باريس - اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مساء الأربعاء أن الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيفوز بها الوسطي ايمانويل ماكرون واليمينية المتطرفة مارين لوبن بنسبة أصوات متساوية (23.5 بالمئة) يليهما في المركز الثالث اليميني فرنسوا فيون (19 بالمئة) ثم اليساري الراديكالي جان-لوك ميلانشون (17 بالمئة). وبحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد ايلاب فان ماكرون خسر في أسبوع 2 بالمئة من نوايا التصويت في حين خسرت لوبن نصف نقطة مئوية، بينما ربح فيون بالمقابل نقطة مئوية واحدة وميلانشون نقطتين، ليكمل بذلك مرشح اليسار الراديكالي صعوده القوي (ربح سبع نقاط في شهرين). واجري الاستطلاع لحساب صحيفة "لكسبرس" وقناة "بي اف ام تي في" التلفزيونية غداة مناظرة تلفزيونية جمعت مرشحي الرئاسة الـ11 وذلك قبل 18 يوما من موعد الانتخابات. وتعني هذه النتائج أن ميلانشون أصبح قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بركب فيون وانه وسّع كذلك الفارق بينه وبين الاشتراكي بنوا آمون، الذي حل في الاستطلاع خامسا مع 9 بالمئة فقط من نوايا التصويت بتراجع قدره نقطة مئوية خلال أسبوع. أما بقية المرشحين فيتصدرهم السيادي نيكولا دوبون-اينان الذي ظلت حصته من نوايا التصويت على حالها عند 4.5 بالمئة في حين ربح اليساري المتطرف فيليب بوتو نقطة واحدة خلال أسبوع ليرفع رصيده إلى 1.5 بالمئة من نوايا التصويت ويخرج من نادي المرشحين الذين تقتصر حصصهم على 1 بالمئة أو اقل من نوايا التصويت. ولم يعلن 7 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع عن المرشح الذي سيصوتون له في الدورة الأولى. وأما في الدورة الثانية التي ستجري وفقا لهذا الاستطلاع بين ماكرون ولوبن، فإن المرشح الوسطي سيحقق فوزا سهلا جدا على مرشحة اليمين المتطرف مع 62 بالمئة من الأصوات له مقابل 38 بالمئة لها. لكن 21 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع لم يعلنوا عن وجهة تصويتهم في الدورة الثانية. وجاءت استطلاعات الرأي بعد أن تواجه المرشحون الـ11 للرئاسة الفرنسية مساء الثلاثاء في مناظرة تلفزيونية سجلت حضورا قويا للمرشحين غير البارزين سعيا لإقناع الأعداد الطائلة من الناخبين الذين ما زالوا مترددين قبل أيام قليلة من الانتخابات وإبعاد خطر مقاطعة قياسية تحذر منها التوقعات. وسلط الإعلام الفرنسي الضوء على مقترحات وأطروحات المرشحين ولاسيما الطرفين الأوفر حظا للوصول إلى قصر الإليزيه الذين تواجها أثناء المناظرة وخاصة فيما يتعلق بمسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي. حيث رأى إيمانويل ماكرون أن خطة لوبن القاضية بتطبيق "حمائية ذكية" وتنظيم استفتاء حول التخلي عن العملة الموحدة الأوروبية، ستكون "حربا اقتصادية" ستؤدي إلى "انخفاض القدرة الشرائية للفرنسيين". وطرح نفسه على أنه مرشح "الانتقال الفعلي والعميق للسلطة"، مبديا استعداده "لاتخاذ تدابير قوية" ومعربا عن "ثقته" في فرنسا. أما لوبن، فقدمت نفسها على أنها المرشحة التي تريد "إعادة الصوت للشعب" في بلد "رهينة انعدام الأمن المتفاقم" ويعاني من "عولمة خارجة عن الضوابط" و"توتاليتارية إسلامية" و"طعنا في قيمه الجوهرية وحتى في هويته الوطنية". وبقي مرشح اليمين فرنسوا فيون على الحياد بعض الشيء ولزم موقعا دفاعيا، ولا سيما حين طرحت مسألة إرساء مبادئ أخلاقية في الحياة السياسية. غير أنه تبنى لهجة حربية ليعد بـ"هزم التوتاليتارية الإسلامية" و"إنقاذ أوروبا" و"تحرير" الاقتصاد من أجل "ترميم العزة الوطنية والوقوف إلى جانب الفرنسيين الذين يطالبون بالنظام والأمن".
مشاركة :