شيّعت جموع غفيرة ظهر أمس الأربعاء جثمان رجل الأعمال محمد يوسف جلال إلى مثواه في مقبرة المحرق، وقد حضر مراسم التشييع عدد من الوجهاء والوزراء ورجال الأعمال وجمع غفير من المواطنين يتقدمهم وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.ويُعد الراحل محمد يوسف جلال الذي ولد في المحرق سنة 1920م من كبار وجهاء البحرين، ورجل أعمال بارزًا على المستوى المحلي والإقليمي، حيث كان من الرعيل الأول الذين عاصروا فترات مهمة من تاريخ البحرين الحديث، كما يعد من الشخصيات العصامية التي كونت نفسها بنفسها وتمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة ومتنوعة في قطاعات مختلفة بفضل حبه لوطنه وطموحه الكبيرة وسعيه الدام لتحقيق النجاح، كما كان من الرعيل الأول الذين أسهموا في تحديد المسار الإقتصادي للبحرين، بالإضافة إلى نشاطه الإقتصادي الملحوظ من خلال مسيرته مع العمل الحر التي بدأت في 1958م، حيث أسس شركته المعروفة والمتعددة النشاطات.وبالإضافة إلى نشاطه الإقتصادي، كان للفقيد نشاط ملموس في التنمية المجتمعية والأعمال الخيرية، حيث كان المغفور له من المؤسسين لنادي البحرين، وأحد المؤسسين لجمعية الهلال الأحمر البحريني، كما ترأس مجلس إدارة صندوق الزكاة وأحد مؤسسي جمعية البحرين الخيرية.وترك الفقيد وراءه ذكرى طيبة وبصمة واضحة لدى من عرفه بشكل خاص وأهالي المحرق بشكل عام وكل من تعامل معه في كافة القطاعات والمجالات.تجار ومواطنون يشيدون بالفقيدواكتظت مقبرة المحرق يوم أمس بجموع المشيعين بجميع فئاتهم نظرا للحب الذي زرعه الفقيد في نفوس كل من عرفهم الذين تسابقوا لحضور تشييعه إلى مثواه الأخير وسط أجواء مليئة بالحزن لفقدان أحد بناة النهضة الحديثة للبحرين.وعبر مجموعة من اصحاب الأعمال عن حزنهم العميق لرحيل الوجيه محمد يوسف جلال، وفقدان أحد الموسوعات الاقتصادية البحرينية، حيث قال وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيمي إن البحرين تجتمع اليوم لإلقاء النظرة الأخيرة وتوديع أحد رجالها المخلصين الذين عملوا وكافحوا طوال مسيرتهم، وأفنوا حياتهم في خدمة البحرين.وأضاف بأن الفقيد غني عن التعريف، فنجاحاته الكثيرة تتحدث عنه، مشيرًا إلى أن الفقيد كان عصاميا، وبدأ حياته بالكفاح والعمل وحب الناس حتى حقق كل هذه النجاحات.وأشار إلى أن الفقيد رغم انشغاله بأعماله إلا أنه لم ينسَ واجبه المجتمعي والخيري، فقد عرف عنه إسهامه في العديد من الانشطة المجتمعية والخيرية، بالإضافة إلى تميزه بالتواضع الذي جعله قريبًا من قلوب كل من تعامل معهم.ومن جانبه، قال رجل الأعمال فوزي كانو بأن حضور هذا الجمع الغفير في يوم تشييع الفقيد إلى مثواه الأخير يؤكد مدى الحب الذي زرعه في قلوب الناس له، مشيرًا إلى أن البحرين اليوم تودع أحد الرجال الذين كانوا بنوا نهضتها الحديثة وأسهموا في التنمية الاقتصادية وأفنوا حياتهم في خدمتها من مختلف المواقع والمناصب.وأضاف كانو بأن الفقيد كان بمثابة الاب بالنسبة له نظرا للعلاقة القوية التي كانت تربط بين الفقيد ووالده أحمد كانو، حيث كانت تربطهما صداقة قوية جدًا، معبّرًا عن حزنه العميق لفقدان هذا الرجل الكبير الذي يعد بمثابة فقدان والده.وتابع قائلاً: «مهما قلنا في حق الرعيل السابق لن نفِيهم حقهم الكامل، ومنهم الفقيد محمد جلال، حيث كان نشاطه الاقتصادي واضحا منذ أن بدأ العمل الخاص في خمسينيات القرن الماضي، حيث أسهم في مجموعته المرموقة التي عمل بكل جهد وإخلاص في تأسيسها وإيصالها إلى ما وصلت اليه الآن، ولم تقف إسهاماته التجارية عن هذا الحد بل ساهم أيضا في تأسيس ونجاح العديد من الشركات والبنوك والخدمات الأخرى بالإضافة إلى دوره في الغرفة وإيصالها لما هي عليه الآن».أما رجل الأعمال إبراهيم زينل فقد أكد بأن رحيل الفقيد محمد جلال مؤلم لكل من يعرف هذه الشخصية المرموقة، فقد كان وجيهًا بكل ما تعنيه الكلمة.وأضاف بأن الكلمات تعجز أن تصف إسهامات الفقيد في بناء الاقتصاد الوطني، وتعجز عن وصف ما قدمه للبحرين خلال مسيرته الحافلة بالعطاء ليس في المجال الاقتصادي فحسب بل في الجانب الاجتماعي أيضا، حيث كسب الفقيد حب الناس بفضل تواضعه ومشاركته لهم في أفراحهم وأحزانهم، ومشاركتهم في العديد من المشاريع المجتمعية والخيرية.وأكد زينل بأن الفقيد خلف أبناء يسيرون على نهجه ويواصلون مسيرة العطاء التي بدأها والدهم، سائلاً الباري عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلون لمصابهم الجلل وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.وقال رجل الاعمال عادل العالي إن المغفور له بإذن الله محمد يوسف جلال من الرجال الأوائل الذين انخرطوا في التجارة، ومن الذين وضعوا الأسس القوية للإقتصاد الوطني، حيث كانت للفقيد إسهامات في تطوير قطاعات اقتصادية مختلفة كالمقاولات ووكالات السيارات والديكور والهندسة المدنية والمعمارية، كما كان له دور كبير في تطور القطاع المصرفي في البحرين من خلال مشاركته في مجالس إدارات عدد من البنوك المحلية، بالإضافة إلى مساهمته في تطوير قطاع الطيران وخدماتها في البحرين.وأضاف العالي ان الفقيد كانت تجمعه شركات عمل قديمة مع والده الحاج حسن العالي، حيث اشتركا معا في تأسيس أول شركة لدفن البحار وكان اسمها فرانكو عرب، مبينًا أن العلاقة بين العائلتين كانت اكبر من مجرد علاقة عمل حيث كانت تجمعهما صداقات وعلاقات اجتماعية.كما أشار إلى أن للفقيد دوره وإسهاماته في العمل الإنساني والخيري، فقد كان مثالاً يحتذى في أوساط أصحاب الأعمال والتجارة والاقتصاد من خلال إسهاماته في تبني العديد من القضايا الاجتماعية والأعمال الخيرية، وقال: «حياة حافلة قضاها طيب الله ثراه في خدمة البحرين مجتمعاً وشعباً، فكان شخصية وطنية كبيرة في تعامله وفكره وإدارته، استفاد منه الكثيرون وقدم للجميع الكثير من جهده ووقته وماله، عطاؤه سيظل محفورًا في ذاكرة الوطن وسيذكره الجميع بالعرفان والتقدير».
مشاركة :