لسنا بصدد تقييم السياسة الإيرانية فهم أدرى بشؤونهم، ولكننا فقط نرى في السلوكيات التي تقوم بها طهران مخالفة لأعراف الجوار التاريخي والشراكة الإقليمية والتماس العقائدي الذي يضعنا جميعاً في خانة الانتماء للدين الواحد، ومع ذلك لا نفهم على الإطلاق سبباً معقولاً لحملة التحريض التي تمارس ضد دول الخليج وتحديداً المملكة. كما لا نفهم أبداً ما الذي يدفع الإيرانيين لتبني جماعات إرهابية، تتخذ من العدوان والقتال وإشعال الحرائق ذريعة باسم المقاومة؟ نرفض أن نكون سوقاً لبيع الوهم الإيراني على حساب أمننا واستقرارنا وننتظر يوماً يعود فيه العقل إلى الجارة الإقليمية، ويدرك القائمون عليها أن من يلعب بالنار لا بد أن يكتوي بها. بمثل ما نقف حائرين أمام سلوك القيادة الإيرانية التي تصطف بجوار نظام قاتل في دمشق ولا تكتفي بتزويده بالمال والعتاد، بل تقاتل معه على الأرض وتدفع بأتباعها من «حزب الله» في المشاركة في قتل الشعب السوري باسم «الشهادة» المزعومة التي تعيد الأبرياء والمضللين أشلاء في توابيت خشبية مع زيادة المخاوف أكثر بنقل ساحة الحرب إلى الأرض اللبنانية المثخنة بالجراح أصلاً. بعد كشف الأمن السعودي خليتي جواسيس إيرانية وعقب تهديدات صريحة لمملكة البحرين الشقيقة ومن خلال سلسلة مستمرة من التدخلات المرفوضة في الشأن الخليجي ومع ما نراه من مشاركة في قتل الشعب السوري ومن رعاية لبؤر وجماعات إرهابية تحاول أن تعكر الوحدة الوطنية في أكثر من بلد عربي ومسلم نجد أنفسنا مشدوهين من هكذا ممارسات لا توافق المنطق والتاريخ وتناقض تماماً مزاعم إيران المعلنة ليل نهار بشأن حُسن الجوار وأخلاق الإسلام ونستغرب من ادعاءات قادة طهران الكلامية، لنتأكد أنها ليست إلا مجرد أكذوبة كبرى تحاول بالكلام المعسول خداع الجميع وتمرير مخططاتهم التوسعية للسيطرة وفرض النفوذ. كل هذه الممارسات تعكس عمق المأزق الإيراني الذي تجسده العزلة الدولية المفروضة على النظام ولا يدفع ثمنه سوى الشعب المسكين الواقع بين سندان الأوهام التي يتم تسويقها بالباطل، ومطرقة قمع أدوات النظام الرسمية وتذهب أحلام الثورة الإسلامية في الاستقرار أدراج الرياح. نحن كخليجيين ندرك حجم إيران؛ ولكننا لا نقبل أن ندفع ثمن هذا التهور غير المحسوب بأي شكل. كما نرفض أن نكون سوقاً لبيع الوهم الإيراني على حساب أمننا واستقرارنا، وننتظر يوماً يعود فيه العقل إلى الجارة الإقليمية، ويدرك القائمون عليها أن من يلعب بالنار لا بد أن يكتوي بها. ** وقفة زيارة الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية لجسر الملك فهد الأخيرة هي عنوان على حرص القيادة على تقديم التسهيلات للعابرين على هذا الجسر، وقد كان هناك تفاعل مشكور من المسؤولين في هذا الجسر. فشكراً للأمير سعود.
مشاركة :