“إن موقفي حيال سوريا والأسد تغير بشكل كبير”، هكذا أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بارتكابه في خان شيخون في شمال غرب سوريا الثلاثاء، وأسفر عن سقوط 87 قتيلا. بعد 24 ساعة أمر الرئيس الأمريكي بضربة غير مسبوقة على قاعدة جوية سورية. وفي ما يلي أبرز المواقف في الأيام الثلاثة التي أعقبها تغير كبير في موقف ترامب من النزاع السوري، بعدما كان يعتبر رئيسا انعزاليا. أول رد فعل متأخر في اليوم نفسه لوقوع الهجوم، اكتفى الرئيس الأمريكي ببيان متأخر ندد فيه بـ”هجوم مروع، لا يمكن أن يتجاهله العالم المتحضر” لكن بدون تقديم أي استراتيجية. وأثار عدم الوضوح في موقف الإدارة غضب نواب جمهوريين في الكونجرس، في مقدمهم جون ماكين الذي ندد “بتراجع الولايات المتحدة وبفصل جديد مخز في التاريخ الأمريكي”. تغير اللهجة في اليوم التالي تغيرت اللهجة. وأكد ترامب، الأربعاء، أنه تأثر كثيرًا بصور الضحايا، قائلا إن “هذا الهجوم على أطفال كان له تاثير كبير علي” وإن موقفه من “سوريا والأسد تغير إلى حد كبير”. تحدث الرئيس الأمريكي بنبرة طغت عليها العاطفة خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، مشيرا إلى “أطفال، وحتى رضع، قتلوا في الهجوم. هذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام الأسد لا يمكن التسامح معها” مهددا للمرة الأولى بالتحرك. تغير الموقف من الأسد تأكد تغير اللهجة مع تشدد واشنطن حيال الرئيس السوري بشار الأسد. وأصبحت الإدارة تتحدث حاليا عن رحيله. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن “الدور المستقبلي للأسد غير مؤكد، وبالنظر إلى أفعاله يبدو أنه لن يمارس أي دور في حكم الشعب السوري”. قبل أسبوع من ذلك، أعلن تيلرسون بنفسه أن رحيل بشار الأسد ليس أولوية لواشنطن، وقال إن “مصير الرئيس الأسد على المدى الطويل يقرره الشعب السوري”. طريق مسدود في الامم المتحدة انتهت المفاوضات في مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يندد بهجوم خان شيخون، ويدعو إلى فتح تحقيق، إلى طريق مسدود. ورفضت روسيا أن تعرض حليفها السوري لتحقيق بتفويض من الأمم المتحدة. وعرضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، صور أطفال قتلوا في الهجوم خلال جلسة مجلس الأمن، ما أوحى باحتمال القيام بتحرك أحادي الجانب. ومن الطائرة الرئاسية التي أقلته إلى فلوريدا تحدث ترامب عن عمل عسكري وشيك. وقال “ما حصل في سوريا عار على الإنسانية، بالتالي أعتقد أن شيئا ما سيحصل” بدون إعطاء توضيحات. ضربة وقائية بعد ساعات من تصريحه، أطلقت سفينتان أمريكيتان 59 صاروخا من طراز توماهوك، على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في وسط البلاد. ومن منزله في فلوريدا، دعا دونالد ترامب، كل “الأمم المتحضرة” إلى العمل من أجل وقف حمام الدم في سوريا بعيد إصداره أمرا بهذه الضربة الوقائية، الأولى للولايات المتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :