بدأ العمل مصمم غرافيكس في شركة أبوظبي للإعلام، في الفترة بين 2000 و2005، ثم انتقل للعمل في الشركة الوطنية للتبريد المركزي (تبريد)، نائباً لمدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة. يقول: «تصورت أن حياتي ستنحصر في هذا المجال، ففي تلك الفترة كان طموحي ألا أعتمد على الوظيفة فقط، بل أن أفتتح شركة خاصة بي، وأعمل على إدارتها وأسعى لتحقيق النجاح فيها، لكنني لم أضع التصور الأساسي للشركة، كان هناك ما يشبه الإطار العام فقط، ولهذا فقد استبعدت فكرة افتتاح مطعم صغير، مثلاً، أو شركة للتجارة العامة». وتابع الجبلي: «أردت ترك بصمة واضحة على مجال العمل الخاص، لذا فكرت كثيراً قبل اختيار المجال الأمثل». وأوضح أنه في الفترة بين 2007 و2009 حصلت تغييرات بمجال عمله في «تبريد»، وتم نقله إلى إدارة الخدمات العامة، لمدة عامين كاملين، مضيفاً: «اعتبرتها فرصة لأتعلم أموراً جديدة بعيداً عن الإعلام الذي كان شغفي في تلك الفترة، لذا حاولت بشتى الطرق أن أتعلم من الموظفين الذين انتقلت للعمل معهم، وكنت أتعامل مع مختلف الشركات التي تتعامل مع هذه الإدارة ونوعية المباني التي يعملون عليها، ما دفعني للتعلم أكثر عن الديكورات والتصاميم الداخلية». وقال الجبلي: «بدأت أرى جوانب مختلفة للتصميم الداخلي بحكم تعاملي مع عدد كبير من الشركات، وبدأ حبي لهذه المهنة التي تعتمد على الحس الفني، ووجدت أنني أهتم بالتصاميم لأي مبنى أو منزل أدخل إليه»، مضيفاً أنه عمد إلى قراءة عدد كبير من الكتب التي تبين أهمية التصميم الداخلي، وكيف يمكن استغلالها في مختلف المساحات. وأشار إلى أنه لم يكن يملك الجرأة والقوة الكافيتين لافتتاح شركة تتعلق بالديكور، حتى مع تزايد شغفه بهذا المجال، لأنه رأى أن استكمال مشواره الإعلامي كان الطريق الصحيح، إلى أن تمكن من وضع الخطة الأولى لشركة «هايف» في 2013، مضيفاً «في هذه السنة تحديداً وضعت خطة مصغرة شملت أجزاء الشركة الأساسية، وميزانيتها، وكيف يمكن أن أفعّلها إلى جانب وظيفتي. وواصلت تشجيع ذاتي على التوسع في الخطط، خصوصاً أنني فكرت أن التجارة لها مستقبل أكبر من الوظيفة». وأضاف الجبلي أن تخطيطه للشركة استغرق عاماً كاملاً، ووضع المفهوم الأساسي لها، وأجرى عملية تقييم للسوق والمنافسين، الذين كان أغلبهم لشركات أجنبية، متابعاً: «بعد أن تأكدت من أن المشروع له عائد معنوي ومادي، وسيتفرد مقارنة مع البقية أعلنت عن افتتاح الشركة في 2014». وقال إنه بدأ برأسمال صغير للشركة، وبمساعدة من أحد أصدقائه في الحصول على مكتب خاص بـ«هايف»، موضحاً أن صديقه وفّر له المكتب في شركته الخاصة وأعطاه المساحة المناسبة لبدء أعماله، ليبدأ بموظفين اثنين، أحدهما مصمم ديكور والآخر فني مواقع. وشرح الجبلي: «يملك صديقي شركة استثمارية كبيرة في أبوظبي، ولديه عدد من المشروعات التي تطلبت تصميماً داخلياً، وعندما رأى قدرة الشركة الصغيرة على إتقان العمل طلب منا العمل على أحد الفنادق التي يمتلكها لكي نصمم له الديكور»، مشيراً إلى أن هذا المشروع كان الفرصة الكبرى لإثبات اسم الشركة في السوق مقارنة مع كبرى الشركات التي لها تاريخ عريق في هذا المجال، ومن ثم ليتمكن من العمل مع الجهات والمؤسسات الحكومية المختلفة. وأكمل: «بعد الانتهاء من مشروع الفندق، تمكنا من الحصول على عدد من المناقصات مع مؤسسات حكومية عدة، ومن بينها وزارة تنمية المجتمع، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، التي كانت من أكبر الداعمين، وعملنا معها على خمسة مشروعات»، مضيفاً أنه قرر بعدها الالتزام التام مع شركته والاستقالة من عمله في (تبريد) ليتمكن من توسيع نطاق العمل والمشروعات. وأكد أن مقدار التوسع في «هايف» بلغ، على مدى السنوات الثلاث من تأسيسها، 50%، إذ إنهم تمكنوا من تطوير الشركة مع عدد من الجهات المحلية والعالمية، كما تمكنوا من إقامة علاقات كاملة مع مزودين محليين ودوليين، وتنفيذ هذه المشروعات بنجاح، موضحاً أن الشركة لا تركز على التصميم الداخلي وتنفيذ الديكور، فقط، بل تعمل على الهندسة الكهربائية، والميكانيكية، وأعمال التجهيزات الكاملة. وأشار الجبلي إلى استمرار شركته في تحقيق النجاحات، فقد «نما فريقنا من ثلاثة موظفين ليصبح لدينا مهندسون ومصممون يعملون على عدد من المشروعات، ومديرون خاصون لتنفيذ المشروع بدقة»، مضيفاً أنه يحرص على حث الموظفين في الشركة على التعامل مع كل مشروع بالمهنية ذاتها. ويضيف: «أقول لهم دائماً إن المشروع ذا الميزانية المنخفضة لا يختلف أبداً عن المشروع ذي الميزانية الضخمة، فكلاهما يمثلان الشركة».
مشاركة :