فوائد اختلاف قراءات القرآن الكريم

  • 4/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أولاً: التكامل الفكري، فمن اختلاف القراءات في النصّ الواحد ما الغرض منه تأدية كل قراءة لمعنى لا تؤدّيه القراءة الأخرى، فتقوم القراءتان أو الأكثر مقام تعدّد الآيات، وتؤدّي القراءات المختلفات تكاملاً في المعاني المقصودة جميعاً.ثانياً: التكامل في الأداء البياني، كأن يراعى في النصّ توجيهه مرّة بأسلوب الحديث عن الغائب، مثل (وما الله بغافل عما يعملون)، وتوجيهه مرّة بأسلوب الخطاب الوجاهيّ المباشر، مثل (وما الله بغافل عما تعملون). وكأن يراعي في النصّ توجيهه بالبناء للمعلوم مرّة، مثل (نغفر لكم خطاياكم)، وتوجيهه مرّة أخرى بالبناء لما لم يُذكر فاعله، مثل (يُغفَر لكم خطاياكم) و(تُغفر لكم خطاياكم).ثالثاً: التنويع في الأداء الفنّي الجمالي، مع ما قد يتضمّنه من دلالات فكرية وبيانية. مثل جعل فعل الشرط بصيغة الفعل الماضي في قراءة، وجعله بصيغة الفعل المضارع في قراءة أخرى، نحو: (ومن تطوّع خيراً) و(ومن يطوّع خيراً). ففي كل من القراءتين صيغة جمالية قصد التنزيل التنبيه عليها، واستخدامها باعتبارها عنصراً من عناصر الإعجاز الفنّي.رابعاً: إثبات وجوه عربية متكافئة، فيما قسّمه علماء العربية حين أرادوا ضبط هذه اللغة بعد اختلاط الشعوب، إلى علوم اللغة، والنحو، والتصريف، والبلاغة. وجاء في التنزيل إثبات هذه الوجوه أمثلة يُقاس عليها، وشاهداً دائماً على أنها من الوجوه الجائزة في العربية، وأنه يحسن استمرار استعمالها في وجوه الكلام العربي، مع ما تتضمّنه من تحقيق الأغراض الثلاثة الأول.وقد تتداخل الأغراض الأربعة أو بعضها في نصّ واحد، فيكون اختلاف القراءات فيه للتكامل الفكري، وللتكامل في الأداء البياني، وللتنويع في الأداء الفنّي الجمالي، ولإثبات وجوه عربية مكافئة. وهذه الأغراض الأربعة يمكن اعتبارها إحدى وجوه الإعجاز في القرآن المجيد.المصدر: (قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله عزّ وجلّ)

مشاركة :