أكّد الدكتور طلال بن محمد أبو النور المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام أن "برنامج شباب مكة في خدمتك" قدم مليوني ساعة خدمية تطوعية لقاصدي مكة المكرمة وسكانها، لافتا إلى أن البرنامج استهدف شريحة الشباب السعودي من أجل بناء قدراتهم وتحسين هيئتهم أمام قاصدي بيت الله الحرام وتوظيفهم لخدمة المعتمرين والحجاج ليصبحوا نماذج مضيئة، حيث شارك فيها نحو 1400 شاب من أهالي العاصمة المقدسة في تقديم الخدمات التطوعية للمعتمرين والزوار، وذلك للعام التاسع على التوالي. وجاء اختيار الشباب المشاركين بعد عملية فرز وإجراء مقابلات شخصية ومنح دورات متخصصة قبل الشروع في تقديم الخدمات لعمّار بيت الله الحرام. وتم توزيع الأنشطة المختلفة المقدمة في البرنامج إلى تسعة أقسام، تتمثل في خدمة الطائفين وخاصة العاجزين والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بدفع عربتهم مجاناً، بالتعاون مع إدارة العربات في المسجد الحرام حيث يعملون على مدار 24 ساعة يومياً بالتناوب ويعمل عليها أكثر من 400 شاب من مكة المكرمة. وأكّد الدكتور طلال بن محمد أبو النور أن المشروع يسعى إلى أن يضاعف أهل مكة المكرمة جهودهم لتعظيم البلد الحرام ونشر ثقافته وغرس قيمه في نفوس المسلمين عن طريق تفعيل دور الأفراد والمؤسسات، مبينا أن المشروع يتبنى عدة برامج منها برنامج "شباب مكة في خدمتك"، وكذا مجلة مكة والوفادة المكية ومجلة مكي للأطفال. فيما أوضح خالد بن عبد الله الوافي مدير برنامج "شباب مكة في خدمتك" أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الأخوة الإيمانية في نفوس الشباب، وإعادة تأريخ الوفادة المكية كما كان عليه أهل مكة منذُ القدم، مشيراً إلى أن البرنامج استقبل عدداً كبيراً من الشباب للمشاركة هذا الموسم، وتمّ اختيارهم بعد خوضهم للمقابلات الشخصية، وتدريبهم بثقافة التعظيم وفنون التعامل مع الآخرين. وقدم البرنامج أكثر من 40 حقيبة تدريبية في مختلف التخصصات والمجالات التطوعية، وقال الوافي إن البرنامج في عامه التاسع على التوالي يقدم الخدمات الجليلة لأهل مكة والوافدين إليها، إذ بلغ عدد المستفيدين من أنشطة البرنامج منذ تأسيسه حتى نهاية 15 رمضان الجاري نحو أربعة ملايين مستفيد، بينما بلغ عدد الشباب المشاركين فيه نحو 29 ألف مشارك. وأشار إلى أنه من أنشطة البرنامج إرشاد التائه في المنطقة المركزية عبر إيصاله إلى مقر سكنه بالتنسيق مع وزارة الحج والجهات المختصة في حال فقدان موقع سكنه ويعمل عليه مائة شاب، تم تدريبهم على آلية البحث الإلكتروني لمساكن الحجاج والمعتمرين، ليسهل عليهم توصيل التائه بأقرب مسافة وأقصر زمن. وأوضح الوافي أنه حرصاً من البرنامج على تقديم خدمة مميزة لضيوف الرحمن أحدث نظاماً إلكترونياً سمّاه "أرشد" وهو عبارة عن أجهزة أيباد محمولة بشرائح بيانات تتيح للشباب العاملين في النشاط البحث عن أماكن ومساكن المعتمرين والزوار التائهين خلال شهر رمضان المبارك، وسهولة الوصول إلى الموقع المطلوب إلى جانب نشاط التوعية بحق الطريق ويشارك فيه مائة شاب يفسحون المجال للقاصد إلى المسجد الحرام، منعاً للتكدس والزحام. كما يساعد هؤلاء الشباب بالتعاون مع قوة أمن الحرم في منع الافتراش والمظاهر السلبية التي تعرقل حركة المارة، كما يمنعون التزاحم الذي يؤدي إلى سقوط مصابين وخاصة في خلال هذا الموسم، إضافة إلى تنظيم مواقف السيارات في كدي وبالتعاون مرور العاصمة المقدسة، ويساهمون في تنظيم حركة السير وترتيب سيارات المعتمرين وتهيئة المداخل والمخارج لها في المواقف. ويشارك فريق شباب مكة التطوعي في نصب الخيمة المكية التي تشاهد لأول مرة في مكة المكرمة لاستقبال وضيافة المعتمرين في مواقف كدي للسيارات، كما تتم إقامة موائد لتفطير الصائمين يومياً، وبداخل الخيمة يوجد مسرد عن تاريخ مكة المكرمة. وتقوم مجموعة أخرى من شباب مكة بإسعاف المصابين في الحرم المكي بالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي وذلك بعد تأهيلهم عبر دورات تدريبية متخصصة، إضافة إلى المناشط الخدمية التي أطلقها البرنامج مثل خدمة العربات الإحسان "الغولف" التي تقلّ المسنين والعاجزين والمرضى بالسير عن أقدامهم من نقاط حجز السيارات إلى أبواب المسجد الحرام، وبعد مبادرة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام بتوفير أكثر من 600 ألف عبوة زمزم فئة ربع لتر لتوزيعها في سفر الإفطار بساحات المسجد الحرام حيث يُباشر التوزيع أكثر من 50 شاباً من شباب مكة عبر نشاط سقيا زمزم.
مشاركة :