قبول الألمان للاجئين..."ثقافة الترحيب" على المحك؟

  • 4/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اللاجئون و"ثقافة الترحيب" من قبل الألمان. نتائج جديدة توصلت إليها دراسة أجرتها مؤسسة برتلسمان، والدراسة تدور حول استعداد الألمان لقبول اللاجئين. النتائج الجديدة جاءت مختلفة عما كانت عليه في عام 2015 يندرج مفهوم "ثقافة الترحيب" ضمن السياسة الألمانية الصديقة للاجئين. فعلى عكس الدول الأوروبية المجاورة، قامت ألمانيا بتقديم مكان جديد للعيش للاجئين والمهاجرين، كما منحتهم فرصا للاندماج في هذا البلد. مصطلح "ثقافة الترحيب"، ليس جديدا على الثقافة الألمانية، بل له جذور قديمة، لدرجةِ أن بعضاً من الصحف الانكليزية مثل"غارديان" ومجلة "إيكونوميست" الانكليزية المعتبرة استخدمت هذا المصطلح بصيغته الألمانية. خدوش طالت "ثقافة الترحيب" مؤسسة برتلسمان، أجرت مؤخرا، استطلاعا حول "ثقافة الترحيب" القديمة المعروفة في ألمانيا. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن هذه الثقافة لازالت موضع ترحيب الناس رغم التزايد الحاد في أعداد اللاجئين في السنوات الأخيرة. وقال الباحثون في بيان لهم، أظهرت نتائج الاختبار تمسك الألمان بثقافة الترحيب، إلا أنّ هناك خدوشا طالت هذا المصطلح. وفي حواره لموقع DW، أكد أولريش كوبر خبيرالهجرة في مؤسسة برتلسمان، أنّ "من الرائع جدا التمسك الشديد بهذه الثقافة بعد هاتين السنتين الاستثنائيتين"، واللتان شهدتا تزايدا قياسيا في أعداد اللاجئين. واستطرد كوبر بالقول "كنا نتوقع، ارتفاعا ملحوظا في تغير المزاج" في يناير/كانون الثاني 2017 قام معهد استطلاع الرأي العام "كنتارإيمنيد"، وبتكليف من مؤسسة برتلمسان، بإجراء استطلاع حول "ثقافة الترحيب" في جميع أنحاء ألمانيا. وأجري الاستطلاع هاتفيا، وشارك فيه 2014 شخصا بأعمار مختلفة، تبدأ من سن الـ14 عاما. طرح أسئلة الاستطلاع جرى بأسلوب خفي! في البداية، لم يكن الأمر يدور حول الرأي الشخصي للمشاركين، بل عن وجهة نظرهم تجاه انفتاح الألمان والجهات الحكومية على المهاجرين واللاجئين. وكان الدافع وراء هذا الأسلوب الخفي في طرح الأسئلة هو أن الخبراء كانوا يخشون أن يقوم المشاركون بإظهار أنفسهم بمظهر متسامح أكثر مما هم عليه في الواقع، كي لا تُدان مواقفهم، أي فيما يعرف بـ "مشكلة المرغوبية الإجتماعية". وأثناء الاستطلاع الذي أجري حول "ثقافة الترحيب"، ميّز القائمون على الاستطلاع بين اللاجئين والمهاجرين الذين يأتون إلى ألمانيا بحثا عن العلم والعمل. أكثرمن 70 بالمئة من المشاركين قالوا أن الفئتين مرحب بهم من الجهات الرسمية في مناطقهم. لكن النمو السكاني، كان الأمر الأكثر غموضا بالنسبة للمشاركين. وبالمقابل عبّر 70 بالمئة من المشاركين عن ترحيبهم بالمهاجرين ذوي الكفاءات العالية. بينما عبّر 59 بالمئة فقط من المشاركين عن ترحيبهم باللاجئين ذوي الكفاءات العالية، ليكون الفارق في ترحيب الالمان بمهاجرين من ذوي الكفاءات مرتفعا عنه في ذوي الكفاءات من اللاجئين بنسبة 