انتقل الأستاذ إلى جوار ربه

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لقد انتقل إلى جوار ربه المغفور له بإذن الله تعالى محمد يوسف بن جلال، تغمد الله المرحوم بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. لقد كان المرحوم رجلا بكل معنى الكلمة، فهو إذا تكلم فإنه يدرك تماما ما يقول، ولا يقول إلا إذا كان مطلعا وملمّا بالذي يريد قوله، وإذا ترأس اجتماعا فإنه يحسن الإدارة والتنظيم ويُعرف بالدقة حتى يسمح بالتسلسل في الموضوع ومتى يوقف ذلك. ولم أره طوال مدة العمل والتطوع معه إلا معدًّا ودارسًا في جدول أعمال الاجتماع، ويدقق في كل بند منه حتى يعطي الموضوع حقه من النقاش والإشباع ويتخذ القرار المناسب وفقا للدراية والإقناع، وفي كثير من الاجتماعات الخاصة أو العامة كنت أراه معلمًا وأستاذًا في فن الرئاسة من حيث الإدارة وبلوغ الهدف المنشود. ولا أبالغ حين أذكر أنه أيضا رجل المواقف ولا يتزحزح ولا يهاب فيما اتخذه من قرارات، مدركًا أهمية الرأي الآخر أيضا ومقدرًا إسهام الآخرين، ولكنه رحمه الله لا يهرب من المسؤولية ولا يناقض نفسه في ذلك. عملت مع المرحوم سنوات عديدة، وتعلمت منه كثيرا، ومرت علينا أوقات فيها من الأمور أصعبها، وكان ينادي بالصبر والمثابرة، وكان شعاره في مثل هذه الأوقات الحرجة هو «العمل خير دليل وخير مصداقية» و«بالعمل المفيد تستطيع إقناع الكل». كما أنني لا أجافي الواقع حينما أقول بكل صراحة ووضوح إن فترة ترؤس المرحوم محمد يوسف بن جلال لغرفة تجارة وصناعة البحرين تعد فترة الإنجازات للقطاع الاقتصادي للبلاد وفترة الاستقرار للقطاع التجاري، ولم يحدث أبدا أي تحزب أو انحياز إلى مجموعة ضد مجموعة في أي مجلس كان يترأسه لأنه يوازن الأمور ويحسن اختيار الموضوعات وينهي الاجتماع بروح الأسرة الواحدة وللصالح العام، وكان يترأس مجالس كثيرة في وقت واحد وإذا ما وثق بشخص لمقدرته ودرايته أعطاه الثقة والحرية في الحركة واتخاذ ما يلزم مع الخط العام في ذلك الشأن. هذه المسيرات والخصائص لا تجتمع إلا في أناس قليلين، هؤلاء الناس لديهم القوة والثقة بالنفس وبالتالي لمصلحة العمل يعطون الآخرين الثقة في العمل لإتمام المسيرة وتحقيق المطلوب والهدف المنشود. إنني إذ أذكر بعضا من هذه الصفات والمميزات فإنني أذكرها من واقع المعايشة والعمل معًا سنوات طويلة في أعمال متنوعة ومختلفة وفي شتى المجالات. رحم الله سبحانه وتعالى الأستاذ محمد يوسف بن جلال الذي كان من المميزين من أبناء البحرين، ولا شك أن التاريخ سوف يذكره في مجالات كثيرة بإسهاماته وأعماله وإنجازاته.

مشاركة :