«جوليت»... مواجهة بين الحب وسطوة المجتمع - مسرح

  • 4/9/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

حين يعزف الإنسان على لحن العشق، لن يكون للكلمات الكثير من المعنى... وعندما يقرر أن يعيش على ذكرى هذا العشق مهما عصفت به الرياح، فهذا يعني أنك تتحدث عن رميو وجوليت.هكذا تبدو احداث مسرحية «جوليت» التي تنتمي إلى المونودراما، حيث قدمتها مساء أول من أمس فرقة المسرح العربي ضمن فعاليات ملتقى فؤاد الشطي المسرحي الدولي الأول، وهي من تأليف نادية القناعي وإخراج علي العلي وبطولة الفنانة سماح.النص المسرحي لهذا العرض حمل دلالات مهمة في إظهار سطوة الأسرة والمجتمع حين يقرران حياة جديدة لجوليت بعيداً عن حالة الحب التي تعيش على ذكراها، ومن دون اعتبار للوضع النفسي وحلم العيش بمشاعر آمنة بلا آلم. فجوليت التي تعيش على ذكرى حبيبها بعدما أشيع انتحاره من أجلها، تأبى أن يأخذ أحد مكانه. إلا أن العادات والتقاليد تصوب باتجهاها سهاماً من دون رحمة بين الحين والآخر. كما أن النص حمل أيضاً رسائل اجتماعية متعددة، فهو لم يفضح سطوة المجتمع فحسب، ولكنه كشف أيضاً عن التأثيرات والانعكاسات التي تحدث نتيجة هذا السطو والغطرسة التي تنقل المشاعر والحياة لجوليت إلى منحنى آخر، فضلاً عن حالة الرفض التي انتهجتها وعبرت عنها بطلة العمل بشكل لافت.الأمر الآخر أن هذه التجربة للكاتبة نادية القناعي تنبأت بوجود مؤلفة سيكون لها مستقبل جيد، نظراً للحالة التي قدمتها والتي رسمت من خلالها بناء درامياً جيداً ظهر جلياً في التشابك بين الشخصيات والحالة الحوارية المتزنة التي ظهرت على خشبة المسرح.الممثلة سماح التي ملأت المسرح بمفردها، كانت تشع إبداعاً في كل اتجاه، فهي لم تجسد جوليت فقط، ولكنها جسدت كل الشخوص الموجودة في النص باقتدار، واستطاعت أن تقدم حالة من الحب، ليس بين روميو وجوليت فحسب، ولكن بينها وبين النص والخشبة وعاشت كل الحالات التي جسدتها بشكل متوازن درامياً، بل وساهمت بشكل كبير في تعاطف الجمهور مع ما يقدمه العرض من مفردات ودلالات وأحداث. ولعل البناء الدرامي الذي ساهم فيه المبدع علي العلي، جعل هناك رشاقة واضحة في العرض المسرحي.الأهم في مسرحية «جوليت» أنها كانت بمستوى الحدث، حين يتم الحديث عن الوفاء للراحل الكبير فؤاد الشطي، إذ إن فرقة المسرح العربي هي من قدمت هذا العمل الذي يحمل في مضمونه «حكاية الحب السرمدي» بكل ما تعنيه الكلمة. فكل العبارات التي قدمتها الفنانة سماح بكل الحب والألم، تؤكد ذلك، فضلاً عن أن المخرج علي العلي، والذي يعشق المسرح النوعي، كان ذكياً حين وظّف فضاء المسرح بشكل جيد، وهو ما خلق مساحة كبيرة للفنانة سماح كي تصول وتجول لتعبر عما تتعرض له جوليت حين قرر المجتمع أن تعيش حياتها كما يريد هو من دون اعتبار لأحلامها وعشقها لروميو واللحن الذي تعزف عليه.

مشاركة :