كيف جاءت مشاركتك في فيلم «مولانا»؟ تحدث إليّ والدي المخرج مجدي أحمد علي عن السيناريو عندما كان يكتبه. قرأت الرواية ثم السيناريو وسألته عن الممثل الذي سيجسد شخصية بطرس، فأخبرني بأنه لم يحدّده بعد، فطلبت منه أن أقدّم الدور على أن يجري لي اختباراً، لأن الفيلم يتناول الأفكار التي أرغب في تقديمها، فهو يشهر سيفه كاملاً في مواجهة التخلّف، ويحمل صداماً واضحاً ومباشراً مع الظلامية. ألم تقلق من الاتهام بأن الدور أسند إليك مجاملة كون والدك المخرج؟ المهم النتيجة النهائية التي شاهدها الجمهور. أجرى المخرج اختباراً لي قبل اختياري بشكل نهائي، وقمنا بتمرينات كثيرة بدأنا بعدها التصوير، لا سيما أن فكرة العمل تشكِّل إحدى القضايا التي أهتم بها، لذا قابلت شخصيات واقعية تشبه شخصية بطرس في الفيلم. من ثم، لم يتبق لي سوى الاتفاق على الإطار العام للشخصية مع المخرج قبل التصوير. ما حقيقة أن العمل مأخوذ من قصة حقيقية لنجل سياسي سابق؟ أعتبر نفسي ممثلاً، لا أقدم سوى دوري، ولا يهمني ما إذا كان هذا الأمر حقيقياً أو لا، ولم أسال عنه. «علي معزة وإبراهيم» كيف جاء ترشيحك لفيلم «علي معزة وإبراهيم»؟ طالما رغبت في التعاون مع المخرج شريف البنداري، فهو من الجيل الذي سبقني كمخرج في السينما المستقلة. عندما تحدث إليّ عن فكرة العمل أعجبت بها ودُهشت بالسيناريو المكتوب بحرفية وبجودة لم أكن أتصوّرها. لم تكن لدي أية ملاحظات تقريباً، وشعرت بانجذاب إلى شخصية إبراهيم، الشاب الذي يسير في الظل ويواجه مشاكل يراها كاللعنة التي يجهل كيف يحلّها أو يواجهها، وهو أمر موجود داخل كل شخص فينا، لذا راهنت على تقديم الشخصية بطريقة صادقة تصل إلى الجمهور. كُتب الفيلم أكثر من مرة، هل تأثرت شخصيتك خلال تعديلات الكتابة؟ دخلت إلى العمل في المراحل النهائية واستعددت خلال ثلاثة أشهر للشخصية. جمعتني والفريق جلسة خاصة بالسيناريو حسمنا خلالها التعديلات في الحوار واتفقنا على التفاصيل الفنية الأخرى، وبدأنا بالتصوير بعد انتهاء التمرينات التي ساعدتني كثيراً، خصوصاً في ما يتعلق بـ{الزنة» التي يعانيها إبراهيم وأدركت الفرق الذي يجب أن يظهر عند الشعور بها مرة واحدة أو مرات عدة على فترات قصيرة. ذلك كله كان له دور كبير في خروج الفيلم بصورة جيدة بعدما تعايشنا مع الشخصيات. هل قمت بالتمرينات مع مدرب للتمثيل؟ استعان المخرج شريف البنداري بمدرب التمثيل لوك كلانر، وكان حاسماً في أن نكون واضحين بالنسبة إلى الهدف من كل مشهد، وساعدنا في تطوير أدواتنا واكتشافها لمعرفة نقاط الضعف والقوة لدى كل منا. كذلك ناقش معنا الرسالة والمغزى من كل مشهد. شخصياً، كنت قلقاً من السيناريو لرغبتي في أن أكون مقنعاً من البداية إلى النهاية. هل ترى أن تعزيز تجاربك في السينما المستقلة يبعدك عن الأفلام التجارية التي تحقق إيرادات كبيرة؟ فرعي أرغب في تقديم أفلام أعبّر فيها عن نفسي وتحمل قيمة فنية حقيقية، وليس الهدف منها تحقيق عائد مالي فحسب. لا تهمني الشهرة ولا أسعى إلى جمع الأموال، وأشعر بسعادة في تحقيق أهدافي من خلال أعمال فنية ذات مستوى فني عال، كذلك أفرح إن حققت إيرادات كبيرة، لكن النجاح لا يُقاس بالأموال فحسب. ألم تشعر بضيق من نيل علي صبحي جائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي وعدم حصولكما مناصفة عليها؟ شخصية «إبراهيم» تشكّل إضافة إلى شخصية علي صبحي، والأخير بطل القصة التي يرصدها الفيلم، أما دوري فهو الوجه الآخر لشخصيته. لذا من الطبيعي أن يحصل زميلي على الجائزة. والجهود كافة، من كتابة وإخراج وتصوير وغيرها، جعلت من صبحي ملك العمل الذي يستحق التتويج، لذا أعتبر الجائزة نتيجة لمجهود فريق العمل ككل وهو رأي علي صبحي أيضاً. ألا تشعر بأن هذه الأعمال وحدها ربما لا تحقق لك الانتشار الجماهيري الكافي؟ المهم الأثر الذي أتركه كفنان لدى الجمهور. لدي رغبة في تحقيق بصمة لدى المشاهد، فليس كل الممثلين فنانين. الفنان شخص يمارس الفن بشكل ملهم يعبّر فيه عن نفسه وينقل فيه إلى المشاهد شيئاً يلهمه، وهو نوع الفنون الذي أبحث عنه وأحب أن يصل إليَّ كمتلقٍ أيضاً. أعتبر نفسي سعيد الحظ بالعثور على تجارب جيدة في أوقات قصيرة، على عكس توقعاتي في البداية. جديد حول جديده يقول أحمد مجدي: «انتهيت أخيراً من فيلمي الجديد «لا أحد هناك»، وهو عمل قليل التكلفة كتبته وصوّرته وأخرجته، ويضم مجموعة من الوجوه الجديدة. راهناً، أعمل على الموسيقى الخاصة به، ليعرض نهاية العام الجاري. أشير هنا إلى أنها تجربة صعبة، خصوصاً أن الجمع بين التصوير وبين الإخراج كان أمراً شاقاً». يتابع: «كممثل، أصوِّر مشروعين راهناً: «الكنز» للمخرج شريف عرفة، و{ليل خارجي» مع أحمد عبد الله».
مشاركة :