تحت شعار «الجلوس هو التدخين الجديد» افتتح في كولون المعرض الدولي للياقة البدنية والصحة 6 - 9 من أبريل (نيسان) الحالي. ويثبت المعرض أن اللياقة البدنية أصبحت اللعبة الشعبية الأولى، وتفوقت على كرة القدم لأول مرة. يكشف هذه الشعبية مشاركة 1019 شركة من 50 دولة في المعرض هذه العام، ستعرض أجهزتها وموادها الغذائية وملابسها وتجهيزاتها على مساحة 160 ألف متر مربع. وينتظر أن يزور المعرض أكثر من 150 ألفاً خلال أربعة أيام، بينهم أكثر من 83 ألف متخصص، وحشد هائل من الرياضيين البارزين، وتتخلله الكثير من عروض الأجسام من قبل أبطال عالميين. وأعلن المعرض منذ الخميس الماضي نفاد بطاقات الدخول إلى المعرض خلال أيام نهاية الأسبوع. وأصبحت استوديوهات الرياضة البدنية تنافس ملاعب كرة القدم وغيرها، بحسب تصريح رالف شولتز لـ«الشرق الأوسط»، بحكم نيل أكثر من 10 ملايين ألماني بطاقة العضوية في هذه الاستوديوهات (9.3 مليون في بريطانيا و5.5 مليون في فرنسا). عموماً، تحول معرض كولون، القريب من نهر الراين، إلى ساحة ألعاب واستعراضات رياضية ضخمة. وخرجت الكثير من الشركات من القاعات لتستعرض أجهزتها في الهواء الطلق، مستغلة اعتدال الجو في هذه الأيام. وفي حين خصصت القاعة 9 الكبيرة لأجهزة بناء الأجسام، واستعراض العضلات، خصصت القاعة 4 لاستعراض الملابس الرياضية ولعالم «الرياضة الجماعية»، التي أصبحت من النزعات الجديدة المهمة في عالم اللياقة. كما خصصت القاعة 3 لشركات المشروبات والأغذية الصحية التي لا يمكن فصل أي برنامج للياقة عنها. وتعتبر الرياضة المائية (اكواسبورت) من أهم نزعات المعرض، واضطرت إدارة المعرض إلى حفر أحواض مائية ضخمة في القاعة 4؛ لتتم عليها العروض. وعرضت شركة «بيكا» مرتبات إلكترونية عائمة يجري عليها العارضون تمارينهم، كما تسنى للزوار المشاركة في العروض. فالرياضة تحت الماء أصبحت محبذة، ومنها الملاكمة تحت الماء ضد كيس الملاكمة، والمشي تحت الماء...إلخ. والفكرة هي استخدام مقاومة الماء بدل الأثقال في الحركة وتمرين العضلات والمفاصل. وذكر شولتز، أن سبب شيوع الرياضة البدنية بهذا الشكل لا يعود إلى الوعي الصحي فقط؛ لأن الممارسة الجماعية للألعاب الرياضية، ومزج أجهزة التدريب بأجهزة اللعب والتمتع، زادت من شعبيتها. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن شركات التأمين الصحية صارت تغطي تكاليف معظم الألعاب الرياضية الطبية؛ نظراً لأهميتها. وأشار إلى أن قلة الحركة والأمراض الناجمة عنها تكلف شركات التأمين الصحية الألمانية مبلغ 16 مليار يورو. ومن مصلحة هذه الشركات أن تشجع اللياقة البدنية، وتعطي تكاليفها للمحتاجين. وفي القاعة 4 الجناح 1، يستطيع المرء هنا تجربة المنشفة الرياضية «س ت1» من شركة «أثليتيك اندستريز». والمنشفة واحدة من الابتكارات الجديدة المرشحة للفوز بجائزة المعرض للابتكار. وهي منشفة قطنية، لكنها غير عادية وتنسجم مع الأجهزة كافة، ومكسوة بمادة تمنع انزلاقها على الأجهزة. ثم إن فيها «وجهين» متميزين، أحدهما لتنشيف الوجه والجسم، والآخر للوضع على الجهاز، وهو ابتكار صحي 100 في المائة. ورتبت الشركة في المنشفة جيباً صغيراً يتسع للمفاتيح وهوية العضوية والسمارت فون. شركة «في إي سيفن» عرضت في القاعة 4 دكة للتمارين يمكن للمتدرب التحكم بطولها وعرضها بحسب قياسات جسده. ويمكن التمرين عليها جلوساً وانبطاحاً، وتمنح مجالاً كبيراً لحركة الجسم عند توسيع عرضها من 40 إلى 60 سم. ونقلت شركة «ترانس اتلانتيك» استوديوها المتنقل في الهواء الطلق باسم «فونس س». وهي محطة تمارين، مع أجهزتها، يمكن نقلها بواسطة الشاحنة لأنها صغيرة. ويمكن توسيع المحطة، بعد إنزالها من على الشاحنة، إلى قمرة مساحتها 6X8.5 متر، تحتوي على أجهزة تدريب متنوعة تكفي لتدريب 10 أفراد. وهناك أربعة أجهزة معلقة من قبة سقفها التي يبلغ ارتفاعها 3 أمتار. كما يمكن نصب أجهزة ملحقة على جوانبها الخارجية ترفع طاقة استيعابها إلى 25 متدرباً. وتقول الشركة إن المرء يحتاج إلى 10 دقائق لتجهيز القمرة للتمارين المختلفة. في المجال الصحي، عرضت شركة «سي إس إي إنترتينمنت» في الجناح 6 نظام «أكتيف فور» لتحسين القدرات العضلية للأطفال والمسنين