11 في المئة، وفي هذا السياق قال34 بالمئة أنه لا يمكن هنا الحديث عن "ثقافة الترحيب" تجاه اللاجئين من قبل السكان. نتائج مخالفة لعام 2015 شهد الرأي العام تغيرا واضحا تجاه اللاجئين. ففي عام 2015 وبتكليف من مؤسسة برتلسمان، أجري استطلاع للرأي حول موضوع اللاجئين. آنذاك سُئل المشاركون في الاستطلاع، كما هوالحال في يناير/كانون الثاني 2017، عما إذا كان من المفترض أن تستقبل ألمانيا مزيداً من اللاجئين، أم أنها وصلت إلى الحد الأقصى في القدرة على الاستقبال. آنذاك أجاب 51 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع، أن بإمكان ألمانيا استقبال المزيد وأن عليها القيام بذلك لضرورات إنسانية. ورأى 40 بالمئة فقط أن استقبال اللاجئين وصل إلى الحد الأقصى. لكن النسبة انعكست في عام 2017. إذ أجاب37 بالمئة فقط من المشاركين: أن على ألمانيا استقبال مزيد من اللاجئين، فيما رأى 54 بالمئة منهم أنّ أعداد اللاجئين الذين استقبلتهم ألمانيا وصلت الحد الأقصى. في السنوات الأخيرة استقبلت ألمانيا نسبة  من اللاجئين فاقت معظم الدول الأوروبية الأخرى. لذا يطالب المشاركون في الاستطلاع الحالي، أكثرمن استطلاع 2015، بضرورة توزيع اللاجئين وفقا لقواعد ثابتة. ويرى كوبر في حواره مع DW أنّ الاستعداد لاستقبال مزيد من اللاجئين ينخفض ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة "في أن يتم توزيع اللاجئين في كل أوروبا بشكل عادل" ويضيف كوبر بالقول "على ألمانيا أن تستخدم ثقلها بشكل أقوى لتذليل العقبات". اختلاف بين الفئات العمرية! جدير بالذكر أنّ هناك اختلافات كبيرة في"ثقافة الترحيب" الألمانية بين الفئات العمرية. في عام 2017 قال 51 بالمئة من المشاركين بالاستطلاع، ممن تراوحت أعمارهم بين 14 و29 عاما، إنّ ألمانيا يمكنها استقبال مزيد من اللاجئين ويتوجب عليها القيام بذلك. وعبر عن الرأي ذاته 35 بالمئة فقط من المشاركين الذين تتراواح أعمارهم بين 30و59 عاما. بينما مثل هذا الرأي 33 بالمئة فقط من المشاركين ضمن الفئة العمرية 60 عاما وأكثر، علما أن هذه الفئة العمرية وصلت نسبة الذين عبروا عن رأيهم بأن: ألمانيا يمكنها استقبال المزيد من اللاجئين ويتوجب عليها القيام بذلك، إلى 53 بالمئة في استطلاع 2015. أما اختلاف الآراء بين الأجيال فلم يتم بحثه علميا، ويعتقد كوبر أن ذلك يعود إلى أمور من بينها تركيب الفئات العمرية المختلفة. ويقول في هذا الخصوص: "ضمن الفئة العمرية 14 و29 عاما، كان هناك كثير من المشاركين من أصول مهاجرة، ما يجعل قبولهم للجنسيات الأخرى أمرا بديهي" ويستطرد كوبر بقوله "يرى كثيرون أن الهجرة تؤدي إلى مشاكل جمة في المدرسة، وهو ما لا يراه المشاركون الشباب، علما أن بعضهم ما زال يذهب إلى المدرسة". أما الفئة العمرية التي تضم مشاركين أعمارهم 60 عاما وأكثر، فلم تتضمن أشخاصا من أصول مهاجرة، والتنوع بالنسبة لهم هو موضوع مثير للمخاوف. كارلا بلايكه/دالين صلاحية © مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى المصدر:

مشاركة :