رأس الخيمة تجمع كل الفنون التراثية لأهل البادية والحاضرة والجبال

  • 4/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حاوره / د. محمد بن حمدان المالكي 2017/04/06 اتجهت بوصلة اليمامة هذه المرة إلى تلك الإمارة الحالمة إمارة رأس الخيمة التي ظهر منها شعراء يشار لهم بالبنان كأمثال المايدي - رحمه الله - ولا يزال رحمها الإبداعي يأتي بالشعراء المبدعين، ومنهم الشاعر الشيخ ماجد بن سلطان الخاطري أحد رموز شعراء الإمارات بشكل عام ورموز إمارة الخيمة بشكل خاص؛ الذي كان له حضوره الرائع سواء على نطاق القصيدة المغناة أو القصيدة المقروءة، حيث امتاز شعره بالعذوبة والسلاسة والسهولة الممتنعة، التقينا به فسطر لنا هذه الإجابات الأنيقة لقراء اليمامة.. * أرجو من الشيخ ماجد في البداية أن يخبرنا عن إمارة رأس الخيمة وماذا تعني له كشاعر؟ - رأس الخيمة تعني لي الجذور الراسخة والضاربة في عمق الروح والتاريخ. * تقول في أحد أبياتك: أنا لا فيلسوف ولا سياسي أنا كلي ابدوي حتى النخاع هل هذا يدل على أن البداوة متمكنة منك إلى هذا المستوى؟ - نعم البدواة متمكنة مني بمبادئها وقيمها السامية التي للأسف أضاعها الكثير في دوامة التطوير. * وهل لشاعريتك جذور شعرية متسلسلة في أسرة الخاطري؟ - نعم والدي يقرض الشعر واثنان من إخوتي وخالي وغيرهم من الأهل والأقارب. * ومن أبرز شعراء رأس الخيمة، الذين يعول عليهم في صياغة المفهوم الشعري لدى هذه الإمارة الحالمة؟ - شعراء رأس الخيمة كثيرون ولكن لا أحد منهم بارز إعلامياً أو بالطريقة التي تهيئه لصياغة مفهوم شعري للإمارة ولكن يكفي هذه الإمارة أنها تضم في ترابها الشاعر الكبير المايدي بن ظاهر أحد أعمدة شعر النبط في الخليج وأعظم شاعر عرفته الإمارات. * تتركز تجربتك الشعرية ما بين الشعر الجاد الذي إن سمعته نفيت الرومانسية عنه، وما بين الرومانسي التي إن سمعتها تقول إنه لا يجيد إلا هي في شعرك، هل نقول إنه لديك القدرة على الجمع ما بين الأضداد وبحرفية؟ - نعم ولله الحمد وذلك لأن الشاعر يعيش الحدث ويتأثر به ويجب عليه طرحه بالطريقة التي تؤكد على مصداقيته في مشاعره. * ولماذا لم نسمع لك قصيدة فكاهية واحدة؟ - أنا لست بشاعر فكاهة وهذا الباب له شعراؤه الذين يجيدون طرحه ويناسبهم ومع ذلك لدي بعض المناوشات الفكاهية مع الوالد - حفظه الله- وبعض المقربين ولكنها من باب المزح وليس بمعنى الفكاهة المفهوم وإنما محاورات ومجاراة خفيفة وخاصة بين ابن وأبيه وبين أصدقاء مقربين جداً وليست للنشر. * وأين ترى الشاعر الإماراتي بين قرنائه في دول الخليج العربي؟ - حتى الآن لم يتم التسويق الصحيح للشاعر الإماراتي لكي نكون منصفين في المقارنة ومع ذلك وجوده واضح بين إخوته في الخليج ولكن لا يوجد اهتمام إعلامي بالشاعر الإماراتي. * وما الحكاية الحالمة التي تربطك بآلة الربابة؟ - الربابة متنفس لي وروح البداوة والبر ونفس التراث الجميل وأحملها كثيراً مما في نفسي وهي الآلة الموسيقية الوحيدة التي لا تنتقد في مجتمعنا الإماراتي والمجتمع البدوي بشكل خاص. * وكيف تنظر لشعر المدح في الوقت الراهن؟ - شعر المدح باب موجود تاريخياً في الشعر العربي بشكل عام وله مميزات وفوائد اجتماعية تؤثر في الممدوح بشكل إيجابي ويحسسه بالمسؤولية وتشجعه على الزيادة في التميز واتباع الفضائل والتمسك بالصفات الحميدة ولكن للأسف يساء استخدامه من بعض الشعراء ليصبح للتكسب بدون الصدق في صفات الممدوح وهذا ما يفقده بريقه ويحرفه عن مساره الصحيح. * وما قصة دخولك مجال القصيدة المغناة؟ - دخولي في هذا المجال سببه علاقة الصداقة والإخوة التي تربطني بصوت الإمارات الفنان الكبير عيضة المنهالي ولدينا الكثير من الأعمال المشتركة التي نالت شهرة واسعة ولله الحمد وهناك تعاونات جديدة معه سترى النور قريباً إن شاء الله. * كان لك تعاوناً في أكثر من قصيدة مع المنشد محسن آل مطارد، ما سر هذا التعاون المكثف بينكما؟ - أنا تربطني علاقة جميلة مع عدة منشدين منهم الأخ الدكتور فهد مطر والمنشد والصوت القوي الأخ هادي بن جابر المري وغيرهم من المنشدين وهي علاقة أخوة لم أسع من خلفها لأي تعاون في هذا المجال ولكن تحدث هذه التعاونات بمحض المصادفة، والأخ محسن آل مطارد تعاونت معه في عملين نالا نجاحاً كبيراً ولله الحمد؛ لأن هذه الأعمال كتبت بوجوده ولحنت في الوقت نفسه بدون تعمد منه أو مني ولهذا ورد ذكر اسمه في العملين وهو زيادة على صوته الجميل شاب يحمل من الصفات البدوية الحميدة ما يحبب فيه من عرفه كرجل بغض النظر عن جمال الصوت وهذا ما يهمني في الإنسان. * وكيف ترى سطوة الشيلات على الذائقة في الآونة الأخيرة؟ - الشيلة أصبحت مثل الأغنية مع فارق الآلات ولكنها سوقت لألحان جميلة وألوان عدة من التراث لم تكن تؤدى بصوت موسيقي، وهذه الألحان لامست وجدان الخليجيين لأنها تنبع من تراثهم المليء بالجمال، وأدّتها أصوات جميلة وقوية لم يكن بمقدورها بسبب العادات والتقاليد الدخول في عالم الفن وصار غطاء الشيلة يجيز لهم إبراز هذه الأصوات التي شغفت الجماهير العريضة التي اتجهت لهذا الفن التراثي والخالي من الآلات التي يوجد عليها اختلاف بين علماء الدين من ناحية التحليل والتحريم. * وما سر اهتمام حكام رأس الخيمة بالشعر والشعراء؟ - اهتمام حاكم رأس الخيمة وولي عهده بالشعراء القصد منه هو إبراز أبناء هذه الإمارة ودعمهم إعلامياً كما يربط هذا الترويج للأغاني بالترويج السياحي للإمارة التي يوجد بها كل التضاريس الجغرافية من بحر وبر ورمال حمراء وجبال شامخة وتؤهلها لتكون بلداً سياحياً عائلياً مميزاً، كما ركز صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة على دعم القطاع الفندقي والسياحي للدخول في السياحة بقوة كما يرى الجميع التحول الكبير في هذه الإمارة. * إمارة رأس الخيمة ترفل في ثياب أنيقة من الموروث الشعبي، ما أميز هذه الفنون في الوقت الراهن؟ - رأس الخيمة تجمع كل الفنون التراثية لأهل البادية والحاضرة وأهل الجبال، وما زالت تحافظ على هذا الموروث ويتميز كل فن فيها على حدة. * وما الفرق بين الردحة، والعيالة، والرزفة، والتغرودة، والونة، لكونها من موروث الإمارات؟ - هذه الفنون يميزها بحورها الشعرية وألحانها وطريقة أدائها، هناك ما يؤدى منها بشكل فردي مثل الونه والتغروده والعازي ومنها ما يؤدى بشكل جماعي في الأفراح والمناسبات مثل الرزفة والعيالة. * هناك تغرودة بصوت الشيخ زايد رحمه الله، ما قصة هذه التغرودة إن كان الشيخ ماجد الخاطري يعرف عنها شيئاً؟ - هذه ليست تغرودة، بل هي رزفة حربية بصوت المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد وهي من رزفات العرضة التي تؤدى مرافقة لعرضة الهجن (شبه سباق قصير للهجن جماعي وثنائي) في المناسبات. * وهل سبق أن أقمت أمسيات شعرية خارج الإمارات؟ - نعم، سبق لي إقامة عدة أمسيات خارج الإمارات. * وهل ترى أن الأمسيات هي المقياس الحقيقي للشاعر؟ - الأمسيات ليست مقياساً ولكنها تكون كذلك إن حضرت بشكل صحيح. * وما أبرز الهوايات التي تحب ممارستها؟ - هوايتي الأولى وعشقي هي ركوب الخيل والشعر مكمل لهذه الهواية. * ولو خيرت بينها وبين الشعر ماذا تختار؟ - الشعر ليس هواية بالنسبة لي وليس غاية إنما وسيلة لتوصيل وتثبيت فكر ومبادئ وقيم أؤمن بها وأتمنى ترسيخها في المجتمع؛ وهذا ما يعتبر رسالة. * وكيف تنظر إلى الشعر في دولة الإمارات قبل وبعد شاعر المليون؟ - لا ننكر أن شاعر المليون أثر في جميع شعراء النبط في كل الدول العربية، كما له الأثر الإيجابي الكبير في شعراء الإمارات، ولكن لا توجد جهات مكملة له تدعم الشعراء وكأن من يدخله دخل في النور وبعد خروجه يرجع للظلمة. * هناك أصوات تنتقد شاعر المليون وبشدة، ماذا تقول لهم؟ - أقول لهم هاتوا لنا برنامجاً شعبياً يغطي على شاعر المليون كي نؤيدكم وأن الانتقاد البناء بين الأخوة إيجابي إذا خلا من الغيرة والحقد والتشهير فيجب أن يكون النقد موجهاً بطريقة محترمه وأسس واضحة لأصحاب الشأن وليس للعامة. * وأين تتجه البوصلة للشعر الشعبي في الوقت الراهن؟ - بوصلة الشعر الشعبي غير ثابتة تلعب بها المتغيرات والسوشيال ميديا وغيرها من عوامل. * هل تعتبر الشعر في هذا الوقت رفاهية أم حاجة؟ - الشعر في هذا الوقت يجمع الرفاهية والحاجة. * هل سنرى قريباً ديوانك الشعري؟ - الديوان سيرى النور متى ما حصل مني على الوقت، وأتمنى أن يكون قريباً لكثرة الطلبات عليه. * وهل هناك دعوات لإحياء أمسيات في المستقبل القريب؟ - لا، لا توجد أية دعوات قريبة. * بيتان عتب لمن توجههما؟ - بيتان عتب من قصيدة لكل من يتكلم في محتاج لجأ إليه: من لفاك بحاجة وحاله مرير ساعده أو وجهه أو انصحه لا تقول فلان ذا ما فيه خير ولا ذكرني الا بوقت المصلحه * بيتان مدح لمن توجههما؟ - بيتان من قصيدة في سيدي ووالدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي لا يوفيه الشعر وسحر البيان حقه: وانت يا محمد تجاوزت المديح وصرت للشعب الإماراتي وطن في قلوب الناس حبك مستبيح يوردنك بالغلى ما صدرن * كلمة أخيرة؟ - أتقدم بالشكر الجزيل لمجلتكم الموقرة (مجلة اليمامة) والشكر موصول لك يا دكتور محمد على اهتمامك لطرح هذا اللقاء، وأرجو المعذرة من المتلقي إن لم أوفق في توضيح أي فكرة من فقرات الأسئلة، كما أتمنى من الله أنني قدمت ما يناسب من أفكار، أدامكم الله وأدام خليجنا الغالي ورموزه المحسودين عليهم.

مشاركة :