شبكة الإنترنت تعزز القدرة على معالجة الأمراض العقلية

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الصحة العقلية الإلكترونية يجب أن تكون جزءا كبيرا من الحل. وأضاف كراوز أمام المؤتمر أنه “يمكننا من خلال نهج استباقي توفير منظومة افتراضية إضافية للرعاية بوسعها زيادة القدرة وتحسين الجودة وجعل رعاية الصحة العقلية أكثر فعالية”. وأثبتت العلاجات النفسية عبر الإنترنت، مثل علاج السلوك الإدراكي، فعاليتها في عدة حالات من بينها الاكتئاب والقلق. وقال كراوز إن هناك أيضا إمكانية لتعديل علاج السلوك الإدراكي عبر الإنترنت حتى يكون ملائما لحالات مثل اضطراب كرب ما بعد الصدمة.أخصائيون دوليون أكدوا أن شبكة الإنترنت هي الخيار الوحيد لتوفير قدرة إضافية كبيرة للعلاج في ظل محدودية الموارد وأضاف أن التقييمات الإلكترونية والعلاجات النفسية من خلال شبكة واستراتيجيات البحث على الإنترنت ستدخل تغييرات كبيرة على المجال صحة الناس. ويمكن استخدام تقنيات مثل الواقع الافتراضي والذكاء الصناعي في علاجات معينة للقلق، كما يجري تطوير عدد من الألعاب الإلكترونية والتطبيقات لدعم علاج الأطفال المصابين بالاكتئاب. كما طور علماء بجامعة كينغز كوليج في لندن نظاما إلكترونيا لمساعدة مرضى الفصام الذين يسمعون أي أصوات مزعجة. والتغاضي عن مسألة العلاج في ظل ضيق الموارد والإمكانات، لا يمكن إلا أن يزيد الأمور تعقيدا ويثقل كاهل الحكومات وأنظمتها الصحية. وتعرف الأمراض النفسية والعقلية بسرعة نموها وتفاقمها وشدة تأثيرها على الجسم بكامله، فمثلا حالة الإحباط والاكتئاب الشديد لم تكن في البداية سوى شعور ببعض القلق تطور إلى أرق وحزن واكتئاب جزئي وقد يصل في أكثر مراحله خطورة إلى التفكير في الانتحار والإقدام عليه. وقال البروفيسور الألماني أرنو دايستر إن الشعور بالحزن والقلق الداخلي وفقدان الدوافع على مدار أعوام ينذر بالإصابة بما يعرف “بالاكتئاب الجزئي”. وأوضح دايستر، رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب، أن الاكتئاب الجزئي هو اضطراب مزاجي مزمن يشكل قيودا كبيرة على المريض.ومن جانبه قال أخصائي العلاج النفسي الألماني ديتر شوبف، إن الاكتئاب الجزئي غالبا ما يحدث في مرحلة الشباب بسبب ظروف تعيق التطور مثل فقدان أحد الوالدين أو الإدمان في الأسرة أو الرفض في المدرسة مثلا. وأشار دايستر إلى أن أعراض الاكتئاب الجزئي تتطابق مع أعراض الاكتئاب العادي، موضحا أنها تتمثل في الحزن وفقدان الدوافع وعدم القدرة على بذل المزيد من الجهد أو الخوف، بالإضافة إلى فرط الشهية أو فقدانها ومشاكل النوم والإرهاق أو العجز. ولفت شوبف إلى أن الاختلاف بين الاكتئاب الجزئي والاكتئاب العادي يكمن في أن الأعراض سالفة الذكر ليست حادة للغاية، كما أن البداية في الغالب لا تكون واضحة؛ حيث يعرف مريض الاكتئاب العادي بأنه كان في حالة مختلفة في السابق، أما مريض الاكتئاب الجزئي فلا يعرف عادة أنه مريض، لأنه يكون على هذه الحالة دائما. وكلما تم التعرف على الإصابة بالاكتئاب الجزئي مبكرا زادت فرص الشفاء منه، كما أن العلاج المبكر يحمي أيضا من المتاعب الجسدية مثل الشد العضلي، غير أن التعرف المبكر على الاكتئاب الجزئي ليس بالأمر السهل بسبب التطور البطيء لمساره وعدم وضوح أعراضه. ويمكن للعلاج السلوكي مواجهة الاكتئاب الجزئي كطريقة العلاج التي تركز على العلاقة الشخصية بين المريض والمعالج، حيث أن المصاب لا يعرف في الغالب عواقب تصرفاته، على سبيل المثال مدى الأثر الذي يتركه تطلعه المستمر بعيدا أثناء التحدث مع الآخرين. وهنا يشير المعالج للمريض مرارا وتكرارا حتى يتعلم المريض لماذا يرفض الآخرون هذا السلوك. ويمكن للمريض في أحسن الحالات تحقيق آثار إيجابية من خلال تعديل سلوكياته. وأظهرت دراسات سابقة أن الأمراض العقلية والنفسية بدءا من الاكتئاب الحاد وصولا إلى نوبات الغضب الجامح شائعة في العالم بصورة تبعث على الدهشة، وأن معظم الحالات السيئة لا يتم علاجها. وقالت الدراسة التي تعتبر أكثر الدراسات تنسيقا على مستوى العالم إن نسب انتشار هذه الأمراض تختلف من دولة إلى أخرى، حيث ظهرت أعراض الأمراض النفسية على 4.3 بالمئة من سكان مدينة شنغهاي بالصين بينما بلغت النسبة 26 بالمئة في الولايات المتحدة.

مشاركة :