إن تجرع الهزيمة قبل أسبوع واحد فقط على مواجهة ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا يمكن أن يتسبب في أزمة شديدة لأي نادي، وخاصة إذا كان بعض من نجومه البارزين يسابقون الزمن من أجل استرداد لياقتهم البدنية. ولم يكن لأي مما سبق أي تأثير على المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لبايرن ميونخ، بعد أن تلقى هزيمته الثانية في الدوري الأماني "بوندسليجا" هذا الموسم أمام هوفينهايم بهدف نظيف أول أمس الثلاثاء. "هذه هي كرة القدم"، كان هذا ما قاله أنشلوتي باختصار عقب المباراة دون ظهور أي تأثر على ملامحه. وقال المدرب الإيطالي المخضرم، والمدير الفني السابق لريال مدريد، الذي يعي أن الهزيمة الأولى لفريقه بعد 20 مباراة لن تترك أثرا سلبيا في نفوس لاعبيه: "هناك أيام لا تسير فيها الأمور كما ينبغي". وكما هو حاله دائما، لم يفقد أنشيلوتي مسحة الهدوء التي تعلو قسمات وجهه رغم التوتر، الذي يجتاح فريقه بسبب الإصابات، التي ضربت بعض من نجومه البارزين. وخفت مشاعر القلق بشكل كبير داخل بايرن ميونخ مع عودة الحارس مانويل نوير، بعد خضوعه مؤخرا لعملية جراحية في القدم اليسرى. ويسعى الحارس الألماني بكل قوة إلى اللحاق بمباراة النادي البافاري أمام بروسيا دورتموند بعد غد السبت في البوندسليجا، رغم أن عودته المؤكدة قد تتأخر حتى الأربعاء المقبل في مباراة الفريق أمام ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا. وبالإضافة إلى ذلك، يأمل أنشيلوتي في عودة الجناح البرازيلي دوجلاس كوستا والهداف توماس مولر. وانضم المهاجم روبرت ليفاندوفيسكي لقائمة الغائبين المحتملين في بايرن ميونخ، بعدما غادر مران الفريق اليوم الخميس إثر معاناته من بعض المتاعب البدنية. بيد أن اللاعب البولندي بعث برسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لطمأنة جماهيره، حيث قال: "كل شيء على ما يرام، سأكون جاهزا". وفي الوقت، الذي ينتظر فيه استعادة أفضل لاعبيه استعدادا لأسبوع حاسم في عمر الموسم الجاري، أكد أنشيلوتي أنه لن يعود لتجربة أشياء جديدة كما فعل في مباراة هوفينهايم. وكان أنشيلوتي قد قام ببعض التغييرات خلال المباراة المذكورة، فقد دفع على سبيل المثال باللاعبين تشابي ألونسو وريناتو سانشيز جنبا إلى جنب في وسط الملعب، وهو الأجراء، الذي جاء بنتائج عكسية، حيث افتقد اللاعبان الأسباني والبرتغالي إلى التفاهم فيما بينهما، وأضرا كثيرا بطريقة لعب بايرن ميونخ. وتابع أنشيلوتي قائلا: "لقد تفاجئنا بطريقة لعبهما معا، وفي الناحية الدفاعية كان تمركزنا سيئا، لقد لعبوا هم بشكل قوي في الوقت، الذي لم تكن فيه خطوطنا متقاربة". وعلى جانب آخر، انتقد ماتس هوميلز، مدافع الفريق البافاري، ناديه بقوة بعد مباراة الثلاثاء، وقال: "لقد كانت صدمة قوية جاءت في وقتها"، معترفا بأن غياب المنافسين في البوندسليجا، الذي اعتلى فريقه قمته بأريحية كبيرة قد جعل على الأرجح الغرور يتسلل إلى نفوس اللاعبين. وأضاف هوميلز، الذي اتهم بايرن ميونخ بالسلبية والجبن، قائلا: "علينا أن نعود للعب بطريقة أخرى، وأن نبذل كل ما لدينا داخل الملعب". ورغم ذلك، يثق بايرن ميونخ بأنه سيكون مختلفا أمام بروسيا دورتموند ثم أمام ريال مدريد.