبي وجهة لاستكمال الدراسة الأكاديمية. من بينها شركة »BMI Events«، الرائدة عالمياً في مجال فعاليات استقطاب الطلبة، وأيضاً موقع »HigherEducation.ae«، المتخصص في ترويج الإمارات كوجهة مميّزة للتعليم العالي. وأضاف أن من أهم المبادرات التي طرحت مؤخراً لتحفيز استكمال التعليم العالي في المدينة هو اعتماد نظام العمل بدوامٍ جزئي لطلبة جامعات مدينة دبي الأكاديمية العالمية ومجمع دبي للمعرفة في أكثر من 4500 شركة. بما سيساعد الطلبة على اكتساب خبرة عملية في مجال دراستهم، وتطوير مهاراتهم ومعارفهم في الحقل الذي يدرسونه، هذا بالإضافة لفرصة جني عائد مادي أثناء الدراسة. وفضلاً عن ذلك فقد أعلنت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي العام الماضي عن البدء بتصديق الشهادات الجامعية التي يتم الحصول عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل مركز الخدمة الصينية لتبادل المنح الدراسية ووزارة التربية والتعليم في الصين. بما يضمن للطلبة الذين يودون متابعة دراستهم الجامعية في دبي الاعتراف بمؤهلاتهم العلمية في وطنهم الأم، الأمر الذي سيعزز بكل تأكيد مكانة دبي كوجهة دراسية لإحدى أكثر الدول التي تشهد كثافةً سكانية عالية. 60 دولة ومن ناحيته أشار الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية في الشارقة، إلى أن الجامعة تضم طلبة يمثلون أكثر من 60 دولة حول العالم، فيما يبلغ أكثر من 90% منهم من خارج الدولة وخاصة من آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، إذ إنها أنشئت خصيصاً لاستيعاب الطلبة من الخارج. وأوضح أن الجامعة تطبق مفهوم السياحة التعليمية بمعنى الكلمة إذ إنها أطلقت برنامج »تعرف على الإمارات« يتم تنفيذه أسبوعياً حيث تصطحب الطلبة والطالبات في رحلات منفصلة، لزيارة معالم متفرقة في إمارات الدولة كلها. كما تصطحبهم في رحلات مماثلة للتسوق في مختلف أماكن التسوق بالدولة، بهدف اكتشاف طبيعة الدولة وإزالة حاجز الانغلاق الذي يكون فيه الطالب المغترب، وبهدف الدمج بين مفهومي التعليم والسياحة. وأكد أن الجامعة تبرز وجه الإسلام السمح، واحترام ثقافة الآخر. وأضاف أن الإمارات بطبعها بلد مضياف، والسياحة التعليمية تهدف إلى كسب معارف وخبرات جديدة بالإضافة إلى الحصول على بعض التجارب التي يمكن نقلها إلى مختلف البلدان بقصد التطوير والتنمية. كما يسهم هذا النوع من السياحة التي ينظر إليها كنوع من أنواع السياحة الدولية كالعلاجية والترفيهية والتبادل الثقافي، في تقوية الروابط الثقافية بين الدول وتبادل المعرفة والمنفعة والكثير من الخبرات من خلال ما يكتسبه الطالب من معارف جديدة وما ينقله من معارف تتعلق ببلده. قيادة واستثمار وأكد الدكتور زيد المالح مدير جامعة مودول بدبي أن الإمارات دولة مؤهلة فعلياً لقيادة المنطقة في مجال السياحة التعليمية لما تتمتع به من الأمن والاستقرار، وتوسع آفاق صناعة تكنولوجيا المعلومات، والبنية التحتية وغيرها. ونظراً لما تتعرض له منطقة الشرق الأوسط من صراعات، تتحول الإمارات إلى محور للاستثمار في مجال السياحة التعليمية في المنطقة، لذا يجب العمل على جعلها مركزاً إقليمياً ودولياً في مجال السياحة التعليمية. ووفقاً لذلك فإن مفتاح النجاح هو القطاع الخاص الذي تقع عليه مسؤولية