نعي الناقد أحمد شوقى الناقد الدكتور سمير فريد الذي رحل عن عالمنا أمس عن عمر يناهز الـ73 عامًا.
وقال شوقي: إن علاقته بالراحل بدأت قبل مهرجان برلين الماضي حيث تلقى دعوة لحضور حفل حصول الأستاذ سمير فريد على كاميرا برليناله التكريمية عن مسيرته الفريدة..
ويضيف:" توقعت أن يكون الحفل عامًا والدعوة لمجرد التذكير، ثم اكتشفت أنها حفل غذاء خاص جدًا على شرفه، وأنه قد طُلب منه اختيار ستة أشخاص فقط يدعوهم للحضور، وأنني لسبب ما كنت أحد هؤلاء الستة. لازلت حتى لحظتنا هذه لا أستوعب اختياره لي رغم امتلاء أروقة المهرجان بأصدقاء عمر يعرف بعضهم قبل أن أولد. لازلت لا أستوعب قدر الكياسة والاحترام والتهذيب والتقدير الذي كان يعاملني ويعامل غيري به. "إزيك يا ناقد" كانت تحيته التي يلقيها بابتسامة وثقة وشعور بالتقدير للكلمة التي وهبها عمره. عندما حضرت مهرجان برلين لأول مرة فاجئني الرجل الذي عرفت منه مكان مثل برلين وكان، برسالة قبل المهرجان نصها "أهلًا بك في نادي برلين". وعندما حضرت كان للمرة الأولى أخذني من يدي ليريني المركز الصحفي ويدخلني شرفة قصر المهرجان التي كان يدخن فيها سيجارته اللعينة، كل هذا وأنا الطفل الذي قدمه رامي عبد الرازق إليه قبل سنوات خمس لا أكثر. لكنه كان رجل يعلم أن من قيمته الشاهقة أن يعامل الآخرين باحترام، ألا يستعلي عليهم، أن يمنحهم ما لديه بلا حدود فهذه كانت كل حياته. خمس سنوات فقط تملأ رأسي بمئات الأفكار والذكريات والأفعال التي تستحق الإجلال والتقدير للأبد. خمس سنوات يسبقها عقدين من المتابعة والحب والافتتان بهذا الرجل الأنيق شكلًا ومضمونًا وتأثيرًا. خمس سنوات انتهت بهذه الابتسامة الأخيرة التي اقتصنتها على طاولة تكريمه في برلين. برلين الذي سيقام العام المقبل للمرة الأولى من أربعين سنة دون سمير فريد، وقبله كان الذي سيكون بعد 51 سنة متواصلة بلا سمير فريد. الثقافة والتاريخ والسينما والفنون والإنسانية ستنام الليلة ينقصها أستاذ نبيل ومعلم حقيقي.. وداعًا يا أستاذنا".
مشاركة :