نيويورك - وكالات: انتهت بلا نتيجة جلسة مجلس الأمن بشأن الهجوم الكيماوي في سوريا الثلاثاء. ولم يصوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والذي تمت صياغته في صفحتين وأدان الهجوم بشدة وطالب بسرعة الكشف عن ملابساته. غير أن مشروع القانون لم يتضمن عقوبات، ولكنه هدد بها دون تحديدها. وتبادل مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الاتهامات خلال الجلسة التي استمرت ساعتين بعدم إيجاد الرد المناسب على الوضع في سوريا التي تعاني من حرب أهلية منذ سنوات. وهاجمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي روسيا لعدم ممارسة نفوذها لدى حليفها السوري. وقالت هايلي "كم من الأطفال يجب أن يموتوا بعد لكي تبدي روسيا اهتماما بالأمر؟". وأضافت "إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سوريا، فعليها أن تستخدمه"، عارضة أمام أعضاء المجلس ما قالت إنه صورتان لضحايا الهجوم الكيميائي المفترض الثلاثاء. وطالبت موسكو أيضا بوضع حد لهذه الأفعال الوحشية"، قائلة "أنظروا إلى هذه الصور. وحذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة من أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات أحادية في سوريا إذا فشلت الأمم المتحدة في الرد على الهجوم. وقالت "عندما تفشل الأمم المتحدة باستمرار في مهمتها القاضية بتحرك جماعي، هناك أوقات في حياة الدول نجبر فيها على التحرك بأنفسنا". وكانت روسيا رفضت مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يندد بالهجوم واعتبرته "غير مقبول" في ما يعكس انقساما جديدا بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري. ورأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فلاديمير سافرونكوف أن المشروع أعد على عجل وليس مفيدا داعيا إلى "تحقيق موضوعي" في ما حصل. ووصفت الأمم المتحدة الهجوم على بلدة خان شيخون في ريف إدلب السورية بأنه ثاني أكبر هجوم كيميائي في سوريا بعد الهجوم على الغوطة الشرقية في أغسطس عام 2015 . ودعت فرنسا روسيا إلى ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة السورية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ستة أعوام في البلاد. وألقت الدول الغربية باللوم على القوات الحكومية السورية في الهجوم الذي وقع بمدينة خان شيخون في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة بشمال سوريا قصفتها طائرات سلاح الجو السوري. وتم إطلاع مجلس الأمن الدولي على تفاصيل الهجوم. وقال مندوب فرنسا بالأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر للصحفيين قبل جلسة مجلس الأمن "نتحدث عن جرائم حرب". وأضاف "ندعو روسيا لممارسة ضغط أقوى على النظام... حقيقة نحتاج أيضا من أمريكا التزاما جديا بحل في سوريا وأن تلقي بثقلها كاملا وراءه". ووجه مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة ماثيو رايكروفت سؤالا لروسيا أمام المجلس قائلا "ما هي خطتكم؟ ما هي خطتكم لوقف هذه الهجمات المروعة الحمقاء؟ كانت لدينا خطة وكان لدينا الدعم وأنتم رفضتموه لحماية الأسد". وقال رايكروفت إن استخدام الفيتو بعث برسالة تشجيع للأسد وإن هجوم الثلاثاء هو "العاقبة". وقال مندوب الصين بالأمم المتحدة ليو جيه يي "المندوب البريطاني... يشوه بوضوح موقف الصين. لا يمكن التهاون مع ذلك."وأضاف "إساءة استخدام مجلس الأمن الدولي لن تكون في مصلحة الشعب السوري. وقال ممثل الأمم المتحدة السامي لشؤون نزع السلاح كيم وون سون لمجلس الأمن أمس إنه تم نقل أو تدمير كل المواد والمعدات الكيماوية المعلنة الخاصة بسوريا. وأضاف أمام المجلس "في الأعوام الثلاثة الأخيرة عملت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع الجمهورية العربية السورية لتقييم ما أعلنوه (السوريون) والتحقق منه. لا يزال هناك عدد من القضايا المعلقة المفتوحة المرتبطة بما أعلنته سوريا".
مشاركة :