نجل بيكاسو: فرنسا لا تهتم بتراث والدي

  • 5/5/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

باريس: «الشرق الأوسط» أكد كلود بيكاسو، نجل الرسام الإسباني الراحل بابلو بيكاسو، ما شاع عن تأجيل افتتاح المتحف الذي يضم جانبا مهما من أعمال أبيه ومتعلقاته في باريس. وقال الابن الذي يتولى رسميا الإشراف على تركة أبيه، في مقابلة مع صحيفة «الفيغارو»، إنه لا يرى رغبة من فرنسا في إعادة افتتاح المتحف. وكانت إعادة افتتاح متحف بيكاسو الذي يؤمه عشرات الآلاف من السياح كل عام، مقررة في الشهر المقبل بعد خمس سنوات من التصليحات. وقابل كلود بيكاسو وزيرة الثقافة الفرنسية أوريلي فيليبيتي للاستفسار عن سبب التأجيل فردت بعدم وجود حراس وأن ورشة العمل قد تأخرت. لكنه أكد لها أن المقاول قد أكمل العمل المطلوب في الموعد، الأسبوع الماضي، ودعاها لزيارة المتحف برفقته لكنها اعتذرت عن تلبية الطلب، مع العلم أن الوزيرة لم تزر الورشة من سنة ونصف السنة. وأبدى الابن دهشته قائلا للصحيفة: «ألا يمكن العثور على حراس من هنا حتى الشهر المقبل؟». وأضاف: «الحقيقة هي عدم وجود أي رغبة إيجابية لافتتاح المتحف وأن فرنسا غير عابئة باسم والدي وهي تعبث بي». ومن المتوقع أن تثير تصريحات نجل بيكاسو رد فعل في الأوساط الفنية العالمية، لا سيما في إسبانيا، الموطن الأصلي للرسام، وكذلك في نيويورك ولندن وغيرهما من عواصم الفن والمتاحف الكبرى التي تتنافس على الفوز بأكبر حصة من أعمال الفنان الأشهر في القرن العشرين. ومن المعروف أن متحف الفن الحديث في نيويورك، مثلا، والمعروف بـ«موما»، يستند في شهرته وفي استقطابه لملايين الزوار بفضل المجموعة المهمة التي يقتنيها من لوحات بيكاسو. كتب كلود بيكاسو رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول الأمر، لكنه، حسبما كشف، تلقى منه ردا فضفاضا وشكرا على رسالته. كما كتب إلى رئيس الوزراء الجديد مانويل فالس، الذي يعده أمله الأخير لأنه إسباني المولد، وهو في انتظار جوابه. وقد اتصلت بفالس، أيضا، ابنة بيكاسو من زوجته جاكلين، بعد شائعات عن نية لإلحاق متحف بيكاسو بمركز «بومبيدو» للفن الحديث في باريس. لكن رئيس الوزراء نفى الأمر. شائعات أخرى كانت قد تسربت حول تدهور العلاقة بين آن بالداساري، رئيسة متحف بيكاسو، وبين فريق العاملين معها. لكن نجل الفنان يرد بأن العلاقة المتدهورة بالفعل هي تلك التي تربطه بوزيرة الثقافة فيليبيتي التي تؤجل مواعيده معها من دون سبب وجيه، كما أنها ستكون مشغولة طيلة الأسبوعيين القادمين بفعاليات مهرجان «كان» السينمائي، الأمر الذي يزيد من نقمة كلود بيكاسو وغضبه إلى الحد الذي يدفعه إلى التساؤل حول مدى إدراك الوزيرة لدورها وهل هناك مشاريع ثقافية كبرى في فرنسا تسمح بتأجيل افتتاح متحف بيكاسو؟ وهنا، يبدو واضحا أن نجل الفنان يقصد انشغال الوزيرة بافتتاح مسرح خليفة بن زايد في قصر فونتينبلو الملكي، قرب باريس، وما رافق المناسبة من اهتمام. يذكر أن كلود بيكاسو كان قد تبرع بمجموعة من الرسوم الفطرية التي كان والده يملكها لأعمال عدد من زملائه أو معاصريه الفنانين الكبار، أمثال سيزان وديغا ونان وبراك وماتيس وميرو، لتضم إلى متحفه الذي يحوي خمسة آلاف عمل مختلف لوالده، ما بين لوحة ومنحوتة وقماش وخزف ورسالة وصورة. لكنه يهدد الآن بالتراجع عن المنحة في حال استمرار تأجيل افتتاح المتحف المعروف باسم «أوتيل ساليه» والواقع في حي «الماريه»، وسط باريس القديمة. وقد بلغت تكاليف الترميم والتجديد 52 مليون يورو، دبرتها رئيسة المتحف مدام بالداساري عن طريق جمع التبرعات وتنظيم جولات ومعارض لعدد من لوحات بيكاسو في أكثر من 20 مدينة في العالم.

مشاركة :