التقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها الأمين العام إلى تونس للمشاركة في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب. وتناول اللقاء سبل دفع جهود دول جوار ليبيا للتوصل لإنهاء الأزمة في البلاد، فيما أكد المبعوث العربي في ليبيا أن جهوده تنصب على تقليص التدخلات الخارجية التي تدعم الميليشيات. وعلمت «الشرق الأوسط» أن اللقاء ركز على المعالجات العربية لقضايا سوريا وليبيا، في ظل المحاولات التي تجرى حاليا لجمع أطراف الأزمة، وخاصة توفيق وجهات النظر بين المستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، الذي يزور تونس حاليا للتشاور مع القيادة التونسية حول مستجدات الوضع على الساحة الليبية، وإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الفرنسي، الذي يزور تونس أيضا. ومن المقرر أن تنطلق جولة أخرى لدول الجوار الليبي في الجزائر خلال الشهر الجاري للنظر في دعوة القوى السياسية للحوار، خاصة في ظل تعثر تنفيذ الدعوة التي أطلقها المستشار عقيلة صالح لإجراء الانتخابات، حيث أكد رئيس الهيئة العليا للانتخابات صعوبة إجراء الانتخابات وتفضيل تنفيذ اتفاق الصخيرات. وتضم اجتماعات دول جوار ليبيا كلا من مصر وتونس والجزائر وتشاد والنيجر والسودان. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مبعوث الأمين العام للجامعة صلاح الدين الجمالي، سوف يبدأ جولة إلى بعض دول الجوار الليبي، وهي النيجر، وتشاد، والسودان. وفى تصريحات خاصة للسفير صلاح الدين الجمالي لـ«الشرق الأوسط» أوضح أن أهم عنصر لإنجاح مهمته كمبعوث عربي هو تحقيق الانسجام في المواقف والدعم العربي لليبيا وتقليص مساحات التدخلات الخارجية التي تدعم عمل الميليشيات. من جانبه، أوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن اللقاء مع الرئيس التونسي شهد تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة ما يتعلق بالأزمة السورية، وذلك في ضوء التطورات التي شهدتها هذه الأزمة خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى تناول أبعاد الوضع في ليبيا، والجهود المختلفة المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وإحلال كامل الأمن والاستقرار في هذا البلد العربي، بما في ذلك الجهود التي تبذلها دول جوار ليبيا، ومن بينها تونس، في هذا الصدد، وعمل الآلية الرباعية المعنية بالوضع في ليبيا، التي تضم كلا من الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والاتصالات التي يجريها الممثل الخاص لأمين عام الجامعة العربية المعني بالوضع في ليبيا. وأشار إلى أن اللقاء شهد أيضا استعراض أهم نتائج القمة العربية الثامنة والعشرين التي عقدت بالأردن، وكيفية العمل على تنفيذ مقررات هذه القمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبما يمكن أن يسهم في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك خلال المرحلة المقبلة، حيث حرص الرئيس التونسي على الإشارة إلى أهمية دور الجامعة العربية في هذا الإطار، مع الإعراب عن مساندته للجهود التي يبذلها الأمين العام من أجل تنشيط عمل الجامعة وانخراطها في تناول مختلف القضايا العربية ذات الأولوية، خاصة تلك المتعلقة بالأزمات التي مرت بها المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة. وأضاف أن الأمين العام للجامعة حرص بدوره على تأكيد تطلعه لاستمرار التواصل والحوار القائم مع الرئيس السبسي، ومع الجانب التونسي بشكل عام، حول التطورات الجارية في الساحة العربية، مع الإعراب عن تقديره للجهود التونسية الهامة الرامية لدعم العمل العربي، وهو ما تجسد خلال رئاسة تونس للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في الفترة السابقة على انعقاد القمة العربية الأخيرة. شجع رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف أمس الجمعة أثناء زيارته إلى تونس حكومة هذا البلد على مواصلة الإصلاحات، مكررا تأكيد دعم باريس المالي و«ثقتها» في هذه الديمقراطية اليافعة التي يعاني اقتصادها من ضعف. وقال كازنوف أثناء طاولة مستديرة مع ممثلي المجتمع المدني التونسي: «نقدم مساعدتنا، وشركاتنا حاضرة لم تغادر، ولن تغادر». أضاف: «في الوقت نفسه يجب إجراء إصلاحات اقتصادية بحيث تستفيد شركاتنا أيضا من نظام حيوي يضمن لها مردودا على جهودها الاستثمارية»، مؤكدا أن تونس تسير «على طريق إيجابية جدا» من هذا المنطلق. كما شدد مع مطالبة المشاركين في اللقاء فرنسا بذل المزيد لصالح تونس، على أن باريس «تتقدم بأشواط» على غيرها بصفتها «أول جهة مانحة» لتونس التي قدمت لها 1.2 مليار يورو على خمس سنوات. أضاف أن «ما بنيناه حتى الآن راسخ ولا يمكن إعادة النظر فيه» بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة.
مشاركة :