حكاية قبل النوم.. تأثيرات إيجابية تقوّم شخصية الطفل

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

علماء متخصصون في سيكولوجية الطفل، يطالبون الأم بالعودة إلى حكاية ما قبل النوم التي ترويها بصوتها الحنون بدلا من الاعتماد على ما يعرض على شاشة التلفزيون.العرب  [نُشر في 2017/04/06، العدد: 10594، ص(21)]تنمية قدرات الطفل القاهرة - لا شك أن حكاية قبل النوم التي تقصها الأم على طفلها لها تأثير كبير سواء من ناحية التربية والنشأة أو تقويم شخصيته، لكن مع التطور التكنولوجي اندثرت القصة من عالم الأطفال لتحل محلها الأفلام والمسلسلات الكارتونية، وكذلك الألعاب الإلكترونية التي سيطرت على سلوكياتهم وأخلاقياتهم بعيدا عن تأثير الوالدين والأسرة. عندما تجلس الأم إلى جانب طفلها في فراشه لكي تروي له حكاية يشعر الطفل حينها بالسعادة والأمان، بالإضافة إلى الاسترخاء والمتعة، فهي ليست للترفيه فقط، ولكنها تنمي عقله، بل وتعتبر وسيلة تربوية علمية من شأنها أن تغرس القيم الأخلاقية في الطفل منذ الصغر، كما أنها تزيد من ارتباط الطفل بوالدته، حيث تقوم الأم بتخصيص جزء من وقتها تقضيه مع طفلها لكي تسرد له قصة مفيدة، كذلك الأب عليه أن يشارك في قراءة قصة قبل النوم حتى يقوي العلاقة بينه وبين طفله. ووجد التربويون وعلماء النفس والاجتماع، أن اختفاء قصة ما قبل النوم واندثارها يدل على تأثير التقنيات والتكنولوجيا بشكل سلبي على حياة الفرد، لكونها حرمته من التواصل الاجتماعي والإنساني بين الأشخاص الذين حوله، بل وإنها دليل على تأثير التكنولوجيا على أهم رباط في العلاقات، وهي تلك التي تربط بين الأبناء والأهل والتواصل بين أفراد الأسرة. وطالب علماء متخصصون في سيكولوجية الطفل، الأم بالعودة إلى حكاية ما قبل النوم التي ترويها بصوتها الحنون بدلا من الاعتماد على ما يعرض على شاشة التلفزيون من برامج كارتونية وأجهزة “التابلت”، لأن وجود الأم بجانب طفلها قبل النوم يشعره بالقوة والأمان بل ويقوي العلاقة بينهما، ويبعده عن أي نوع من المخاوف التي قد تصيبه أثناء النوم، أو شعوره بالضيق، كما أنها تمنع أي أحلام مزعجة أو كوابيس أثناء النوم، فهي تساعده على الدخول في نوم هادئ. ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي “الحكايات سواء كانت تاريخية أو حديثة لها تأثير كبير على نفسية الأطفال، لأنها تجعلهم يكونون منهجا معرفيا عن شيء معين دون مرجعية ثقافية أو فكرية، معتمدين بشكل أساسي على ما يتم سماعه في القصص من قبل الأم، مشيرا إلى أنها تتفق مع مبدأ توجيه النصح والإرشاد إلى الأطفال لكن بصورة غير مباشرة، وهذا يعتبر أكثر فاعلية وقبولا من جانب الأطفال الذين لا يفضلون التوجيه المباشر”، لافتا إلى أن القصص تنقسم إلى نوعين؛ الأول يتمثل في تلك التي تعلم الأطفال القيم الحميدة مثل الصدق والأمانة والعدل والخير وحب الناس، والثاني يعتمد على التخويف والتشويق، بسرد قصص تروى من أجل تخويف الأطفال وإبعادهم عن فعل شيء معين. من جانبه، أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس على أهمية أن تكون القصة مبهجة وتحمل انفعالات هادئة ومشاعر طيبة، تؤثر بشكل إيجابي على الطفل، وعلى الأم أيضا أن ترويها بشكل من البساطة والهدوء والسكون، في وجود ضوء خافت، مشيرا إلى أهمية تغيير الأم نبرات صوتها وتعبيرات وجهها لكي تحدث مؤثرات عن الأشياء التي ترويها في الحكاية، ولأن ذلك يخلق نوعا من الإثارة والتشويق لدى الطفل ويجعله في حالة من الاستمتاع والمرح.

مشاركة :