هددت القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا بقصف كلية جوية بمدينة مصراته تابعة لحكومة الوفاق الوطني، في حال تكرر استهداف طائرات الكلية لقواعد جوية تابعة للأولى. جاء ذلك في تصريحات للمقدم طيار شريف العوامي، آمر غرفة عمليات سلاح الجو بالمنطقة الوسطى في قوات البرلمان المنعقد في طبرق، بقيادة اللواء متقاعد خليفة حفتر. تصريحات العوامي التي نشرتها الصفحة الرسمية لرئاسة أركان سلاح الجو بقوات حفتر على «فيس بوك» أمس السبت، جاءت رداً على قصف طائرات أقلعت من الكلية العسكرية واستهدفت قاعدة براك الشاطي جنوب البلاد. وقال العوامي: «أحذر من المساس بالقواعد الجوية التابعة للجيش (في إشارة لقوات حفتر)». وهدد أنه في حال تكرر الاعتداء سيكون الرد قاسياً وساحقاً سواء أقلعت الطائرة من الكلية الجوية بمدينة مصراتة أو من مهبط النموه 70 كم جنوبي المدينة. وأضاف العوامي أن لديهم إمكانية لاعتراض الطائرة L39 (التي نفذت الهجوم على قاعدتهم الأسبوع الماضي) وإسقاطها. وتابع «تجنبنا مراراً استهداف الكلية في مصراتة، التي تخرّجنا منها ولها مكانة خاصة في قلوبنا وذكريات في عقولنا». والأربعاء الماضي تعرضت قاعدة براك الشاطي الجوية التابعة لقوات حفتر لقصف من قِبل طائرات حربية، فيما تبنت غرفة طوارئ قاعدة مصراتة الجوية التابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في بيان لها في اليوم التالي ذلك القصف. ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر تحركات واشتباكات متقطعة بين القوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة موالية لحكومة الوفاق وتعد أكبر قوة عسكرية في الغرب، وقوات اللواء 12، التابعة لخليفة حفتر. وتسعى قوات حفتر للسيطرة على بوابة قويرة المال المدخل الشمالي لسبها وقاعدة تمنهنت الجوية. في غضون ذلك، قال تقرير أعده المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني «تشاتام هاوس»، ونشره على موقعه الإلكتروني، إن الفراغ الحادث في الموقف الدولي نحو ليبيا يعقِّد الأزمة وينذر بتفاقم الصراع داخلها، مشيراً إلى تردد موقف الإدارة الأميركية فيما يخص ليبيا منذ تولي دونالد ترمب. وأوضح التقرير أن الأوضاع في ليبيا سواء على الصعيد السياسي أو العسكري لم تتغير كثيراً منذ وصول رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس، منذ عام، مضيفاً أن حكومة الوفاق الوطني لا تفعل سوى إخفاء العيوب دون المساهمة في حلها ولديها سلطة وشرعية محدودة لدى عموم الليبيين، بل تعتمد على مجموعة من المجموعات المسلحة في طرابلس لحمايتها. وفيما يخص السياسة الأميركية، رأى التقرير أن هناك قصوراً في السياسة الأميركية نحو ليبيا منذ وصول دونالد ترمب، وحتى الآن لم تتضح معالم سياسة واشنطن، مع التأخر في تعيين المبعوث الأميركي الخاص. ويبدو أن الدول الأوروبية لا ترغب في تحمل مسؤولية الفراغ الناتج عن تراجع مشاركة واشنطن والأمم المتحدة. وتابع إن ضعف المشاركة الدولية وعدم وضوح السياسة الأميركية أسهم في زيادة الصراع بين المجموعات المسلحة، ووفر فرصة لروسيا للتدخل، وسمح لقوات خليفة حفتر بتقوية موقفها أمام حكومة الوفاق. ومع قرب انتهاء مهلة تفويض المبعوث الأممي مارتن كوبلر، لم يتم الإعلان عن خليفة له، في ظل تقارير حول رفض روسيا تعيين الدبلوماسي الأميركي الألماني ريتشارد ويلكوكس خلفاً لكوبلر.;
مشاركة :