سادت حالة من الحزن بقرية المطاعنة بمدينة إسنا جنوب الاقصر، عقب سماعهم نبأ وفاة ابن قريتهم الدكتور الطاهر أحمد مكي الناقد الأدبي الكبير وأستاذ الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة عن عمر يناهز 93 عاما، ومن المقرر أن يُدفن في مسقط رأسه بمقابر الجبلين بالمطاعنة مركز إسنا. ولد الدكتور الطاهر مكي في 7 أبريل 1924 بقرية الغريرة إحدى قرى بلاد المطاعنة بإسنا وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية ثم التحق بالأزهر الشريف، وعمل في بداية حياته صحفيا في عدد من الصحف والمجلات والدوريات وهو أكاديمي وباحث في الأندلسيات ومترجم ومحقق وناقد كبير، كما عمل مدرسًا، فأستاذًا مساعدًا، فأستاذًا، فرئيسًا لقسم الدراسات الأدبية، فوكيلًا لكلية دار العلوم للدراسات العليا والبحوث حتى عام 1989، وقد شغل عدة وظائف في قطاعات التعليم العام والجامعي والدراسات العليا، وقضى عدة سنوات أستاذًا زائرًا بجامعة بوغوتا الكولومبية، تعرف فيها إلى الأدب المكتوب بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، كما عمل أستاذا زائرا في جامعات تونس ومدريد والمغرب والجزائر والأردن والإمارات العربية المتحدة وحصل على دكتوراه الدولة في الأدب والفلسفة بتقدير ممتاز من كلية الآداب، الجامعة المركزية بمدريد بإسبانيا عام 1961؛ ورأس تحرير صحيفة دار العلوم كما أنه عضوا بالمجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للثقافة وعضو في مجلس إدارة دار الكتب المصرية، وقد أشرف على أكثر من 35 رسالة دكتوراه و75 رسالة ماجستير في الجامعات المصرية المختلفة؛ واختير عضوًا بجمع اللغة العربية سنة 1999 ويعتبر الطاهر مكي هو شيخ العذاب حيث لم يسبق له الزواج. وحصل على عدة جوائز وأوسمة منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1992، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1992 وجائزة التميز من جامعة القاهرة لعام 2009م... وغيرها وكتبت عنه أطروحة لنيل درجة الدكتوراه.. وأخرى لرسالة ماجستير بعنوان "الإبداع والنقد في فكر الطاهر أحمد مكي". ولُقب الطاهر مكي بعميد الأدب الأندلسي فهو ألًف 13 كتابًا عن الشعر العربي المعاصر وأدب القصة ودراسات أندلسية في الأدب والتاريخ والفلسفة ومن أشهر مؤلفاته امرؤ القيس: حياته وشعره 1968، دراسة في مصادر الأدب، بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال 1974، القصة القصيرة: دراسة ومختارات 1977، الشعر العربي المعاصر: روائعه ومدخل لقراءته 1986، الأدب الأندلسي من منظور إسباني 1991، الشعر العربي المعاصر: روائعه ومدخل لقراءته 1996، والأندلس، أصداء من الماضي، 1999م الأدب المقارن: أصوله وتطوره ومناهجه 2002، مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن 2002، أصداء عربية وإسلامية في الفكر الأوروبي الوسيط 2005. وله عدة مؤلفات شهيرة في التحقيق منها: طوق الحمامة في الألفة والألاف لابن حزم الأندلسي، عام 1993 و"الأخلاق والسير في مداواة النفوس" لابن حزم الأندلسي و"الوافي في علم القوافي" لأبى البقاء الرندي 1994 وأيضا "تحفة الأنفس، وشعار أهل الأندلس" لابن هذيل وصدر عام 1999م.. وفي الترجمة فقد أسهم في مجالها بتسعة كتب لترجمات عن الإسبانية والفرنسية وترجم ثلاثة كتب عن الفرنسية وستة كتب عن الإسبانية، منها ( العجوز يرحل – للكاتبة البرازيلية ليني فيرينك ) وملحمة السيد الحضارة العربية في إسبانيا ـ ليفي بروفنسال عن الفرنسية.. الشعر الأندلسي في عصر الطوائف (عن الفرنسية)، التربية الإسلامية في الأندلس: أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية ـ خوليان ريبيرا- ومع شعراء الأندلس والمتنبي – للمستشرق الأسباني إميليو غراسيه غومث.. بالإضافة إلى مساهماته العديدة في مجالات الأبحاث، وعضويات المجالس واللجان المختصة بالشؤون الثقافية والأدبية والفنية واللغة العربية.
مشاركة :