مهمة مويز لإنقاذ سندرلاند من الهبوط أصبحت شبه مستحيلة

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

من المفترض أن يعزز الاستقرار الإداري الطمأنينة والشعور بالأمان في أي ناد، لكن ظهور هذا الاستقرار بشكل متأخر في سندرلاند لم يؤد إلا إلى انعدام الطمأنينة والأمان على نطاق واسع. في يوليو (تموز) الماضي، أصبح ديفيد مويز سابع مدير فني لسندرلاند خلال خمسة مواسم مضطربة مر بها النادي. وتعهد رئيس ومالك النادي إيليس شورت بأن يضع حدا لإقالة المديرين الفنيين، وأن يكون هناك استقرار إداري بالنادي. وقد كانت النتائج اللاحقة لذلك بمثابة اختبار شديد لإرادة وتصميم مالك النادي، حيث أصبح مويز في وضع حرج، وقد يصبح أول مدير فني يعينه رئيس النادي الأميركي الحالي ويفشل في إنقاذ سندرلاند من الهبوط، لكن حتى لو هبط سندرلاند فسوف يظل المدير الفني الاسكوتلندي في منصبه، من أجل إعادة بناء الفريق في دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب) الموسم المقبل. لكن بحلول ذلك الوقت، سيكون ما لا يقل عن 60 شخصا قد رحلوا عن النادي. ففي فبراير (شباط) الماضي، تلقى عشرات الموظفين رسائل إلكترونية من مارتن باين، الرئيس التنفيذي للنادي، يحذرهم فيها من أن وظائفهم معرضة للخطر، وهو ما أدى إلى خلق جو مسموم ومشحون بعض الشيء، لا سيما بين طاقم العمل الذي لم يتحدث مطلقا إلى باين الذي تولى منصب المدير التنفيذي للنادي عقب رحيل الرئيسة التنفيذية لنادي سندرلاند، مارغريت بيرن في يونيو (حزيران) الماضي، ويعتقد أن الرئيس التنفيذي السابق لرينجرز ومكابي تل أبيب قد لا يعرف على وجه التحديد الدور الذي يقوم به هؤلاء العاملون الذين يود فصلهم (بيرن استقالت بسبب قضية اللاعب آدم جونسون الذي واجه عقوبة السجن بعد إدانته بإقامة علاقة غير مشروعة مع فتاة في الخامسة عشرة. وانتقد ساندرلاند لأنه سمح للاعب الدولي بالاستمرار في اللعب بعد القبض عليه). وقد ورث باين ومويز، اللذان يحتل فريقهما مؤخرة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، مشكلات كثيرة في ناد تصل ديونه الآن إلى نحو 140 مليون جنيه إسترليني. وفي الحقيقة، تعد هذه الخسائر المالية غير مفهومة بالمرة في ضوء المبالغ المالية الضخمة التي تحصل عليها الأندية المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن إحدى الإحصائيات توضح أن من بين آخر 46 لاعبا تعاقد معهم النادي عبر عدد من المديرين الفنيين كان هناك أربعة لاعبين فقط حقق النادي أرباحا من إعادة بيعهم، وهم المهاجم دارين بينت الذي يلعب حاليا مع فريق ديربي كاونتي في «تشامبيون شيب»، والبلجيكي حارس مرمى ليفربول الحالي سيمون مينيوليه، والهولندي الذي يلعب حاليا كظهير أيسر في فريق كريستال بالاس باتريك فان آنهولت، والآيرلندي الذي يلعب حاليا كجناح في ويست بروميتش ألبيون جيمس مكليان. ولم تؤثر الأضرار الناجمة عن هذا الاستثمار السيئ على مدى فترة طويلة على نادي سندرلاند لكرة القدم فحسب، ولكنها أثرت أيضا على المشروعات الاجتماعية للنادي في قارة أفريقيا، وكذلك على فريق كرة القدم للسيدات بالنادي، الذي كان حتى وقت قريب ينافس أندية مثل مانشستر سيتي وتشيلسي على صدارة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات بفضل أهداف بيث ميد وذكاء كارلتون فيروثر في التدريب. انتقلت ميد الآن إلى