تكنولوجيا القيادة الذاتية، لا سيما وأن كبرى شركات صناعة السيارات تسير بخطى ثابتة لإدخال المزيد من التجهيزات الذكية على أحدث موديلاتها من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا التي أظهرت اهتماما بهذا القطاع.العرب [نُشر في 2017/04/05، العدد: 10593، ص(17)]الرؤية المستقبلية للنقل كاليفورنيا - شهد مطلع هذا الأسبوع سباقا من نوع خاص تنافست خلاله شركات تكنولوجيا ناشئة بهدف ترسيخ تكنولوجيا القيادة الذاتية وهي ثورة قد تغير من منظومة قطاع صناعة السيارات وتؤدي إلى تحول في وسائل النقل. وانطلقت تسع سيارات ذاتية القيادة دون أن تصدر أصوات التسارع المعتادة على حلبة سباق طولها 3.2 كيلومتر في شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية في سباق نظمه طلبة وممولون لمشاريع من شركات جديدة. ويعد هذا السباق الثاني من نوعه، ونظم بمشاركة كل من شركة وايمو التابعة لألفابيت المالكة لمحرك البحث غوغل وأوبر وشركات سيارات كبرى، علما وأن كل السيارات التي شاركت كان لديها سائق خلف المقود للتدخل عند الضرورة ولم تتمكن سوى أربع سيارات من قطع الحلبة بأكملها دون مساعدة بشرية. وكانت شركة بوينت وان لتقديم خدمات تحديد المواقع هي الفائز غير الرسمي للسباق، إذ تمكنت سيارتها من قطع الحلبة في ثلاث دقائق و37.9 ثانية، وقطعت السيارات الحلبة كل على حدة. وقال جوشوا ساتشتر منظم السباق “يوما ما ستتمكن من مشاهدة الآلات تقوم بمهام لا يمكن للناس القيام بها. اليوم نحن نحاول فحسب اللحاق بالصورة التي ستكون عليها تجربة القيادة الأولى لطفلك المراهق”، واعتبر السباق فرصة لاختبار حدود تلك التكنولوجيا الجديدة. وبالنسبة للشركات الصغيرة والطلبة منحهم السباق بيئة اختبار كبيرة وآمنة، واتخاذ قرار عن كيفية إبطاء القيادة في منحنى على سبيل المثال هو موضوع أساسي للاختبار بالنسبة لسيارة تقود نفسها ولا يمكن للشركات المبتدئة بالضرورة تحمل نفقات الوصول إلى منشأة اختبار كبيرة دون مارة. واستخدمت بعض السيارات نظام تحديد المواقع “جي.بي.إس” وغيره من أنظمة التتبع لاتباع خرائط رقمية لقطع حلبة السباق. وتلك كانت الاستراتيجية التي تبعتها شركة بوينت وان والتي تحاول الخروج بتقنية لتحديد المواقع بصورة أكثر دقة من جي.بي.إس.سوق السيارات الذكية سيتوسع بدرجة كبيرة، حيث من المتوقع أن يبدأ تسيير السيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2020 وتظهر بيانات حديثة من الولاية أن سيارات شركة وايمو تقطع نحو ثمانية آلاف كيلومتر دون تدخل من القائد البشري فيها. ويطرح هذا السباق تساؤلات عن موعد انطلاق السيارات ذاتية القيادة على الطرقات، وقالت شركة مرسيدس في هذا الصدد إن السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل لن تبصر النور قبل عشر سنوات من اليوم. وصرح رئيس قسم التحقق والتجارب لدى مرسيدس جوشن هاب على هامش سباق جائزة أستراليا الكبرى في الفورمولا واحد، بأنّ أجهزة القيادة الذاتية التي تنتجها الشركة حاليا هي في المرحلة الأولى أو الثانية وأنّ هناك وقتا طويلا سيمضي قبل أن يتم الانتقال إلى المرحلة الخامسة. وبالنسبة للسيد هاب فإنّ مرسيدس غير مستعجلة لتحقيق تقدم على صعيد تطوير هذه التقنيات على العكس من تيسلا التي تجهز سياراتها حاليا بتجهيزات تناسب المرحلة الخامسة من القيادة الذاتية. كما أن معرض جنيف 2017 كشف أن معظم الطرازات الجديدة التي عرضتها شركات السيارات خلال المعـرض تحمل الكثير مـن مزايا القيـادة الـذاتية منهـا نيسان ومرسيدس وبي.