صنعاء - يشن إخوان اليمن حملة التشويه ضد الأعمال الإنسانية والتنموية التي تقوم بها دولة الإمارات في جزيرة سقطرى بالتزامن مع حشد القوات الحكومية اليمنية جنودها وعتادها مسنودة بالتحالف العربي، استعدادا لخوض معركة فاصلة لتحرير ميناء ومدينة الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين. واعتبر مراقبون أن الحملة المعلنة من طرف عناصر تابعة لحزب الإصلاح ضد الأدوار الإماراتية في اليمن، تصب في إطار محاولة إرباك العملية المرتقبة لتحرير مدينة الحديدة في ظل ما يروج من معلومات تكشف عن أصداء خلافات بين الحوثي وصالح. ففي الوقت الذي تعد فيه قوات هادي والتحالف العربي العدة لبدء العملية ذكرت وسائل إعلام تابعة لأنصارالله بحل حكومة صنعاء، وتسليم زمام الإدارة للجان الثورية التي شكلها الحوثيون عقب اجتياح صنعاء والتي كان حلها شرطا أساسيا للرئيس السابق للانخراط في حكومة مشتركة مع الحوثيين. وتتحدث مصادر إعلامية عن جاهزية التحالف بشكل كامل للدخول إلى ميناء الحديدة ومواجهه قوات علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي فضلا عن أنباء عن وصول طائرات أميركية تصل إلى مطار الحديدة تحمل عتاد عسكري وأسلحه خفيفة وثقيلة للمشاركة في المعركة. وانطلقت عملية الرمح الذهبي التي قادتها القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي إلى الأمام بطول السّاحل الغربي لليمن، حيث تحركت من مضيق باب المندب إلى وادي الضباب وعبر مدينة المخا في تعز. وتعمل قوات الحكومة حاليًا على السيطرة على المراكز السكانية مع الحرص على حماية أجنحتها. ومع استعادة الجزء الأكبر من ساحل تعز، فإنهم حققوا هدفهم تقريبًا. وتبتعد القوات الحكومية الآن فقط بمسافة 80 إلى 90 ميلا (129 إلى 145 كيلومترًا) جنوب مدينة الحديدة الساحلية، وهي واحدة من المناطق الأكثر أهمية تحت سيطرة الحوثيين. ويقول متابعون أن تصاعد الحملات الإعلامية ضد الإمارات والتي يشرف عليها إخوان اليمن في هذا التوقيت بالذات تعكس حالة الإرباك التي بات عليها هؤلاء وحلفائهم، وهم بهذا يحاولون إرسال رسائل تشويه استباقا لما ستؤول إليه المعركة في ظل ترجيح المراقبين لكفة حكومة الشرعية وقوات التحالف في المعركة المرتقبة ذات الرهانات الكبير. ولهذا يشن حزب الإصلاح حملته الراهنة تماشيا مع ما دأب عليه في السنوات الأخيرة من تحركات ترافق كل خطوة تقوم بها الإمارات باتجاه تثبيت الأمن ورفع وتيرة التنمية والتطور الاقتصادي. ولا يستغرب المتابعون مثل هذه الخطوة باعتبار أنها صادرة عن الأطراف التي ساهمت في دمار اليمن بسبب إصرارها على حساباتها السياسية الذاتية التي لتتعارض مع حاجة اليمنيين إلى الاستقرار. ويرجح المراقبون أن يكون تزامن توقيت الحملة مع اقتراب موعد المعركة، بسبب ما إدراك هؤلاء للوضعية التي سيؤول إليها ميناء الحديدة في حال استرجاعه من المتمردين شأنه في ذلك شأن ميناء عدن. إذ لعبت الإمارات وما زالت تلعب دوراً كبيراً في إعادة الحياة إلى طبيعتها في الميناء، حيث تكفلت بتأهيل وإعادة إعمار المؤسسات والمرافق الخدمية في العاصمة المؤقتة عدن. وهو ذات الدور المرتقب مع ميناء الحديدة الاستراتيجي. ولكن وفي ظل ما يروج عن كيفيات استغلال الميناء من قبل الحوثيين وصالح وأنصارهم والتي تتجه أساسا في سياق استغلاله لنقل السلاح من إيران، فإن إخوان اليمن وحلفاء المتمردين اليمنيين لن يكونوا مستعدين للقبول بأدوار جديدة للميناء حتى وإن كانت تصب في إطار إعادة الحياة إليه. وأطلق ناشطون من حزب الإصلاح وآخرون من الحوثيين حملة منظمة للتشكيك في الأعمال الإنسانية والخيرية والتنموية التي تقوم بها مؤسسات إماراتية في جزيرة سقطرى، والتي تمت وفقا لاتفاق مع الحكومة اليمنية عقب إعصاري "ميغ" و"تشابالا" اللذين ضربا الجزيرة في نوفمبر 2015 وتسببا في أضرار فادحة في البنية التحتية ومنازل السكان ومواردهم الاقتصادية. واستجابت دولة الإمارات في ذلك الوقت لمطالب الحكومة الشرعية التي أبدت عجزها عن تقديم أي مساعدة لسكان الجزيرة في ظل استمرار تداعيات الانقلاب التي أتت على موارد الدولة بشكل كامل وانشغال الأطراف السياسية بالصراع السياسي والحرب المستعرة في مختلف الجبهات. وسعت الإمارات على مدار سنوات الحرب التي مازالت متواصلة في اليمن لإعادة الحياة لليمنيين وإعمار البلد الذي أنهكته سنوات من الحرب. وقد كان لها نصيب الأسد في هذه العملية بما تبذله من جهود كبيرة على المستوى العمل الإنساني لا سيما في الفترة الأخيرة في مختلف المحافظات المحررة سواء على مستوى تقديم المساعدات اليومية للمدنيين أو على مستوى البنية التحتية.
مشاركة :