ذكرت طبيبة استشارية أن نسبة كبيرة من الأطفال في حاجة ماسّة لزرع «غرسة القوقعة»، لافتة إلى «كثرة حالات الولادة من دون حاسّة السمع». ما يضطرّ أحد الوالدين إلى البدء في إنهاء إجراءات جراحة الزرع بشكل عاجل، لاستعادة سمعهم من بداية حياتهم وضمان استقرار الطفل مستقبلاً من دون مشكلات ربما تصادفه. وقالت رئيسة قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة ليلى التلمساني: «إن الأطفال الصغار هم الأكثر حاجةً لإجراء جراحات «غرسة القوقعة»، مقارنة بـ«السماعة العظمية» ما يعيدهم إلى ممارسة الحياة بشكل سليم، ويبعدهم عن مرحلة الإعاقة بعد ولادتهم فاقدي حاسّتي السمع والكلام». وأكّدت أن الحاجة إلى «غرسة القوقعة» تفوق «السماعة العظمية»، لأنه يتم «الاستفادة منها على مستوى الأطفال الذين يولدون فاقدي السمع، في حال عدم زرع غرسة القوقعة لهم ويبقى الطفل أصمّاً طوال حياته». وأوضحت التلمساني لـ «الحياة» أنه «في حال عدم إجراء الجراحة، فلن يكون بإمكان الطفل حديث الولادة السمع مستقبلاً». وعلى خلاف ذلك في حال إجرائها في وقتٍ مبكر بعد ولادته، إذ يساعده ذلك في تعلّم الكلام وتحويله من طفل فاقد لحاستي السمع والكلام إلى «سليم». وأشارت إلى أنهم قاموا خلال الفترة الماضية بعمل برنامج حول الزرع هو «الأول» في المنطقة الشرقية، ولم يتجاوز متوسّط الوقت المستغرق لإجراء الجراحة 90 دقيقة، مشيرةً إلى أن عدد الحالات التي أجريت لها زرع «غرسة القوقعة» وصلت إلى 60 حالة، منهم 55 طفلاً وخمسة كبار. ولفتت إلى أن كبار السنّ «يفقدون السمع بشكل تدريجي مع مرور الوقت، أو بسبب التعرّض إلى حادثة سير أو مرض «التهاب السحايا»، ما يستدعي إجراء الجراحة لاستعادة السمع ولو بنسبة معيّنة. وأقرّت التلمساني بأن حاجة أي شخص لـ «السماعة العظمية يكون بعد استخدامها للتجربة من دون جراحة»، وذلك بتحويله إلى استشاري السمعيات الذي بدوره يقرّر مع الجرّاح إمكان استفادة الشخص من هذه السماعة بعد تمكينه من استخدامها شخصياً، إذ إنه حال الاستفادة منها ومناسبتها له، وأحدثت تغيّراً ملاحظاً في نسبة السمع، يتم إجراء الجراحة مباشرةً. وكشفت عن أن قيمة إجرائها وتركيب السماعة العظمية تقدر بـ 55 ألف ريال، يقوم المستشفى بالتكفّل بها نيابة عن المواطن السّعودي. أما المقيم فيقوم بدفعها مباشرة، لأن السماعة العظمية لا تستخدم فقط للعيوب الخِلقية، بل تستخدم أحياناً لضعف السمع من خلال الأذن، لافتة إلى أن نسبة نجاحها 99 في المئة. ورأت أن نسبة الحاجة لتركيب السماعة العظمية أقل بكثير من الحاجة لغرسة القوقعة، لأنه في الآونة الأخيرة أصبحت نسبة تقبّل الناس لها أقلّ، معتذرة عن عدم إمكان وضع نسب مئوية لأن «الاختلاف يكمن في سبب اختيار الشخص لهذه السماعة». واســـتبعدت أن يــكون اســتخدام السماعات التقليدية وغير الأصلية (الهيدفون)، أحد أسباب إضعاف نسبة السمع لدى الأشخاص، وذلك مع زيادة التقنية والأجهزة الكفيّة الحديثة، رامية الحجر في بئر «رفع الصوت» الذي له الأثر الكبير في إحداث مشكلات أذنية ما يؤدي إلى إضعاف السمع. مستشفى الملك فهد الجامعي
مشاركة :