تعريف الأسواق العالمية بهذا القطاع، كما أن لوزارة التربية والتعليم دوراً قوياً وحيوياً في إنجاح هذا القطاع من خلال خلق البيئة المناسبة. وعليه، فإن الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، ستكون هي الأساس من أجل تحقيق الفوائد الاقتصادية المستدامة، كما أن الدعم الإعلامي والإداري سيساهمان في تنشيط هذا النوع من السياحة. وأضاف أن فرع جامعة »مودول« النمساوية الخاصة في مجال السياحة والضيافة على مستوى العالم، في دبي يضم طلبة يحملون 33 جنسية حول العالم وأغلبهم من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، لافتاً إلى أن 30% منهم من خارج الدولة. وأكد أن قطاع السياحة التعليمية ينمو بشكل سريع مما يعزز مكانة دبي والدولة عموماً على خريطة السياحة التعليمية، وخاصة في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير البنية التحتية، بما يدعم جهود مؤسسات التعليم العالي لجذب المزيد من الطلاب والكفاءات البحثية وتنشيط هذا النوع من السياحة من خلال مشاريع طويلة الأمد تستمر حتى ما بعد اكسبو 2020. خدمة «آمر» »البيان« تواصلت مع خدمة آمر التابعة للإدارة العامة للجنسية والإقامة بدبي، للاستفسار عن »التأشيرات الدراسية«. حيث أوضح لنا أحد موظفي الخدمة أن الجامعات أو المراكز التدريبية أو البحثية تتقدم للإدارة بطلب الحصول على إذن دخول قصير المدى ويمتد إلى 6 أشهر قابلة للتمديد مرتين، لأغراض الدراسة أو التأهيل أو التدريب. أما إذا كانت الدراسة في الجامعة ستستغرق مدة أطول فإن المؤسسة التعليمية تتقدم بطلب الحصول على إقامة لغرض الدراسة، شريطة أن تكون حاصلة على ترخيص لمزاولة النشاط داخل الدولة، وأن تكون بطاقة المنشأة الخاصة بها شاملة إذن دخول للدراسة، فيما أوضح أن الإذن غير مشروط بعمر معين للطالب. فوائد نفسية أفاد محمد السويدي اختصاصي نفسي بمنطقة دبي التعليمية، بأن السياحة التعليمية تتمثل في الالتقاء بالثقافات والطلبة من مختلف بلاد العالم، إذ إن هذا النوع من السياحة يفسح للطالب أن يلتقي ليس فقط بأهل البلد بل بالطلبة والزوار القادمين بغرض التعليم مما يكسبه خبرات ومهارات وثقافات جديدة. طلبة: جامعات الدولة حاضنة الإبداع أعرب عدد من الطلبة الدارسين في مؤسسات التعليم العالي بالدولة عن سعادتهم لما تشهده الإمارات من تطور لافت في التعليم الجامعي . حيث أكد الطالب أحمد عطية أن من أهم أسباب سعادته في الإمارات التطور الكبير الذي يشهده التعليم العالي والأعداد الكبيرة للجامعات الخاصة والحكومية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأجانب. ولفت إلى أنه في الهندسة الإلكترونية التي يدرسها، وفرت الإمارات كل الإمكانات للارتقاء بمستوى الطلاب في هذا المجال الذي يعشقه، وأيضاً إنشاء معامل على أعلى مستوى لتحقيق السعادة للجميع في مجالات التجارب العلمية والابتكارات. وقال الطالب محمد نور، إنه يشعر بقمة السعادة لأنه رياضي ويهوى ممارسة رياضة السباحة التي وفرتها له الجامعة التي يدرس بها سواء في الحرم الجامعي أو في سكن الطلبة، فضلاً عن توفير العديد من وسائل الراحة والرفاهية للطالب ليبدع في دراسته . ويحصل على أعلى الدرجات من خلال البرامج التدريبية والعملية التي توفرها له الجامعة بالإضافة إلى توفير