نيويورك - يعقد مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة اجتماعا طارئا للتباحث في الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة في وقت مبكر على قاعدة عسكرية بوسط سوريا بعد ثلاثة أيام على هجوم كيميائي على بلدة خان شيخون أوقع عشرات القتلى. وطلبت روسيا، الحليف الرئيسي لسوريا بعقد الاجتماع بعد أن نددت بالضربة الأميركية التي اعتبرت أنها "عدوان على دولة ذات سيادة". ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله الجمعة إن روسيا طالبت بعقد اجتماع طارئ لقوة عمل وقف إطلاق النار التابعة للأمم المتحدة في جنيف لمناقشة الضربات الصاروخية الأميركية في سوريا. ومثل هذه الاجتماعات يقودها مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا. وتأسست قوة العمل في أوائل 2016 بدعم أميركي روسي وهي منتدى للدبلوماسيين لمناقشة انتهاكات وقف إطلاق النار الهش في سوريا. وقال المصدر الدبلوماسي للوكالة إن موسكو تريد عقد الاجتماع في جنيف على الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش، مضيفا أن قوة العمل "ستناقش الوضع على الأرض فيما يتصل بالضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت قاعدة الشعيرات السورية." ووجه الجيش الأميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية للنظام السوري ردا على هجوم كيميائي اتهمت واشنطن دمشق بتنفيذه على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا الثلاثاء. ونفت الحكومة السورية تنفيذ هجوم كيميائي، فيما أفادت حليفتها روسيا بأن الطيران الحربي السوري قصف في خان شيخون "مستودعا لإرهابيين" يحتوي "مواد سامة". وكان مجلس الأمن فشل خلال جلسة الخميس في الاتفاق على شروط التحقيق حول الهجوم الكيميائي. وقالت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن أعضاء المجلس سيعقدون الجمعة اجتماعا مفتوحا وسيستمعون إلى عرض للعمل العسكري الأميركي. وتتولى الولايات المتحدة خلال ابريل/نيسان الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. وعبر مسؤولان كبيران في الاتحاد الأوروبي الجمعة عن تأييد حذر للضربات الصاروخية الأميركية في سوريا. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في تغريدة على تويتر "الضربات الأميركية تظهر التصميم الذي نحتاجه ضد الهجمات الكيماوية الهمجية. الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الولايات المتحدة لوضع حد للوحشية في سوريا." وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنه "يتفهم" الجهود المبذولة لمنع وقوع المزيد من الهجمات الكيماوية. وتابع في بيان "أبلغت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي بأن هذه الضربات محدودة وتهدف إلى ردع ارتكاب المزيد من الفظائع بأسلحة كيماوية." وأضاف "الاستخدام المتكرر لمثل هذه الأسلحة يستدعي الرد. هناك فرق واضح بين الضربات الجوية على أهداف عسكرية واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين." ويؤيد الاتحاد الأوروبي المعارضة السورية وبعض المعارضين المعتدلين المسلحين الذين يشاركون في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة مع ممثلي الحكومة السورية التي تدعمها روسيا وإيران. إيران تتهم واتهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة الولايات المتحدة باستخدام "ادعاءات كاذبة" لشن ضربة على قاعدة عسكرية في وسط سوريا وبأنها تقف إلى جانب تنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية. وكتب ظريف في تغريدة إن "الولايات المتحدة ساعدت (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين على استخدام أسلحة كيميائية ضد ايران في ثمانينات القرن الماضي. ثم استخدمت ادعاءات كاذبة حول الأسلحة الكيميائية (اولا لمهاجمة العراق) في 2003 والآن في سوريا". وأضاف في تغريدة ثانية "لم يمض عقدان منذ 11 سبتمبر/ايلول والعسكريون الأميركيون يقاتلون إلى جانب القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا واليمن". وقبل ذلك بقليل دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "بشدة" الضربات الأميركية التي نفذت في وقت مبكر الجمعة على قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا، في أول ضربة أميركية ضد الجيش السوري. وقالت واشنطن إن الضربات رد على هجوم كيميائي مفترض على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب الثلاثاء نسب إلى النظام الذي يقوده بشار الأسد. ونفى النظام السوري شن هجوم كيميائي ووصف الضربة الأميركية بأنها تصرف "ارعن غير مسؤول". وأكدت دمشق وموسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة". وقتل أكثر من 320 ألف شخص جراء النزاع السوري المستمر منذ ست سنوات ويسعى النظام السوري لاستعادة السيطرة على معاقل الفصائل المقاتلة والجهاديين لا سيما في محافظة إدلب.
مشاركة :