«أجناد مصر» أفول نجم تنظيم إرهابي

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلال السنوات القليلة الماضية حظي تنظيم”أجناد مصر” باهتمام إعلامي كبيرا نظراً لحجم العمليات المسلحة التي قام بها والتي تنوعت بين القتل والتفجير والإحراق، في العديد من المناطق، ولعل محافظة الجيزة و بالتحديد شارع الهرم كان له النصيب الأكبر من هذه العمليات الإرهابية، بينما تطالع محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار معتز خفاجى وعضوية المستشارين سامح سليمان ومحمد عما، هذه الأيام قضية ما عرف إعلاميا بـتنظيم “أجناد مصر”، والمتهم فيها عدد 42 من أعضاء التنظيم بتهمة القتل العمد، والشروع فى القتل، وتخريب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة أسلحة وذخائر بدون ترخيص، وحيازة عبوات ناسفة لاستخدامها فى استهداف المنشآت الحيوية ورجال الجيش والشرطة. الأمر الذي دفع القضاء المصري في 24 مايو عام 2014 ، اعتبار تنظيم أجناد مصر منظمة “إرهابية” وإدراج عناصرها ضمن العناصر الإرهابية بعد إعلانها مسؤوليتها عن تفجيرات جامعة القاهرة، حيث قضت محكمة الأمور المستعجلة المنعقدة في عابدين خلال جلستها اعتبار التنظيم إرهابي، بعد الدعوي التي قام برفعها أحمد إبراهيم سليمان، مدير مركز نضال للحقوق والحريات تطالب بحظر تنظيم أجناد مصر واعتباره تنظيم إرهابي . كما أدرجت الخارجية الأمريكية “أجناد مصر” ضمن “التصنيف الخاص للإرهاب الدولي” في ديسمبر 2014، وهو ما ردت عليه الجماعة بالقول إن “مصر ليست ولاية أمريكية حتى تتدخل واشنطن في شؤونها”. أجناد مصر في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وبالتحديد في يوم الجمعة 24 من يناير عام 2014، كانت مصر على موعد مع تنظيم جديد أعلن عن نفسه من خلال بيان تداولته عدد من الصفحات التابعة للجماعات الإسلامية، وتم في التزامن دشين صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وموقع التغريدات ” تويتر” باسم أجناد مصر ، كلسان إعلامي معبر عن التنظيم الذي بدأ عملياته الفعلية منذ عام 2013 . تكون هذا التنظيم كخليط من عدد من الجماعات التي كانت موجودة علي الساحة وقتئذ، فجمع من الإخوان و من تيار “حازمون” و من تيار الجهاد، ومن أنصار بيت المقدس قبل مبايعتها للبغدادي، والذين تلقوا تدريباتهم لديه، وتعلموا علي أيديهم صنع المتفجرات وأساليب القتال و غيرها. كان الظهور الأول للتنظيم عبر بيان والذي حمل رقم 001 والذي جاء تحت عنوان “القصاص حياة”، والذي يتوعدون فيهبتوجيه ضربات لأجهزة الأمن، وتحرّيض كل مواطن مصري على القيام بمثل هذه العمليات، وصحب البيان مقطع فيديو مصور وثقت فيه بعض العمليات التي نفذتها الجماعة ضد أجهزة ومقرات الأمن المصري، حيث كان مدة الشريط ما يقارب النصف ساعة، تضمن مقاطع لعدد 8 عمليات نفذها التنظيم من نوفمبر 2013، وحتى أبريل 2014. فكر التنظيم كشف زعيم ومؤسس التنظيم الملقب بـ”مجد الدين المصري” في حوار أجراه معه التنظيم عن فكر التنظيم ورؤيته حول العديد من القضايا العامة، من خلال سؤال و جواب أوضح فيه مجد الدين الأفكار التي يتبناها التنظيم