نادي آرسنال، بينما باتت فيروثر عاطلة عن العمل بعد عودة الفريق إلى العمل على نحو جزئي. وكانت المديرة التنفيذية السابقة لسندرلاند مارغريت بيرن تعلم جيدا أن اللاعبات اللاتي يشكلن القوام الأساسي للمنتخب الإنجليزي الحالي للسيدات - بما في ذلك ستيف هوتون ولوسي برونز وجيل سكوت - قد بدأن مسيرتهن الكروية في نادي سندرلاند، ولذا أعطت بيرن الأولوية لفريق كرة القدم للسيدات بقيادة فيروثر قبل التقدم باستقالتها من منصبها في أعقاب فشلها في إيقاف آدم جونسون قبل إدانة اللاعب وسجنه بتهمة إقامة علاقة مع فتاة قاصر. وبعد عام تقريبا، شكك البعض في قدرة المدير التنفيذي الجديد للنادي باين على الحكم على الأمور بمنظور سليم، بعدما أعلن عن الإقالة الوشيكة لعدد كبير من العاملين في النادي بعد فترة وجيزة من الموافقة على قيام لاعبي سندرلاند ومديرهم الفني ديفيد مويز برحلة مكلفة للغاية إلى نيويورك في فبراير (شباط) الماضي. وارتبط المدير الفني للفريق والرئيس التنفيذي للنادي، وكلاهما من غلاسكو، بعلاقات قوية للغاية للدرجة التي جعلت بعض المطلعين يشكون في أنهما تحدثا بشأن استقالتهما من النادي في الخريف الماضي، بعدما أصبح واضحا أن رئيس النادي إليس شورت يريد أن يبيع سندرلاند - يبدو أنه استقال الآن بعدما أدرك حقيقة أن الأمر سوف يستغرق سنوات حتى يجد مشتريا - وأدرك مويز أن النادي ليست به أموال للتعاقد مع لاعبين جدد وتدعيم صفوف الفريق في فترة الانتقالات الشتوية. ومع حلول فصل الشتاء، قبل باين استقالة غاري هتشينسون، المدير التجاري البارز السابق، وأثبت مويز أنه كان على حق عندما تحدث عن الإمكانيات المحدودة للفريق. وإذا كان هناك شك في أن مويز كان يعرف تفاصيل تلك الظروف والأجواء المحيطة به، فهذا يجعل بعض المشجعين يشعرون بالقلق من قدرة المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد وريال سوسيداد على القيام بدوره لإنقاذ الفريق من الموقف الصعب الذي هو عليه الآن. وبشكل أكثر تحديدا، فقد زعم المدير الفني البالغ من العمر 53 عاما في الآونة الأخيرة بأنه لم يعتمد على الغابوني ديدييه ندونغ، وهو الصفقة القياسية التي أبرمها النادي مقابل 13.5 مليون جنيه إسترليني، لأنه كان يريد «مزيدا من البريطانيين» في خط الوسط، وكان في حاجة إلى «وضع مزيد من البريطانيين» في الخط الخلفي للفريق، إلى جانب المدافع السنغالي بابي دجيلوبودجي الذي تعاقد معه النادي مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني، وهي التصريحات التي أثارت قلقا بشأن قدرة مويز على العودة بالفريق، الذي يفتقر إلى جهود جناحه المصاب دنكان واتمور بشدة، إلى الطريق الصحيح. وبعدما حول واتمور طاقته وقوته لإنقاذ حياة ثلاثة متقاعدين بعد حادث غرق قارب قبالة جزيرة بربادوس، حيث كان يقضي هناك عطلة نقاهة، فإن اللاعب الوحيد القادر على مساعدة سندرلاند هو جيرمين ديفو. ولولا أهداف ديفو، العائد مرة أخرى لصفوف المنتخب الإنجليزي، لكان سندرلاند قد هبط بالفعل إلى دوري الدرجة الأولى، لكن الخبر السيئ لجمهور النادي هو أن هناك شرطا جزائيا في عقد اللاعب البالغ من العمر 34 عاما يجعله يرحل مجانا في حال هبوط النادي من الدوري الإنجليزي الممتاز. ويتشبث مويز بالأمل في ألا تصل الأمور إلى هذه المرحلة، ويقول: «لم نهبط، ولا نخطط للهبوط، لكننا نخطط من أجل البقاء».

مشاركة :