«الصحة»: ما بين 5 و 9 في المئة نسبة الإصابة بالاكتئاب في الكويت - طب وصحة

  • 4/6/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بينما تتراوح نسبة الإصابة بمرض الاكتئاب في البلاد وفق مركز الكويت للصحة النفسية بين 5 و9 في المئة فإن عدد من يعانون أعراضا ومشاعر اكتئابية بمراحله البسيطة والمتوسطة والشديدة كالقلق والخوف والضغط النفسي وغيرها قد يصل لنحو مليون و250 ألف شخص بين مواطن ومقيم.لكن حسب الاختصاصيين ليس كل شعور اكتئابي يعني الإصابة بمرض الاكتئاب، إذ أن هناك متطلبات وشروطاً محددة للوصول إلى تشخيص الإصابة بالمرض بشكل دقيق.واتخذت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب موضوعاً لحملتها ليوم الصحة العالمي 2017، وقدمت تعريفا له بأنه مرض يميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادة.ولزيادة التوعية بالمرض وضعت دولة الكويت كما بقية دول العالم خطة للتوعية تعنى بإحياء اليوم العالمي لمكافحة مرض الاكتئاب الذي يصادف السابع من أبريل كل عام عبر خطة توعية لوزارة الصحة.وقال مدير مركز الكويت للصحة النفسية الذي يشرف على أكثر من 68740 ملفا لمرضى نفسياً بينهم مرضى الاكتئاب إنه «ليس كل شعور اكتئابي يؤدي إلى الإصابة بمرض الاكتئاب بمعنى أن هناك متطلبات وشروطا محددة قائمة قبل الوصول إلى تشخيص إصابة الشخص بمرض الاكتئاب».وأضاف إن «الكثير من الأمراض المزمنة والأمراض الحادة يصاحبها مرض الاكتئاب»، مشيرا إلى أن «المركز يستقبل نحو 2000 حالة جديدة كل عام».وتطرق الى رؤية منظمة الصحة العالمية بشأن مرض الاكتئاب الذي سيكون عام 2020 المرض الأول على مستوى العالم المسبب للإعاقة الاجتماعية، مشيرا إلى تقديرات المنظمة بأن ثلث مدمني الاكتئاب يحتاجون إلى العلاج مدى الحياة حيث إن العاملين الوراثي ثم البيئي يؤديان «دوراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض».وأوضح أن «اضطرابات الاكتئاب تعد الأكثر تفشياً في المجتمع الكويتي كما الحال في المجتمعات الأخرى لاسيما العربية»، مؤكدا أنها «حالة صحية تنتج عن كثرة المشاكل الأسرية وما يصاحبها من تشتت أسري وضغوطات مالية وغلاء معيشة غير مبرر مع تزايد متطلبات الحياة وسوء العلاقات الاجتماعية».ولفت الزايد إلى تسارع وتيرة التكنولوجيا خصوصا الأجهزة الذكية وتطورها مما زاد من «انغلاق الإنسان على ذاته»، فضلا عن استحداث طرق التواصل الإلكتروني مع الآخرين دون تبادل «للمشاعر والأحاسيس» وكذلك اضطرابات النوم.وبين أن جميع ما سبق هي أعراض مصاحبة للاكتئاب، مشيرا إلى دراسات مركز الكويت للصحة النفسية والتي قدرت أن 25 في المئة ممن يعانون مرض الاكتئاب قد يصل بهم الحال إلى الانتحار.ولفت إلى أن خطورة تفاقم مرض الاكتئاب تظهر على السلوكيات الاجتماعية للشخص أو صحته لأن المصاب بالمرض (وليس لديه شعور الاكتئاب) لا يستطيع الخروج من المرض من تلقاء نفسه مؤكدا أن المرض يصيب الأشخاص الذين بلغوا العقد الثالث من أعمارهم بمعدل (رجل مقابل 2 من الإناث).وأكد الزايد أن النساء أكثر عرضة من الرجال بالإصابة بالمرض بسبب إفرازات الهرمونات، مبينا أنه لدى وصول النساء والرجال إلى سن 50 عاما يتساوى معدل الإصابة لديهم.وأضاف إن الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب متوافرة في مركز الكويت للصحة النفسية والصيدليات الخاصة ولا تسبب الإدمان، مشيراً إلى أن الاكتئاب يعد من الامراض المزمنة القابلة للشفاء.وأوضح ان الأطفال كذلك لم يسلموا من أعراض المشاعر الاكتئابية حيث إن ما نسبته 1 إلى 2 في المئة من إجمالي أعداد الأطفال دون سن 18 عاما تظهر عليهم أعراض الاكتئاب على شكل عدواني كنوع من التعبير عن تلك المشاعر مما يجعل الاكتئاب ليس حكرا على البالغين بسبب تغير الثقافة وانفتاح الأطفال على مصادر معلوماتية كثيرة.أما النساء الحوامل أو اللاتي يضعن حملهن، فأشار الزايد إلى أنهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب بسبب التغيرات التي تطرأ على الهرمونات الانثوية خلال فترة الحمل وما بعدها لذلك سارع مركز الكويت للصحة النفسية الى افتتاح عدد من العيادات النفسية في المستشفيات وخصوصا مستشفى الولادة لتوعية النساء والتخفيف عن آلامهن للخروج مما يطلق عليه (الأزمة الاكتئابية).من جانبه، أكد استشاري أمراض النساء والولادة وجراحة الأورام النسائية الدكتور وليد الجسار أن «نسبة الإصابة بالاكتئاب في الكويت تتراوح بين 5 و 9 في المئة»، مشيراً إلى أن «المشاعر الاكتئابية تصيب ما بين 50 و 80 في المئة من النساء بعد الولادة».وذكر الجسار الذي يشغل أيضا منصب استاذ في كلية الطب بجامعة الكويت إن «العيادة النفسية الموجودة في مستشفى الولادة أدت دورا كبيرا في تخفيف المعاناة عن النساء اللاتي يعانين الكآبة خلال فترة الحمل وما بعدها، وكذلك النساء اللاتي يعانين من أمراضا خبيثة لتقديم الاستشارة لهن».وقال إن «جميع الدراسات تشير إلى أن الاكتئاب ما بعد الولادة يعكس حقيقة ما لحق بحياة المرأة من تغيير خلال مرحلة الحمل وما تمر به من احداث بعد خروج الجنين من رحمها».وأضاف أن الوعي الصحي لدى المواطنات في نمو مستمر حيث زالت الكثير من مشاعر «الخوف والرهبة والتردد» التي كانت تتملك بعضن عند مراجعة عيادة الصحة النفسية.

مشاركة :