يطرح د. حيدر الجمعة في السوق خلال الأيام القليلة المقبلة، أحد أبرز مؤلفاته، التي يتناول فيها جانباً مهماً من جوانب الاقتصاد الإسلامي، بعنوان «صكوك... كأداة للتمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية»، ليثري المكتبة العربية بمختلف الآراء الاستثمارية حول طرق الاستفادة من أحد أهم أداة من أدوات الاستثمار الإسلامي. ويتطرق د. الجمعة في معرض تناوله لهذه الأداة الاستثمارية، في الفصل الأول من الكتاب، إلى أنواع الصكوك الإسلامية ومخاطرها، والضوابط الشرعية للصكوك، ومهام هيئة الرقابة الشرعية، ليعرج بعد ذلك على موضوع التدقيق الشرعي للصكوك ودور الحوكمة من المنظور الإسلامي ودورها في إصدار هذه الأداة، ماراً على الأسس والمعالجات المحاسبية المتعلقة بإصدارات الصكوك الإسلامية. أما الفصل الثاني من الكتاب، فقد خصصه د. الجمعة للحديث عن الصكوك الوقفية ودورها في تطوير الأدوات الاستثمارية وتنمية روح المبادرة في المجتمع، إضافة إلى دور الشركات الوقفية في تنمية الوقف من خلال الصكوك. وخصص الفصل الثالث من هذا البحث فناقش في الجزء الأول منه دور مجلس التعاون الخليجي الرائد في المنطقة في إصدار الصكوك الإسلامية، ودور الصكوك الإسلامية في تمويل المشاريع الحيوية المهمة، بينما خصص الكاتب الجزء الثاني من هذا الفصل لتناول المؤسسات والبنوك الإسلامية الكويتية في إصدارات الصكوك الإسلامية في دولة الكويت. ولم يغفل الكاتب عن تقديم شرح وافٍ حول نشأة المنتجات المالية الإسلامية وتطورها خلال العقود الخمسة الماضية، وخصوصاً خلال العقد الماضي حين تطورت المؤسسات المالية الإسلامية بصورة ملحوظة على مستوى حجم الأصول وعلى مستوى تنوع القطاعات، إذ إن التمويل الإسلامي لم يعد يقتصر على المعاملات المصرفية، بعد أن توسع في قطاعات جديدة مثل الأدوات الاستثمارية في الأسواق المالية كالصكوك والصناديق الاستثمارية والتأمين التكافلي. كما تناول د. الجمعة الفرص المتاحة لهذه الأدوات المالية الإسلامية لدخول التمويل الإسلامي إلى قطاع المشتقات المالية، بعد إيجاد نماذج متوافقة مع الشريعة الإسلامية، إضافة إلى قطاع التمويل والاستثمار العقاري، وكل قطاع منه يمثل قاعدة مالية ضخمة. ومثل هذه الشروحات تبين بشكل جلي النمو الكبير في قطاع الصكوك الذي يشير إلى مستقبل زاهر لهذه الأداة ونصيب كبير من حصة التمويل الإسلامي في العالمين الإسلامي وغير الإسلامي. ومن الأمور التي لفت الكاتب إليها الانتباه وتبيان أهمية هذه الأداة المالية في الاقتصاد الإسلامي، أن الصكوك الإسلامية برزت وتطورت كثيراً خلال السنوات الأخيرة كإحدى أهم الأدوات الاستثمارية والتمويلية الإسلامية الأكثر انتشاراً وفاعلية في العمليات المصرفية والتمويلية والاقتصادية عموماً، إذ كان للبنوك وللمؤسسات المالية الإسلامية دور كبير في اتساع نطاق إصدار الصكوك الإسلامية في كثير من الدول الإسلامية، ومنها ماليزيا التي تعد أكبر سوق للصكوك الإسلامية حيث تم إصدار ثلاث أرباع الصكوك الإسلامية في العالم من ماليزيا على مدى السنوات الماضية.
مشاركة :