المختبرات العلمية الرائدة. احترام العقل بينما أشارت الطالبة نيرمين توفيق إلى أن سعادتها جاءت من البيئة الصحية التي تحترم العقل، وتوفر فرص الإبداع والتميز للجميع على أرض الدولة. وشعور السعادة يزداد يوماً بعد يوم مع إنشاء صروح تعليمية جديدة في كل ركن من أركان الدولة، وتأهيل الجميع علمياً بما يناسب التنمية الحقيقية لدولة تحترم العنصر البشري، فضلاً عما تتمتع به من أمن وأمان. وأشاد الطالب كريم طارق بمظاهر السعادة المتعددة التي تقدمها باستمرار الدولة لأبنائها وللمقيمين على أرضها متمثلة بأفضل الجامعات وأرقى المناهج العالمية والتي يدرسها أفضل الأساتذة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن الحصول على أفضل درجات السلم العلمي للطالب هو قمة السعادة. وأضاف أنه على الرغم من أن تكلفة التعليم في بلده الأم تعتبر أقل إلا أن والديه فضلا أن يتلقى العلم في الإمارات ليكتسب متعة حقيقية لمشاهدة معالم الدولة المُضيفة له، كما يكتسب معرفة جديدة وذلك بالتعرف على ثقافة وتراث وحضارة وعادات وتقاليد المجتمع في الدولة. خبير: تُقلل اعتماد الجامعات على الدعم المالي قال الدكتور أحمد البنا الخبير الاقتصادي: أبرز فوائد السياحة التعليمية أنها تُقلل اعتماد الجامعات على الدعم المالي، إضافة إلى أن الطلبة الأجانب سيكونون سفراء للإمارات عقب تخرجهم. ولهذا الأمر آثار إيجابية ممتدة على المدى البعيد على قطاعي السياحة والتجارة مع الدولة والاستثمار فيه، كما سيستفيد الطلبة المواطنون كذلك من التنوع المتزايد في الجامعة. مضيفاً من خلال القراءة العامة للاستراتيجيات والخطط العامة المستقبلية التي تضعها قيادة الدولة الرشيدة، يتضح جلياً مدى الاعتماد على النشاط السياحي في تنمية الاقتصاد المحلي وخاصة في ظل تزايد الحركة السياحية إلى الدولة، من هنا تنبع أهمية الحديث عن السياحة التعليمية التي ستسهم في تعزيز القطاع السياحي والقطاع التعليمي وتنمية الموارد البشرية. حيث تنبع أهمية السياحة التعليمية من قدرتها على إطالة مدة إقامة السائح لفترة أطول من أنواع السياحة الأخرى، مما يترتب عليه إنفاق متواصل على مجالات متعددة تشمل الإقامة والنقل والطعام ووسائل الترفيه والرسوم الدراسية والنفقات الجامعية. وأهاب البنا بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي ونظيراتها في الإمارات الأخرى، أن تؤدي دوراً هاماً ومحورياً في ترويج السياحة التعليمية. تنوع كبير في الجامعات والتخصصات أوضح الشيخ الدكتور عبدالله الكمالي مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أن طلب العلم يجب أن يكون شأن الإنسان دائماً، حيث حثنا الإسلام على طلب العلم في مختلف الأحوال والظروف. وجرت سنة الله عز وجل على أن البلدان تتنوع في مختلف التخصصات، والناظر إلى دولتنا سيجد فيها تنوعاً كبيراً في الجامعات والتخصصات. وأضاف أن الدولة تتميز بتوفير مختلف الجامعات والكليات والمعاهد لطالبي العلم، ومنها التي تقدم العلوم الشرعية للمسلمين، من جميع أنحاء العالم. ومن أشهر هذه الجامعات الجامعة القاسمية في الشارقة، فضلاً عن كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي التي يرعاها الرجل المحسن جمعة الماجد، وكذلك جامعة محمد الخامس في العاصمة أبوظبي.

مشاركة :