مقدمات روسية لتقويض مشروع قرار دولي يدين دمشق

  • 4/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو/جنيف- أعلنت روسيا الأربعاء أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم في شمال غرب سوريا الذي يعتقد أنه بمواد كيمياوية، "غير مقبول". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "النص المطروح غير مقبول على الاطلاق"، مضيفة أنه "يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر إلى المذنبين"، واصفة إياه بأنه "مناهض لسوريا" ومن شأنه تصعيد الوضع. وأكدت موسكو الأربعاء دعمها العمليات العسكرية للنظام السوري وذلك غداة الهجوم الذي أوقع 72 قتيلا في شمال غرب سوريا الثلاثاء، في خطوة تشير إلى أنها ستقوض كالعادة أي اجراء يتخذه مجلس الأمن الأربعاء ضد دمشق. وبعد أن أوقع هجوم الثلاثاء 72 شخصا على الأقل، بينهم 20 طفلا وعشرات الجرحى في خان شيخون في سوريا، سيعقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء اجتماعا طارئا في نيويورك. وقدمت واشنطن وباريس ولندن مشروع قرار إلى المجلس يدين الهجوم ويدعو إلى إجراء تحقيق كامل وفوري لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وهذا أحدث موقف تدلي به روسيا بعد أن التمست في وقت سابق الأعذار للنظام السوري، مشيرة إلى أن الطائرات السورية قصفت مستودعا للأسلحة الكيميائية تحت سيطرة المعارضة. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الارهاب التي يقوم بها الجيش السوري من أجل تحرير البلاد". وأضاف بيسكوف أن "روسيا ستقدم بطريقة مفصلة المعطيات التي سبق وأن ذكرتها وزارة الدفاع" الروسية. وأعلنت موسكو الأربعاء أن الطيران السوري قصف "مستودعا لإرهابيين" يحتوي على "مواد سامة"، غداة "قصف بغازات سامة". وأفاد بيان لوزارة الدفاع الروسية أن المستودع كان يحتوي على "مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة" من غير أن يوضح ما إذا كان الطيران السوري استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عرضيا. وتابعت الوزارة أن "ترسانة الأسلحة الكيميائية" كانت موجهة إلى مقاتلين في العراق، مؤكدة أن معلوماتها "موثوقة تماما وموضوعية". ومن المرجح أن تحاول موسكو خلال جلسة مجلس الأمن تحويل الأنظار عن مسؤولية النظام السوري على مجزرة خان شيخون واحتواء الغضب الدولي بالتركيز على مسألة امتلاك جماعة اسلامية متطرفة أسلحة كيميائية واقحام العراق أيضا كوجهة محتملة لتلك الأسلحة، فيما يساعد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة القوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية. وسبق لقيادة الجيش السوري أن نفت نفيا قاطعا استخدام اسلحة كيميائية ضد مواقع المعارضة أو في هجوم خان شيخون بادلب أو في هجمات قادمة. وأدانت إيران حليفة الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء الهجوم بالغازات السامة على بلدة خان شيخون. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي "تدين إيران بشدة أي استخدام للسلاح الكيميائي، أيا كان المنفذون أو الضحايا"، وفق ما نقلت عنه وكالة فارس الإيرانية للأنباء. وأكد قاسمي ضرورة "نزع الأسلحة الكيميائية من الجماعات المسلحة الإرهابية" في سوريا، وهي إشارة أخرى من حليف قوي للأسد يلقي بالكرة في ملعب المعارضة بتحميلها مسؤولية مجزرة خان شيخون. غاز الأعصاب وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف الأربعاء أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية الثلاثاء، ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب." وقالت الولايات المتحدة إن الوفيات في الهجوم على محافظة إدلب سببها التعرض لغاز السارين وهو غاز أعصاب بعد أن أسقطته طائرات سورية. وغاز السارين مركب يحتوي على الفسفور العضوي وهو غاز أعصاب، في حين أن غاز الخردل وغاز الكلور اللذين يعتقد أن النظام استخدمهما أيضا في السابق ليسا كذلك. ولم يقل متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن هذا المركب استخدم في الهجوم لكنه أشار إلى أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية ذاتها في العام الماضي. وأضافت المنظمة في بيانها أنه من المرجح أن نوعا من المركبات الكيماوية استخدم في الهجوم لأن الضحايا لم يصابوا بجروح خارجية ظاهرة ولاقوا حتفهم جراء تلاحق سريع لأعراض مماثلة لأعراض غاز السارين تشمل ضيقا حادا في التنفس. وأشارت إلى أن خبراءها في تركيا يقدمون الإرشاد للعاملين في القطاع الصحي في إدلب بشأن تشخيص وعلاج المرضى. كما أرسلت أدوية مثل أتروبين، وهو ترياق لحالات التعرض لمركبات كيماوية بالإضافة لمنشطات لعلاج الأعراض. وكانت لجنة تحقيق في أوضاع حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة في سوريا قالت في وقت سابق إن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز الكلور القاتل في عدة مناسبات. وقتل مئات المدنيين في هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق في أغسطس/آب 2016. ونفت حكومة الأسد بشكل قاطع مسؤوليتها عن الهجوم. ووافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية عام 2013 بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن. وقال بيتر سلامة المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في البيان "هذه الأنواع من الأسلحة يحظرها القانون الدولي لأنها تمثل وحشية لا تغتفر."

مشاركة :