من يقول انّ رئيس النظام السوري "مجرم حرب" عليه ان يقرن كلامه بالافعال والابتعاد عن الكلام الكبير الفارغ من أي مضمون، كما كان يفعل باراك أوباما الذي اعتبر باكرا ان لا مكان لبشّار الأسد في أي تسوية. استغلّ بشّار الأسد الثغرة التي كشفها مسؤولون اميركيون تحدّثوا، قبل ايّام، عن "أولوية" الحرب على "داعش" كي يستخدم السلاح الكيميائي مجددا. كشف في الوقت ذاته ان عملية التخلص من الترسانة الكيميائية السورية لم تنته بعد. كشف ايضا ان الإدارة الاميركية الجديدة، في حال لم تتخذ موقفا حاسما منه، لا تختلف في شيء عن الإدارة السابقة. باختصار شديد، لا قيمة للحرب على "داعش" ولا اهمّية لهذه الحرب في حال بقيت خارج مقاربة شاملة. ماذا تعني المقاربة الشاملة؟ تعني اوّل ما تعني ان التخلّص من النظام السوري ومن الميليشيات المذهبية التابعة لإيران جزء لا يتجزّأ من الحرب على الارهاب. فالنظامان الايراني والسوري من جهة و"داعش" من جهة أخرى، وجهان لعملة واحدة. كانت لهذين النظامين مساهمة كبيرة في قيام "داعش". لمصلحة من كان يعمل نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي في العام 2014 عندما سمح لـ"داعش" بالاستيلاء على مدينة الموصل؟ عندما تجيب الإدارة الاميركية عن هذا السؤال، لا يعود صعبا عليها الاعتراف بانّ لا مجال لتنافس بين الاولويات. هناك أولوية واحدة تتمثل في ان ليس في الإمكان الفصل بين الحرب على الإرهاب وبين من يقف وراء "داعش". يفترض ان يكون بين المسؤولين الاميبركيين الذين قاتلوا في العراق، مثل الجنرال جيمس ماتيس (وزير الدفاع) والجنرال ماك ماستر (مستشار الامن القومي) من يدرك هذه الحقائق التي تصلح لوضع الأسس لسياسة أميركية مختلفة كلّيا. انّها سياسة أميركية يصلح بعدها القول ان دونالد ترامب ليس باراك أوباما وانّه ليس اسير العلاقة بروسيا مثلما كان سلفه اسير عقدة الملفّ النووي الايراني والجهل بالمشروع التوسّعي الذي تنفّذه طهران. خيرالله خيرالله
مشاركة :