قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الخميس) إنه «يجب أن يحدث شيء» مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد هجوم بغاز سام في سورية، لكنه لم يصل إلى حد قول إنه يجب على الأسد ترك السلطة. وقال لصحافيين يرافقونه على متن طائرة الرئاسة «أعتقد أن ما فعله الأسد شيء مروع». وتابع قوله «ما حدث في سورية عار على جبين الإنسانية وهو موجود هناك وأعتقد أنه يدير الأمور ولذا يجب أن يحدث شيء». من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم، إن الحكومة الأميركية ليس لديها شك في أن بشار الأسد مسؤول عن الهجوم بالسلاح الكيماوي في إدلب، وحضّ روسيا على إعادة النظر في دعمها للنظام. وأبلغ تيلرسون الصحافيين لدى وصوله إلى فلوريدا لإجراء محادثات مع مسؤولين صينيين «من المهم للغاية أن تفكر الحكومة الروسية ملياً في دعمها المتواصل لنظام الأسد». وقال «لا يساورنا شك والمعلومات التي لدينا تؤكد أن سورية والنظام السوري تحت قيادة الرئيس بشار الأسد مسؤولان عن هذا الهجوم»، مضيفاً أنه لا دور للأسد في سورية في المستقبل. وكان مسؤول أميركي قال في وقت سابق اليوم، إن وزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض يجريان مناقشات تفصيلية في شأن خيارات عسكرية للرد على هجوم الغاز السام في سورية. وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن الخيارات يمكن أن تشمل منع الطائرات التي تستخدمها قوات الرئيس السوري من التحليق. وقد تشمل تلك الخيارات أيضاً استخدام صواريخ «كروز» ما يسمح للولايات المتحدة بضرب أهداف من دون نشر طائرات مأهولة فوق سورية. ولم يعلق المسؤول على مدى ترجيح العمل العسكري ولم يقل أي الخيارات قد يوصي بها «البنتاغون». وقال المسؤول إن المحادثات في شأن الردود المحتملة جارية بالفعل بما في ذلك محادثات بين وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر ماكماستر. وأضاف أن من المتوقع أن يناقش ماتيس تلك الخيارات عندما يلتقي الرئيس ترامب في منتجعه في «مار-إيه-لاغو» في فلوريدا. ومن المقرر أن يصل ماتيس إلى فلوريدا في وقت لاحق اليوم في إطار رحلة مقررة سلفاً. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت قال إن باريس لا تزال تسعى إلى استصدار قرار من مجلس الأمن في شأن سورية، مضيفاً أن المفاوضات الديبلوماسية لها الأولوية على أي عمل عسكري. وأثار الهجوم الذي يعتقد أن النظام السوري شنه بأسلحة كيماوية في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، هذا الأسبوع انتقادات دولية. وتسبب الهجوم في مقتل 70 على الأقل. وقال إرولت لتلفزيون «سي نيوز» إن «فرنسا لا تزال تسعى إلى الحديث مع شركائها في مجلس الأمن خصوصاً الأعضاء الدائمين وخصوصاً روسيا». وقال ترامب أول من أمس إن حكومة الرئيس بشار الأسد «تجاوزت خطاً أحمر» بهجوم الغاز السام على المدنيين لكنه لم يكشف عن تفاصيل الإجراء الذي قد يتخذه. ورداً على سؤال عما إذا كانت فرنسا ستنضم إلى أي عمل عسكري محتمل في شأن سورية، قال إرولت إن «المرحلة الأولى هي التصويت على قرار، وقبل أي شيء إعادة بدء مفاوضات السلام في جنيف. يجب ألا نتحرك من أنفسنا، بحجة أن الرئيس الأميركي ربما غلى الدم في عروقه، ونصبح متأهبين للحرب». وأضاف إرولت أن الرد الأميركي في شأن سورية ما زال غير واضح، مشيراً إلى أنه يتلقى رسائل متضاربة من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ومن وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وقال «إنهما لا يقولان الشيء نفسه». وقالت فرنسا مراراً إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من أي حل تسفر عنه محادثات السلام. وجددت فرنسا وبريطانيا هذا الأسبوع دعوتهما بشار الأسد إلى الرحيل. وقال إرولت «يجب ألا تمر جرائمه من دون عقاب. سيأتي اليوم الذي ستقول فيه العدالة الدولية كلمتها في شأن بشار الأسد». من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم، إن عدم صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يندد بالهجوم الكيماوي في سورية يمثل فضيحة. وأضافت مركل في مؤتمر صحافي في شرق ألمانيا «كان هجوماً وحشياً لا بد من معرفة تفاصيله. استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب». وتابعت أن هناك دلائل تشير إلى أن قوات بشار الأسد نفذته. وقالت المستشارة الألمانية «عدم صدور قرار من مجلس الأمن فضيحة وعلى من عارضوه التفكير في المسؤولية التي يتحملونها». ورفضت تفسير تعليق للرئيس الأميركي بأن الهجوم «تجاوز خطاً أحمر». ووصف «الكرملين» اليوم الهجوم بالغاز السام في محافظة إدلب بأنه «جريمة وحشية» لكنه قال إن استنتاجات واشنطن في شأن الواقعة لا تستند إلى بيانات موضوعية. وقال الناطق باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف «كانت هذه جريمة وحشية وخطرة لكن ليس من الصحيح أن نضع عناوين (تحدد مرتكبيها)». وأضاف أن استخدام الأسلحة الكيماوية «غير مقبول» وحضّ قوات النظام السوري على ضمان عدم وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين. وقال بيسكوف إن أدلة عن الواقعة قدمتها «منظمة الدفاع المدني» السورية المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» لا يمكن اعتبارها أدلة يعول عليها، مضيفاً «لا نتفق مع هذه الاستنتاجات». وفي الوقت نفسه، قال وزير الصحة التركي رجب أقداغ اليوم، إن نتائج الفحص الذي أجرته سلطات الطب الشرعي في تركيا لضحايا الهجوم الكيماوي ستُرسل إلى العاصمة الهولندية لاهاي لإجراء مزيد من الفحوص. وتم نقل 32 من ضحايا الهجوم إلى تركيا وتوفي ثلاثة أثناء تلقيهم العلاج. وقالت وزارة الصحة التركية اليوم، إن نتائج الاختبارات الأولية التي أجريت على ضحايا الهجوم في خان شيخون تشير إلى احتمال تعرضهم إلى غاز السارين. وأضافت أن 31 شخصاً أصيبوا في الهجوم الذي وقع الثلثاء يعالجون في المستشفيات التركية وأن ثلاثة أشخاص لفظوا أنفاسهم منذ نقلوا من سورية. وتابعت الوزارة «بناء على نتائج الاختبارات جرى رصد أدلة في المرضى تقود المرء إلى الاعتقاد بأنهم تعرضوا لمادة كيماوية (السارين)».
مشاركة :