أم.دبليـو وتـويوتا وعـدد كبير من أكبر شـركات صناعة السيارات. وأظهر المعرض أيضا احتدام التنافس بين شركات التكنولوجيا العملاقة لرسم معالم سيارات المستقبل، حين أعلنت شركة إنتل المهيمنة على صناعة الرقائق الإلكترونية عن استحواذها على شركة موبيل.آي المتخصصة في الأنظمة المضادة للتصادم والمساعدة في قيادة السيارات بشكل ذاتي.سباق السيارات ذاتية القيادة يطرح تساؤلات عن موعد انطلاق هذه الموديلات الذكية على الطرقات وتملك شركات تكنولوجيا أخرى مثل أبل وغوغل برامج متقدمة لدخول عالم سيارات المستقبل. وقالت وسائل الإعلام عن صفقة إنتل إنها أكبر مبلغ تم دفعه للاستحواذ على شركة إسرائيلية في مجال التكنولوجيا المتقدمة من قبل شركة أجنبية. وتعد شركة موبيل.آي، التي تأسست في 1999 من أبرز الشركات المتخصصة بأنظمة الرؤية الاصطناعية المستخدمة في السيارات. وأوضح البيان أن الصفقة من شأنها “تسريع الابتكار في صناعة السيارات وستضع إنتل في صدارة الشركات التي توفر التكنولوجيا في سوق السيارات ذاتية القيادة جزئيا أو كليا”. وتشير تقديرات إنتل إلى أن سوق أنظمة جمع البيانات والخدمات في قطاع السيارات ذاتية القيادة يمكن أن يتجاوز 70 مليار دولار بحلول عام 2030. وسبق أن أعلنت شركة فورد الأميركية لصناعة السيارات عن خطط لإنتاج واسع للسيارات ذاتية القيادة، خالية من المقود ودواسات الفرامل ولا تحتاج إلى الوقود بحلول عام 2021. وبدأت فورد التعاون مع غوغل العام الماضي من أجل تشكيل تحالف ينظم أعمال صناعة السيارات ذاتية القيادة. كما دخلت السباق شركات أخرى مثل جنرال موتورز وأودي وهوندا وتسلا. وذكرت أنباء في العام الماضي أن شركة أبل تخلت عن خطط لإنتاج سيارة ذاتية القيادة خاصة بها لتركز على إنتاج برامج لجميع السيارات ذاتية القيادة لجعلها وسيلة نقل أكثر أمانا. ويرى محللون أن تلك الخطوة تتيح لأبل مرونة في التعامل مع العديد من مصنعي السيارات. وذكر تقرير كوري جنوبي أنه من المتوقع أن تصل مبيعات السيارات ذاتية القيادة في أنحاء العالم إلى 20 مليون وحدة بحلول عام 2035، وذلك بسبب التطور السريع لتكنولوجيات هذه السيارات. ونقلت تقارير إخبارية محلية عن المعهد الكوري للاقتصاديات الصناعية والتجارة القول “سوق السيارات الذكية سوف يتوسع بدرجة كبيرة، حيث من المتوقع أن يبدأ تسيير السيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2020”. ويشار إلى أن شركات صناعة السيارات وشركات تكنولوجيا المعلومات مثل غوغل وبي إم دبليو ومرسيدس بنز تركز على تطوير السيارات ذاتية القيادة. وقد اتخذت الحكومة الكورية الجنوبية إجراءات لتشجيع الشركات المحلية على الانضمام إلى هذا التوجه. وجاء في تقرير المعهد الكوري أنه على الحكومة وضع سياسات شاملة بشأن السيارات ذاتية القيادة من أجل إيجاد نظام بيئي يشجع على العمل.
مشاركة :