لم تعرِف الدمام المقاهي قبل «أبوحمراء» الذي افتُتِح كأول مقهى في المدينة ببداية الستينيات الهجرية من القرن الماضي وتحديدا قبل 78 عاما، واستمر على مدار عقود من الزمن يجمع التجار والمتسوقين في سوق وسط الدمام أو ما يسمى بسوق البحرين قديما، قبل ان يختفي أثره بعد صراع طويل مع الحداثة دام عقودا من الزمن ، ليعود مرة اخرى عبر ساحة مهرجان الساحل الشرقي الخامس بعد إعادة بنائه بطرازه القديم ليجتمع فيه مجددا عدد من كبار السن ويعود بهم سنوات طويلة الى زمن الماضي الجميل. وما ان تقترب من المقهى الذي يقع في مكان مميز ومقابل للبحر ومرسى السفن حتى تبدأ في سماع صوت «النهام» صالح العبيد، الذي أثارت أشجانه أجواء المكان وبدأ يعزف بما يعرف بألحان النهام المحملة بتراث عريق من البحر والناس تجتمع لتستمع لصوته وتوثيق ذلك الصوت بأجهزة هواتفهم الذكية، وما ان يختفي صوته فإذا بعازف الناي صالح الشايع يستعرض مهارته في عزف مقطوعات بنايه العتيق وبصوت مزج بخبرة سنين طويلة. ويتذكر النهام صالح العبيد أيام مقهى أبوحمراء واجتماع الناس فيه ودوره في خدمة المتسوقين والباعة في دكاكين السوق، ويقول إن اسم أبو حمراء يعود إلى صاحب المقهى الذي قدم من الحجاز وافتتحها في بداية الستينيات الهجرية، ولم يكن الناس يعرفون هذا النوع من المحال الذي خصص للجلوس فيه وتقديم الشاي والقهوة إلا أنهم سرعان ما اعتادوا عليه واصبح مفضلا عندهم، بل من أشهر المعالم في ذلك الحين، مؤكدا أنه مكان تاريخي يجب المحافظة عليه كتراث وإعادة ذكراه للأجيال القادمة. عروض متنوعة من الفلكلور بأزياء تراثية تحاكي تاريخ المنطقة الشرقية (اليوم) ويضيف العبيد أن الكثيرين من الجيل الحالي لم يعرفوا هذا المقهى ولم يسمعوا به بسبب تجاهل الإعلام له وعدم وجود من يهتم بإبرازه، حتى اعادته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عبر مهرجان الساحل الشرقي الخامس الذي يستقطب آلاف الزوار، مشددا على أن ذلك أمر في غاية الأهمية بوصفه تراثا قديما يجب المحافظة عليه، مقدما شكره لفرع هيئة السياحة الذي بدأ في اتخاذ خطوات مهمة نحو المحافظة التراث وإحياء الموروثات القديمة بالمنطقة الشرقية. ويتذكر العبيد شكل المقهى القديم وموقعه المتميز في السوق بين سوق «البحرين» والحلاقين والشارع الرئيسي في وسط المدينة، مشيرا الى ان التجار والمتسوقين كانوا يتوافدون اليه من كل مكان يحتسون فيه الشاي والمشروبات الباردة وينالون فيه قسطا من الراحة، ويتبادلون فيه الأخبار. ويشير النهام صالح العبيد إلى أن المقهى صارع البقاء فترة من الزمن بعد تحول فئة من زبائنه إلى أسواق أخرى، وقل عدد رواده حتى توقف وازيل من موقعه، وأصبح ذكرى في اذهان القليلين من سكان الدمام ورواده من التجار والمتسوقين ممن كانوا يتوافدون عليه من خارج الدمام. فقرات متنوعة للمشاركين بفعاليات النسخة الخامسة
مشاركة :