صواريخ «توماهوك» تدمر «الشعيرات» وواشنطن تهدد الأسد بالمزيد «إذا تخطى الخطوط الحمراء»

  • 4/8/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت الولايات المتحدة أمس الجمعة عشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن هجوما مميتا بأسلحة كيماوية انطلق منها هذا الأسبوع، وذلك في أول هجوم أمريكي مباشر على نظام بشار الأسد في الحرب الأهلية المستعرة منذ ستة أعوام، وهو أكبر قرار في السياسة الخارجية لواشنطن حتى الآن والذي لم يتخذه سلف الرئيس الحالي باراك أوباما. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن «59 صاروخ توماهوك استهدفت طائرات وحظائر طائرات محصنة ومناطق لتخزين الوقود والمواد اللوجيستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات» في قاعد «الشعيرات» العسكرية الجوية قرب حمص. وأضاف مسؤول أمريكي أن الصواريخ أصابت أهدافها في الساعة 3:45 صباحا بتوقيت سوريا امس الجمعة. وانطلقت الصواريخ من مدمرات أمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط. وقال ترامب وهو يعلن عن الهجوم من منتجعه في فلوريدا حيث كان يجتمع بالرئيس الصيني شي جين بينغ «فشلت كل المحاولات السابقة التي دامت سنوات في تغيير سلوك الأسد.. فشلت فشلا ذريعا».وقال معلقا على الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة أدلب يوم الثلاثاء وحملت دول غربية قوات الأسد مسؤوليته «حتى الرضع قتلوا بقسوة في هذا الهجوم الوحشي». وقتل أكثر من 80 شخصاً في مجزرة خان شيخون التي صدمت العالم أجمع. إلا إن واشنطن لمحت إن عقابها للأسد على هذه المجزرة محصور في هذه الضربة، من غير الإشارة إلى احتمالية الاستمرار في الهجمات. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون «هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر... لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا فيما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سوريا حاليا. لم يحدث تغيير في هذا الوضع».وفي معرض رده على الضربات الأمريكية، أعلن الجيش السوري الحر أمس أنه يخشى عمليات انتقامية من الأسد وحلفائه ضد المدنيين ردا على الغارة الأمريكية. ورحب الجيش السوري الحر بالغارة الأمريكية في بيان، وقال «مسؤولية أمريكا لا تزال كبيرة ولا تنتهي بالعملية، وإن العمل العسكري يجب أن يستمر لمنع الحكومة السورية من استخدام القواعد الجوية والأسلحة المحظورة». ووصف الحر الضربات الأمريكية بأنها «نقطة البداية الصحيحة في مواجهة الإرهاب والعنف والإجرام، وإيجاد حل سلمي عادل ومرضٍ للسوريين».من جانبه دعا رئيس وفد الثورة السورية العسكري وكبير المفاوضيين، محمد علوش أمس إلى ضربات جوية دولية على كل القواعد الجوية السورية وذلك بعد هجوم صاروخي أمريكي على قاعدة الشعيرات في مدينة حمص التي استهدفت بـ 59 صاروخاً. وأضاف القيادي محمد علوش في اتصال مع قناة الحدث «نحن ندعو إلى أن تكون الضربات مشتركة من جميع أنحاء دول العالم في كل المطارات التي يتم استهداف السوريين منها». في المقابل، عبرت دمشق وموسكو عن غضب بالغ بعد القصف الامريكي. وردت موسكو بعنف على الضربة الامريكية، وأعلنت أمس تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين على الرغم من أن واشنطن طالبتها بعدم فعل ذلك. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأمريكية «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذرا من أنها تلحق «ضررا هائلا» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. وأعلن الجيش الروسي أمس أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأمريكية. وقال المتحدث باسم الجيش إيغور كوناشنكوف «من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية». ودانت إيران بدورها «بشدة» الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية للنظام السوري.واعتبرت الرئاسة السورية في بيان أمس الضربة الامريكية تصرفا «ارعن غير مسؤول». واعتبرت ان هذا «الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى (...) من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول واخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم».واشار المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته الى مقتل سبعة عسكريين في الضربة الامريكية في المطار، فيما أكدت موسكو تدمير تسع طائرات تابعة لجيش النظام. وأتت الضربة العسكرية الامريكية بعيد فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصا على الاقل بينهم 30 طفلا. وقال مسؤولون امريكيون ان القصف ألحق «اضرارا كبيرة» بالمطار و«دمّر طائرات» وبنية تحتية، ما من شأنه ان «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات». واستهدفت صواريخ التوماهوك بشكل اساسي «حظائر الطيران»، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن من جهته ان «المطار دمر بشكل شبه كامل».

مشاركة :