الوليد و يؤمن بها و التي ظهرت كخليط من عدد من الأفكار التابعة لتنظيم القاعدة والتنظيمات الأخري التي تأثر بها خلال فترته التي قضاها في أفغانستان ثم عاد إلي مصر. كان مجد الدين يرى كفر الدولة وأجهزتها ومن ثم هو وجماعته أعلنوا الحرب عليها، كما كان يكفُر بالديمقراطية ويرى أنها “آلية لإطلاق العنان لشهوات الناس وأهوائهم في الغرب، وأن بعض المستغربين من المسلمين يسوِّقون لها لتثبيت دعائم “أنظمة الطاغوت”- بحسب ما يراه . كان تنظيم أجناد مصر يرى أيضا أن مقومات الجهاد في مصر باتت متوفرة، وما يسعي له التنظيم في هذه الفترة هو قتال ما سماه بالأجهزة الإجرامية وليس توجيه ضربة للمسيحيين أو غيرهم من مكونات الشعب المصري. واعتبر زعيم التنظيم من خلال اللقاء المفتوح الذي سجله قبل مقتله بأن منهج جماعته يتمثل في الموالاة للمسلمين، وعدم الإعتراف بالولاة، وان مشروعهم يتمثل في فك الأغلال بالقوة وبتغيير شامل وكامل ليحل محلها شرع الله وحكمه. وأوضح أن اختيارهم للاسم لما له من دلالة تاريخية، وأن التنظيم يجمع فصائل ومؤهلات شتي ومتنوعة ومن ثم فأن التنظيم يدمع بين جناحه الكثير من التخصصات التي تمكنه من القايم بأعمال متكاملة بصورة مؤسسية. كما أوضح أنهم في تلك الفترة التي نشأ فيها التنظيم لديهم هدف أكبر من أن يتصدوا للصوفية أو بعض من وصفوهم بالفرق الضالة، وكشف أن كل أعضاء التنظيم من مصر، لكنهم يرحبون بكل من ينضم إليهم من أي دولة كان. كما كشف أن استراتجيتهم العسكرية تتمثل في التركيز علي العبوات الناسفة محدودة التأثيرحتى لا تصيب المارة بشظاياها، موضحاُ أن العبوات هي السلاح الأنسب في المرحلة الأولى من مراحل حرب العصابات، ولهم خطة في التدرج واستخدام وسائل أخرى في الوقت المناسب دون القفز على المراحل أو تعجل لأي عمل قبل أوانه. وقال المصري عن حرب العصابات في استراتيجية التنظيم ” حرب العصابات لها خطوات ومراحل معروفة، ولدينا خطة نسير عليها قد حققنا بعضاً منها ونحن على أعتاب مرحلة جديدة ولكن له وقته المحدد ومرحلته التي لا نقفز عليها”. كما كشف في استراتجيتهم ان القضاء ووكلاء النيابة جزء من المنظومة ومن ثم هم هدف مشروع لهم ، موضحاً أنهم ينتشرون بين الطلاب بشكل كبير، مشددا علي أن جماعته جماعة مستقلة تماماً ولا تتبع أي كيان، وهذا ما أتفق عليه مع أعضاءه منذ تأسيس هذه الجماعة وأنهم يتبعون أي جماعة لا في الداخل ولا في الخارج، لا سراً ولا علناً . وأعترف في حديثه بالفضل لجماعة أنصار بيت المقدس قائلاً” هم أصحاب الفضل في بدأ القتال في تلك المرحلة، وهم من خيرة من عرفناهم ومن تعاملنا معهم وبيننا وبينهم كل ود ومحبة ، ورغم عدم وجود ارتباط تنظيمي أوتنسيق بينا وبينهم “. مقتل مؤسس التنظيم بعد سلسلة من العمليات الإرهابية من قبل التنظيم نجحت الأجهزة الأمنية في قتل زعيم التنظيم همام عطية والمكني باسم ” مجد الدين المصري” وذلك في 9/4/2015، حيث اعترف التنظيم بمقتل قائده و تم اختيار خليفة له يلقب بـ” عز الدين المصري” . وأعلنت وزارة الداخلية، وقتها علي لسان اللواء هاني عبداللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، في