تنطلق في 15 الجاري فعاليات معرض «كولاج»، بمركز القطارة للفنون في العين، في إطار البرنامج الثقافي لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ويضم المعرض أعمال الوسائط المتعددة لـ23 من الفنانين الإماراتيين والمقيمين في الدولة من جميع الأعمار والخلفيات الفنية. ويقدم المعرض تشكيلة متنوعة من العناصر والتقنيات التي استُخدمت للتوصل إلى أعمال فنية نهائية تنقل رسائل ومعاني محددة. كما يستكشف الحوارات التي تتناولها الأعمال الفنية من خلال المواد والوسائط المترابطة والمتناقضة التي استخدمت في تشكيلها. ويعد فن الكولاج من الفنون الراسخة على الساحة الفنية في دولة الإمارات، خصوصاً الأعمال التي تعتمد على الوسائط المتعددة، سواء الرقمية أو التقليدية. ومن بين الفنانين المشاركين في المعرض، علي العبدان، الذي يقدم سلسلة أعمال فنية بعنوان «أرواح من الماضي»، توثق وتحفظ الشخصيات التاريخية من خلال وسيط اتصال يمكن للجمهور استخدامه للاطلاع على تلك الشخصيات، واعتمد العبدان على تقنيات الكولاج وسيلة لتحويل الصور اليومية والكلمات الشائعة إلى وثائق أرشيفية تروي القصص، وتحفظ الأهمية التاريخية لتلك الشخصيات التي كانت لها إسهاماتها البارزة في المشهد الثقافي على مستوى منطقة الخليج العربي حتى اليوم. وقالت مديرة الفعاليات المجتمعية، سمية السويدي: «يعد المعرض مواصلة لالتزام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بتغذية الفنّ المعاصر وترسيخه في الإمارات، إذ يتمّ خلاله استكشاف الحوار بين المواطنين الإماراتيين واستعراض غنى المواهب المبدعة المحيطة بنا». ومن الفنانين المشاركين في المعرض، الفنان حسين شريف، الذي يستخدم الكولاج لطرح الأسئلة ودراسة واختبار مفهوم الهوية، فعمله جزء لا نهائي من عملية معالجات فنية مستمرة، إذ يقوم بإبداع الصور ثم إعادة العمل عليها، ليعكس بذلك عملية لا نهائية من البناء والتدمير. من جانبها، تعتمد الفنانة فاطمة المزروعي على تراكمات الصور واللوحات، ولوحات الخط العربي التي تعكس جانباً من الهموم الاجتماعية، والالتزامات تجاه الهوية والوطن، وتتميز أعمال فاطمة المزروعي بالحركة، إذ تنطلق من مرحلة السكون إلى شكل من أشكال الممارسة المحدودة، لتصبح وسيلة لإرسال ماهية العمل من دون التقيد بأسلوب فني واحد. ويستمر معرض كولاج حتى 15 يونيو المقبل في مركز القطارة للفنون.