المعانين ضعف العضلات. يتألف النظام من ألعاب تدمج المتعة والتفكير بالحركة، ويمكن لأربعة أفراد اللعب عليها بعد الجلوس أو الوقوف على أربع منصات «تفاعلية». وتظهر نتائج اللعب والنقاط المتحققة على أربع شاشات تواجه كل لاعب. والهدف من الألعاب هو تحسين حركة العضلات وردود أفعالها، وتعزيز قدرة المسنين والأطفال على التوازن والانسجام أثناء الحركة. النظام المعروض يحتوي على أربعة ألعاب مختلفة، لكن من الممكن شراء ألعاب أخرى وإضافتها إلى النظام. من الشركة نفسها، وفي القاعة نفسها، استعرض اللاعبون جدار «آي وول» الإلكتروني. وهو نوع من الأجهزة التي يطلق عليها في عالم اللياقة البدنية أجهزة «اكسرغيم»، أي الجمع بين التمرين (اكسرسايز) واللعب (غيم). وهو جدار خفيف يمكن نصبه على أي جدار بسهولة ويتألف من كومبيوتر وشاشتين كبيرتين إلكترونيتين، وجهاز عرض (بيمر)، وجهاز سيطرة على الحركة. والتمرن أمام الجدار، الذي يظهر صورة المتدرب وحركته والبيانات حول الحركة، يحرك عضلات عدة في الجسم كل مرة، ويعزز الانسجام والتوازن في حركة المرضى. واعتبرت إدارة المعرض طريقة «التمرين بالتحفيز الكهربائي» من صيحات المعرض الجديدة رغم أنها تعود إلى سنوات خلت. والسبب يعود إلى أن شركة «إي إم إس» حولت التمرن على الأجهزة الثابتة في الاستوديو إلى طريقة متنقلة. ويعود الفضل في ذلك إلى محفز كهربائي مدمج بالملابس الرياضية يحفز العضلات كهربائيا في العمق، ويزيد من كفاءة الرياضي. ومنحت الشركة الملابس اسم «إيزي موشن سكن» وسعرها حالياً، لا يقل عن 3000 يورو. كما قدمت شركة «اندبندت وورك أوت» على القاعة 4 الجناح 1 جهازاً طبياً لإعادة تأهيل المصابين عن طريق الرياضة الصحية، تقول الشركة إن «شركات التأمين الصحي الألمانية كافة وافقت على تغطية نفقاته للمريض». تتخصص شركة «بودي جي» السويسرية في إنتاج الأجهزة الصغيرة، مثل الأساور والساعات، التي تقيس البيانات الجسدية عند تأدية الرياضة، مثل المسافة المقطوعة ودقات القلب. وقدمت الشركة على القاعة 7 جهاز «3 بودي تراكينغ» الذي يظهر على الشاشة، بالصور المجسمة، كيف يتأثر الجسم وأعضاؤه بالتمرين. ويتلف النظام من جهاز مسح (سكانر) وتطبيقي ويب، أحدهما لسمارت فون المدرب، وآخر لسمارت فون المتدرب. سبق لدراسات علمية ألمانية أن أشارت إلى أن تسلق السلالم في المباني العالية أفضل بكثير للصحة من الركض في الشوارع، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بخفض الوزن أو الحفاظ عليه. ولهذا؛ فقد أنتجت شركة «تريبة 1» الألمانية سلماً كهربائياً لا يزيد ارتفاعه على مترين، لكنه متحرك ويتسلق عليه الرياضي كما يركض على السلالم. وعلى هذه الأساس قدمت شركة أخرى نظاماً لتسلق الجدران يجري أفقياً، ولكنه يتطلب جهد التسلق العمودي نفسه، ولا يقل كفاءة ومتعة عن غيره. وربما أن أكثر التمارين التي اجتذبت الصحافيين والكاميرات هي تمارين «الأمومة والطفولة» التي عرضتها مجموعة من النساء بقيادة ريبيكا كولر وزوجها. وهي طريقة مبتكرة تلعب فيها الأم الرياضة والطفل على كتفها أو على ظهرها، وتستخدمه وزنا في الرياضة. وتقول كولر إن الفكرة واتتها في مدينة الكاب (جنوب أفريقيا) بينما كانت في فندق مع زوجها؛ إذ إنها استخدمت طفلها (سنتين) وهي تؤدي الرياضة، ونجح ذلك في استعادة وزنها السابق قبل الحمل. ومعظم الابتكارات المذكورة مرشحة للفوز بواحدة من ثلاث جوائز جديدة يمنحها المعرض كل سنة. وهي جائزة المعرض، وجائزة الرياضيين المتخصصين، والجائزة التي يمنحها الزوار. ويفترض في الجهاز المرشح أن يكون ابتكاراً جديداً، أو نظاماً يعزز النزعات الأساسية في المعرض. أمام هذه الكثرة من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تحقق الأجهزة التقليدية مثل الدراجة الثابتة والترامبولين نهضة جديدة في المعرض، ولكن بفضل الإضافات الإلكترونية التي تربط التمارين بالصحة. وتشير إحصائية المعرض إلى أن 12.3 في المائة من الألمان يحملون بطاقة العضوية في نوادي اللياقة البدنية، لكن أبطال بطاقات العضوية في المنشئات اللياقة البدنية هم السويديون 21.1 في المائة، يليهم النرويجيون 19.2 في المائة والهولنديون بنسبة 16.7 في المائة.
مشاركة :