عواصم - وكالات - دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الرئيس السوري بشار الاسد إلى التنحي عن السلطة لتجنيب بلاده ويلات الحرب، مطالبا واشنطن وموسكو بوقف التدخل في هذا البلد.ويأتي تصريح الصدر بعد يوم من قصف أميركي لقاعدة جوية للجيش السوري ما اثار غضب دمشق وحليفيها الروسي والايراني.وقال الصدر في بيان «ادعو الجميع للانسحاب العسكري من سورية ليأخذ الشعب زمام الامور فهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره والا ستكون سورية عبارة عن ركام يكون المنتفع الوحيد هو الاحتلال والارهاب». واضاف: «من هنا على اميركا كف اذاها كما ان ذلك مطلوب من روسيا والفصائل الاخرى بل ولعلي اجد من الانصاف ان يقدم الرئيس بشار الاسد استقالته وان يتنحى عن الحكم حباً بسورية الحبيبة ليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الارهابيين».واقترح الصدر على الأسد ان «تعطي زمام الامر الى جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الارهاب لانقاذ الاراضي السورية بأسرع وقت ليكون له موقف تاريخي بطولي قبل ان يفوت الاوان».وأول من أمس، حذرت الولايات المتحدة من انها مستعدة لشن ضربات جديدة ضد نظام الأسد.وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكلي هايلي امام مجلس الامن في نيويورك، ان «الولايات المتحدة قامت بخطوة مدروسة جدا»، مضيفة: «نحن مستعدون للقيام بالمزيد، لكننا نأمل بألا يكون ذلك ضروريا».وكانت تتحدث خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن خصص لمناقشة اول عمل عسكري تقوم به واشنطن ضد نظام الاسد منذ اندلاع الحرب السورية قبل ستة اعوام.وتم توجيه الضربة بعد ثلاثة ايام من هجوم كيماوي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غربي سورية تسيطر عليها المعارضة واثار صدمة دولية مع اتهام دول غربية عدة النظام السوري بشنه.واثارت الضربات الصاروخية الاميركية غضب روسيا، وقال ممثل موسكو في الامم المتحدة فلاديمير سافرونكوف خلال اجتماع مجلس الامن ان «الولايات المتحدة هاجمت اراضي سورية ذات السيادة. نعتبر هذا الهجوم انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعملا عدوانيا(...) عواقب هذا قد تكون بالغة الخطورة على الاستقرار الإقليمي والدولي». واعتبر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان الرد الروسي «مخيب جدا للامل».ونفت الولايات المتحدة التصريحات الروسية عن إنهاء التنسيق العسكري المعمول به حتى الآن بين الجانبين لتحاشي وقوع حوادث خاصة بالطيران في الأجواء السورية.وأفاد بيان صادر عن «البنتاغون»، ان قناة الاتصال على المستوى العسكري لا تزال مفتوحة.وكانت موسكو أعلنت تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الاجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان «إن الطرف الروسي يعلق التفاهم مع الولاياتوأفادت وزارة الدفاع الروسية انها استدعت الملحق العسكري الاميركي لديها وابلغته رسميا بتعليق العمل بمذكرة تفادي الحوادث وضمان سلامة الطيران في الاجواء السورية.وأعلن الجيش الروسي من ناحية أخرى، أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.وقال قائد القوات الجوية والصاروخية الروسية الجنرال فيكتور غوميني، ان القواعد الروسية في بلدة حميميم ومحافظة طرطوس محمية بمنظومات دفاع جوي متطورة.واوضح ان الجانب الروسي عمل خلال العامين الماضيين على اقامة مظلة صاروخية قادرة على حماية القواعد الروسية في بلدة حميميم في محافظة اللاذقية وفي محافظة طرطوس الساحلية في شكل كامل.من جانبه، صرح رئيس جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسي في البحر الأسود، فياتشيسلاف تروخاتشوف، أن الفرقاطة «الأميرال غريغوروفيتش» غادرت البحر الأسود إلى البحر المتوسط، متوجهة إلى سواحل سورية.وكانت هذه الفرقاطة أدت مهمتها عند شواطئ سورية في نوفمبر 2016 عندما أطلقت صواريخ «كاليبر» على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي، حسبما ذكرت امس، وكالة «سبوتنيك».وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون امس، الغاء زيارته الى روسيا التي كانت مقررة الاثنين، بسبب «التطورات في سورية التي غيرت الوضع جذريا».وأضاف جونسون في بيان «أولويتي الان هي ان أتابع الاتصال مع الولايات المتحدة ودول أخرى قبل اجتماع مجموعة السبع في 10 و11 ابريل بهدف تنظيم الدعم الدولي المنسق لوقف ميداني لاطلاق النار وتكثيف العملية السياسية».وتابع: «نأسف لدفاع روسيا المستمر عن نظام الاسد، حتى بعد الهجوم بالاسلحة الكيماوية على المدنيين الابرياء»، داعيا «روسيا إلى بذل كل ما هو ممكن من أجل الحل السياسي في سورية».
مشاركة :