بطانة الرحم المهاجرة... تحسّن مستمر في العلاجات

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يترافق داء بطانة الرحم المهاجرة مع الألم وضعف الخصوبة غالباً. لكن بفضل الخبراء تحقّق تقدّم لافت في طريقة التعامل مع المرض، تحديداً على مستوى الجراحة. يواجه معظم النساء خلال الدورة الشهرية نزفاً ارتدادياً، ما يعني عودة الدم إلى قنوات فالوب حاملاً أجزاءً من بطانة الرحم. يتخلص الجسم من معظم تلك الرواسب لكن يتراكم جزء منها، وتترسخ الرواسب على أعضاء أخرى أبرزها قنوات فالوب والمبيضان وحتى المثانة ومجرى البول والقولون والمستقيم. هذا هو مرض بطانة الرحم المهاجرة. في حالات استثنائية، قد تصل تلك الخلايا إلى الرئتين وبعض المفاصل. تحليل الأسباب جرت دراسات كثيرة لفهم سبب تراكم رواسب الدورة الشهرية الارتدادية في بعض الحالات، وتتعدد التفسيرات في هذا المجال: وجود قابلية وراثية، أو التعرّض لاضطرابات في الغدد الصماء، أو الإصابة بمرض من أمراض المناعة الذاتية. لكنّ أياً من هذه المعايير ليس حاسماً، وربما ينجم تطور الداء عن خليط من هذه العوامل. إذا ظهر داء بطانة الرحم المهاجرة بين سن البلوغ وانقطاع الطمث، يصعب توقّع مسار تطوره. تبقى حدّة المرض خفيفة في حالات كثيرة لكنه يتطور بوتيرة متسارعة وتتوسع الإصابات وتبلغ أعضاء مختلفة في حالات أخرى. لذا لا بد من استشارة الطبيب منذ البداية لمنع تفاقم الحالة. تسريع التشخيص على مرّ أجيال عدة، اعتُبر الألم الذي يرافق الدورة الشهرية طبيعياً وكان اكتشاف الداء يتأخر عموماً. اليوم، تصل المعلومات إلى النساء سريعاً بفضل حملات التوعية. يزداد عدد اللواتي يعرفن أن الألم الشديد في البطن خلال الدورة الشهرية ليس طبيعياً. يقوم الأطباء بهذا التشخيص حين يكون الألم المرتبط بالدورة الشهرية هائلاً أو حين تزداد حدّته. تتّضح الإصابات الواقعة في المثانة والمهبل والمستقيم حين تتبول المرأة أو تقيم علاقة جنسية أو تتغوط. لكن يصعب على المرأة والطبيب إيجاد رابط بين تلك المظاهر وبطانة الرحم المهاجرة. لذا تبرز الحاجة إلى تنظير البطن لتشخيص المرض. يسمح هذا الفحص برؤية الإصابات ويمكن أن يقترحه الطبيب بعد تصوير بالموجات فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي. تخفيف الأوجاع نادراً ما تكون مسكّنات الألم التقليدية فاعلة عند الإصابة بداء بطانة الرحم المهاجرة. لتخفيف الأوجاع، يمكن التفكير بطريقتين: الجراحة التي تتخلص من الإصابات والعلاج الهرموني المستمر الذي يكبح تطورها. يفضّل بعض الأطباء الخيار الأول، لكن يعتبر كثيرون أن الأدوية قد تكون مفيدة لأنها تمنع بدء الدورة الشهرية والأوجاع التي ترافقها.بحسب كل حالة، قد يصف الطبيب حبوب الأستروجين والبروجستين. يناسب هذا العلاج المرأة التي لا تفكر بالإنجاب على المدى القصير وتحتاج إلى أخذ وسائل منع الحمل. تمنع هذه الأدوية أيضاً الانتكاسات بعد الجراحة. في ما يخص المرأة التي ترغب في الإنجاب، يمكن تنظيم فترات بلا وسائل منع الحمل إذا كان مخزون المبيض كافياً لديها، وإلا يمكنها الإنجاب بمساعدة طبية. زيادة دقة الجراحات زادت دقة الجراحات بفضل أدوات جديدة تُستعمَل لاستكمال المبضع أو استبداله. في هذا المجال، يسمح الليزر وجهاز «بلازما جت» (يبث غازاً متأيناً بارداً يفصل بطانة الرحم عن بقية الأنسجة بطريقة بالغة الدقة) بسحب الإصابات من دون تضرر الأنسجة السليمة. يفيد هذا التقدّم المرأة التي خضعت للجراحة بسبب إصابتها بداء بطانة الرحم المهاجرة وتريد الحفاظ على خصوبتها: يمكن أن يستعمل الجراح طريقة تبخير الأكياس أو ثقبها بمواد كحولية. استُحدثت أيضاً طريقة تنفيذ الجراحة. حين تكون الجراحة عاجلة أو تهدف إلى رصد الإصابات وسحبها، قد يغفل الطبيب عن بعض الشوائب. في هذه الحالة، يمكن اللجوء إلى تصوير بطانة الرحم قبل كل جراحة، ثم يناقش الطبيب هذا الخيار مع المريضة بحسب عمرها وخصوبتها ورغبتها في الإنجاب والمخاطر المرتبطة بالجراحة (قد تحصل انتكاسة في 10 أو 20% من الحالات).

مشاركة :