تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء أمس (الثلثاء)، جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام نظير عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وإنشائه مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية في المدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وإنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان الإسلامية و العربية. واستحق خادم الحرمين الذي رعى حفل الدورة الـ 39 أمس، الجائزة أيضاً لجهوده في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واستضافة مقره في الرياض، ومواقفه العربية والإسلامية لعقود تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي، وترؤسه وإشرافه المباشر على عدد من اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في العديد من الدول الإسلامية و العربية، ودعمه للشعوب الإسلامية و العربية المحتاجة، بحسب ما ذكر وكالة الأنباء السعودية (واس). والتقى الملك سلمان بعدما استقبله مستشاره أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية خالد الفيصل، الفائزين في فروع الجائزة ورحب بهم في المملكة، وهنأهم بالفوز، وشاهد عدد من اللوحات التشكيلية التي رسمها الأمير خالد الفيصل وتسلم واحدة منها وألبوماً مصوراً هدية تذكارية لهذه المناسبة. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمة: «عالمٌ بجشعِ الإنسان يضطرب، وكبار بالصغار تحترب، ونذير شرٍ بالبرية يقترب، وقيم استبدلت بقيم، ليست فيها من القيم شمم، وأسماء ليس فيها من علم، ومملكة تشع نوراً وحكمة، وتطرح نهجاً جديداً ورؤية، وتكرم العلم والعلماء قدوة، نبني على قواعد المجد صرحاً، ونعالج على جسد العروبة جرحاً، ونرسم على تجهم المسلمين فرحاً، إذا ادلهم الليل أشعلنا العقول، وإذا احتار الغير ابتكرنا الحلول، فلا مكان بيننا لعابثٍ أو جهول، قفوا معي وحيو ملك خدمة الإسلام، وعلماء الفكر والسلام، وجائزة فيصل الإمام . والسلام». وسلم خادم الحرمين بعد مشاهدته عروضاً مرئية لكل فائز بالجائزة تحكي أبرز جهوده وإنجازاته، الفائزين الخمسة في فروع المسابقة جوائزهم. وفاز بفرع الدارسات الإسلامية للدكتور رضوان السيد من لبنان نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الإطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديث، فيما فاز بجائزة فرع اللغة العربية والأدب، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي لجهود المجمع العلمية في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية. وفاز بفرع الطب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة في جامعة أوساكا باليابان البروفيسور تادامتسو كيشيموتو، نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد لأمراض المناعة الذاتية، إذ عكف لأكثر من 30 عاماً على البحث والدراسة إلى أن اكتشف «انترلوكين-6» المعروف بمنظم الالتهابات والمناعة، وتمكّن من تحديد وظيفتة الفسيولوجية ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية. وحصل على جائزة فرع العلوم الفيزيائية بالمشاركة الدكتور دانيال لوس من سويسرا، والدكتور لورينس مولينكامب من هولندا، إذ مُنحت الجائزة للأول كونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكومبيوترات الكمية، والفكرة من وراء ذلك هي الاستفادة من خاصية دوران الإلكترونات المحجوزة في النقاط الكوانتية لتكون بمثابة أرقام ثنائية كوانتية (bits). ومهدت أعماله للعديد من التجارب المهمة، مما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية وسريعة وقادرة على تخزين المعلومات. وتسلم مولينكامب الجائزة بالمشاركة نظير مساهمته في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات، وتضمنت أعماله اكتشاف طرق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكان استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران. ونجح البروفيسور مولينكامب تجريبياً في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي، مما يعزز مجال العوازل الكوانتية. ونظير جمعه في أعماله ودراساته بين الإطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة.
مشاركة :