لاتوجد ساحة فى العاصمة الاسبانية مدريد يقبل عليها الزائرون مثل ساحة بلازا مايور أو «الساحة الكبرى»، التي تحتفل بمرور 400 عام على إنشائها، وراء الأعمدة العتيقة في الساحة، تصطف المحلات ومطاعم أطباق البايلا الأسبانية الشهيرة، وتعلوها المباني المحيطة بالساحة والمكونة من أربعة طوابق، وسط الساحة الرائعة، يرتفع تمثال للملك فيليب الثالث ممتطيا جوادا. ويزور «بلازا مايور» سنويا أكثر من 10 ملايين شخص للاستمتاع بحصاها متعددة الألوان، وشهدت الساحة أحداثا كثيرة على مدى الـ400 عام الماضية. بداية من حرق مخالفي الكنيسة بمعرفة محاكم التفتيش، وحتى مصارعة الثيران والاحتفالات الملكية وحفلات الزفاف والأسواق، حيث تم استغلال الساحة في كل الأغراض التي يمكن تخيلها. وسقطت الساحة فريسة للنيران ثلاث مرات، كان أحدثها عام 1790 عندما التهمت النيران ثلثها. وتقول بلانكا هرنانديث، التي تعمل مرشدة سياحية في العاصمة الاسبانية منذ 30 عاما «مثل هذه الحرائق لم تكن غريبة، نظرا لأن المنازل مبنية من الأخشاب». وفي ذلك الوقت، اعتمد السكان أيضا على إضرام النار في الأماكن المفتوحة للطهي والتدفئة. ولكن دائما كان يتم إعادة بناء الساحة، والآن، وتكريما لها بعد مرور 400 عام على إنشائها، تضم الساحة جميع أنواع الأنشطة. يبلغ طول «بلازا مايور» 129 مترا وعرضها 94 مترا، أي أن مساحتها تزيد على مساحة ملعب كرة القدم، وهي تأخذ شكل المستطيل أكثر من المربع. وتقول هيرنانديث «في الغالب يشعر الزائرون للوهلة الأولى بالمفاجأة.. ما يدهشهم على نحو أكثر هو أنهم دخلوا عبر ممر صغير، وفجأة يجدون أنفسهم في ساحة عملاقة». وإلى جانب جمال الساحة، فإن لها طابعا مميزا يتسم بالصخب والضجيج، فضلا عما تتميز به من سحر خاص للحياة الاسبانية. تم بناء الساحة بشكلها الحالي على أنقاض «بلازا دل أرابال»، وهي ساحة السوق الرئيسية في ذلك الوقت، عندما قرر الملك فيليب الثاني عام 1561 نقل عاصمته إلى مدريد التي كانت مجرد بلدة صغيرة. وكان فيليب الثاني، أول من خطط لتجديد الساحة، ولكن فقط بحلول عام 1617، كلف الملك فيليب الثالث المهندس خوان جوميث دي مور بهذه المهمة وبدأت أخيرا أعمال تحول الساحة. وتقول هيرنانديث إنه لهذا السبب في الحقيقة لايوجد تاريخ محدد لذكرى افتتاح الساحة. ومع ذلك تقام الاحتفالات، ويشمل البرنامج الرسمي، الذي نشرته سلطات المدينة مؤخرا، حفلات غنائية ومهرجانات الباروك ذات الطابع الفني، وعروضا سينمائية ومسرحيات وحفلات تنكرية. (مدريد- د. ب.أ)
مشاركة :