بيان رسمى للوزارة، أن معلومات كانت قد وردت لقطاع الأمن الوطنى تتضمن اتخاذ الإرهابى الهارب همام محمد أحمد على عطية واسمه الحركى (فوزى، حسام) من إحدى الشقق السكنية بمنطقة الطوابق بالهرم محافظة الجيزة وكراً للاختباء به والتخطيط والإعداد لتنفيذ مخططاته العدائية، وتم التعامل الفورى مع تلك المعلومات واستهداف الوكر المشار إليه. وتابع بيان الداخلية، حال استشعار المذكور بالقوات بادر بإطلاق النيران تجاههم، حيث بادلته القوات وبكثافة وأسفر ذلك عن مصرعه وضبط بحوزته بندقية آلية، وطبنجة، و4 عبوات ناسفة معدة للتفجير، وإحداها مزودة بمغناطيس لتثبيتها أسفل السيارات المستهدفة، و18 عبوة غير مكتملة التجهيز، وكمية كبيرة من الأدوات ومستلزمات تصنيع العبوات المتفجره مبلغ مالى قدرة 76.875 ألف جنيه، وجهازى كمبيوتر . أشهر العمليات التي قام بها التنظيم في الفترة التي ظهر فيها التنظيم تني العديد من العمليات الإرهابية و التي كان من بينها كأول رد علي مقتل قائده يوم 5 أبريل 2015 القيام بذرع عبوة لاصقة لتجمع للأجهزة الإمنية فوق جسر 15 مايو المهندسين مما أدى لمقتل مساعد ضابط وإصابة أخر. وكان من بين العمليات الإرهابية أيضاً، استهداف كمين شرطة في عبود بعبوة ناسفة في 20 نوفمبر 2013، وكذلك استهداف كمين شرطة السواح بعبوة ناسفة في 25 نوفمبر 2013، استهداف نقطة شرطة بمحور 26 يوليو في 7 يناير 2014، استهداف قسم شرطة الطالبية في 24 يناير 2014، واستهداف قوات الأمن المركزي أمام مترو البحوث في 13 يناير 2014، و استهداف مقر قوات الأمن المركزي في 31 يناير 2014،و استهداف قوات الأمن المركزي في ميدان الجيزة.، وفي ميدان النهضة والذي قتل علي إثره العميد طارق المرجاوي، كذلك التفجير الذي وقع بجوار مسجد الحصري بــ6 أكتوبر، والذي إدي إلي إصابة نقيب شرطة، و تفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان في 18 أبريل 2014، واستشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين، واستهداف دورية أمنية في شارع الهرم بالقرب من سينما رادوبيس، وتبنى التنظيم زرع وتفجير عبوات ناسفة في محيط قصر الاتحادية بالقاهرة يوم الـ14 من يونيو 2014، مما أسفر عن مقتل رجلي شرطة. أين التنظيم الآن؟ بعد حالة الجدال الكبيرة التي صحبت نشوء التنظيم، خلال الفترة الماضية و الذي قام بعدد من العمليات الإرهابية في فترات متقاربة، يتساءل البعض عن وجود التنظيم الن و هل أنتهي من الساحة المصرية للابد؟. وللاجابة علي السؤال تجد الإشارة إلى أن الضربات الامنية التي تلقاها التنظيم خلال الفترة الماضية من خلال القبض علي عدد كبير من أعضاءه ومقتل البعض منهم، فضلا عن مقتل الرأس المدبر و زعيم التنظيم همام عطية، كان له بالغ الأثر في تفكك التنظيم، وعجزه عن القيام بأي اعمال أخري . في الوقت الذي تذهب فيه أراء أخري إلي أن التنظيم في فترة من الكمون، من أجل الإعداد والتجهيز، وضم عناصر جدد وتدريبهم، في انتظار اللحظة المناسبة للخروج من جديد والقيام بدور أكبر في البلاد من مجرد القايم بعمليات إرهابية نوعية.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :