أوقفت النيابة العسكرية المصرية أخيراً المغنيين الشعبيين محمد صلاح «أوكا» (25 سنة) وأحمد متولى «أورتيغا» (27 سنة) 15 يوماً على ذمة التحقيق بتهمة التزوير للتهرب من أداء الخدمة العسكرية. ونفت الفنانة مي كساب قرينة الأول التهمة بتدوينة على موقع «تويتر» محيلة الإتهام على الوكيل السابق لأعمال المغنيين أحمد الطحاوي «الذي استغل توكيلاً منهما وزوّر من دون علمهما» لاستغنائهما عنه في وقت سابق، وهو ما اثبتته كساب في محضر ضد الطحاوي في محاولة لدفع التهمة عن زوجها ورفيقه. شهد عام 2013 الانتشار الواسع لأوكا وأورتيغا كأشهر مؤديين لأغان عُرفت باسم «المهرجانات» وهي نوع من الغناء الشعبي يعتمد على الإيقاع السريع والاستخدام المكثف لمؤثر «Auto-Tuner» الذي يصدر صوتاً معدنياً مميزاً، يجمع بين الراب والموسيقى الإلكترونية. وعمدت المخرجة المصرية سلمى الطرازي إلى توثيق تلك الظاهرة عبر فيلم وثائقي عنوانه «اللي يحب ربنا يرفع ايده لفوق» تتناول فيه قصة صعودهما التي تعدت في ذلك الوقت الانتشار داخل أروقة الضواحي الشعبية باعتبارها «غناء الفقراء،» وهي العبارة التي ساقها اورتيغا خلال الفيلم مدافعاً عن موسيقاه التي نالت نقداً لاذعاً واسعاً، إلى المجتمعات الراقية كوجبة أساسية تدفع نغماتها إلى حالات رقص هستيري تتناسب مع أجواء حفلات الزفاف وسواها. وجاء توقيف المغنيين بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية بعد أيام من سحب نقابة المهن الموسيقية رخصتي الغناء منهما في إطار محاولات «لاستئصال أغاني المهرجانات التي عملت على تشويه الذوق العام في مصر»، وفقاً لرئيس هيئة التفتيش في النقابة علي الشريعي، ما يثير أسئلة حول مصير أغاني المهرجانات في حال ثبوت التهمة على أشهر مؤديها فضلاً عن تحركات نقابة الموسيقيين. في المقابل، نشرت صفحة أوكا وأورتيغا على موقع «انستغرام» مقطع فيديو لعشرات من تلامذة المدارس يتجمهرون ويهتفون هتاف «الشعب يريد اوكا وأورتيغا!»، وهو ما يعد «مؤشراً بالغ الخطورة حول تأثر جيل من النشء بذلك النوع الذي يقوم في الغالب على كلمات وإيحاءات جنسية لا تتلاءم مع أعمارهم، والتعامل مع فنانين من هذا النوع كقدوة يتبعونها حتى في الخطأ (التهرب من الخدمة حال ثبوتها)»، وفقاً لأستاذة علم الاجتماع وسفيرة مصر لدى يونسكو سابقاً شادية قناوي. وتعزو قناوي انتشار تلك الأغاني في مصر بصورة واسعة لا تحكمها تصنيفات طبقية إلى «تحلل الطبقة الوسطى الأكبر حجماً ومن ثم المسيطرة على النمط السائد. كانت هذه الطبقة قديماً حصناً للمجتمع تحافظ على عاداته وقيمه، غير أنها اليوم لم يعد لها وجود إلا في ما ندر، فقد دفعت الظروف الاقتصادية الغالبية إلى الطبقة الدنيا فتأثرت بثقافاتها وفنونها ومن ثم ساد ذلك النوع ليس لدى الطبقة الأكبر حجماً فقط بل في المجتمع ككل». وتضيف في حديث إلى «الحياة»: «لا أتوقع زوالاً قريباً لذلك النمط السائد حتى لو أوقف أشهر مقدميه، فهذان ليسا سوى ظاهرة لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية لن تزول إلا بزوال أسبابها». وكانت سلطات مطار القاهرة قد اوقفت أوكا وأورتيغا الخميس الماضي في مطار القاهرة قبل توجههما إلى الإمارات لإحياء حفلة، بعدما ظهر اسماهما ضمن قوائم الممنوعين من السفر. وأحيلا على القضاء العسكري الذي باشر التحقيق معهما. وسبق للمحكمة العسكرية أن دانت بالتهمة ذاتها المطربين تامر حسني وهيثم شاكر عام 2006 وحكمت على كل منهما بالحبس سنة.
مشاركة :