تشارك وزارة الصحة العامة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وعدد من الشركاء في قطاع الرعاية الصحية بدولة قطر في فعاليات الاحتفال بيوم الصحة العالمي والذي يجري الاحتفال به في مختلف أنحاء العالم في السابع من أبريل من كل عام. ويهدف الاحتفال بيوم الصحة العالمي هذا العام إلى رفع الوعي حول الاكتئاب الذي يعتبر المسبب الرئيسي للعديد من المشاكل الصحية حول العالم، ويحدّ من قدرة المصابين به على العمل والإنتاجية. وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة تستمر على مدار العام تهدف إلى تشجيع المزيد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب في مختلف أنحاء العالم على طلب الحصول على المساعدة والرعاية الصحية المتخصصة. ويهدف شركاء قطاع الرعاية الصحية في قطر إلى التعاون معاً في هذا الالتزام، وبذل المزيد من الجهود بهدف تدعيم شعار يوم الصحة العالمي لهذا العام وهو: «دعونا نتحدّث عن الاكتئاب». ووفقاً لآخر التقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنه يوجد حالياً أكثر من 300 مليون شخص حول العالم مصابين بالاكتئاب، ما يمثل زيادة بمقدار %18 في أعداد المصابين خلال الفترة من عام 2005 إلى عام 2015. وتشير الدراسات التي أجريت في قطر إلى أن معدلات انتشار الاضطرابات النفسيّة في قطر مماثلة بشكل عام لتقديرات منظمة الصحة العالمية للمعدلات الدولية لانتشار هذه الاضطرابات. وتنتشر حول العالم ظاهرة تتمثل في نقص الدعم الفعال المقدم للمرضى المصابين بالاكتئاب، حيث تمنع مجموعة من العوامل المتمثلة في محدودية معدلات تشخيص الاكتئاب وفرص الحصول على رعاية متخصصة، وخوف المصابين من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاكتئاب الكثير من المرضى من الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه لعيش حياة صحية منتجة. ووفقاً لنتائج إحدى الدراسات الأولية التي أجريت في قطر عام 2014، فإن العوائق التي تمنع المصابين بالاكتئاب من طلب الحصول على مساعدة متخصصة تتعلق بشكل رئيسي بالخوف من الوصمة الاجتماعية. د. فاطمة موسى: المراكز الصحية نقطة الرعاية الأولى للمرضى وقالت الدكتورة فاطمة محمد موسى، رئيس تطوير الخدمات في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: «يعد الاكتئاب أحد الأمراض النفسيّة الشائعة، وتتضمن أعراضه استمرار الشعور بالحزن لفترة طويلة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تمثل في السابق مصدر متعة للشخص المصاب بالاكتئاب. تمثل مراكز الرعاية الصحية الأولية نقطة الرعاية الصحية الأولى للمرضى المصابين بالمشاكل النفسيّة كالاكتئاب، ويمثل الحوار والتواصل بين المريض والطبيب جزءاً أساسياً من الممارسة الطبية العلاجية في هذه الحالات؛ ولذلك فقد حصل أطباؤنا على تدريب متخصص لتحسين خبراتهم ومهاراتهم في هذا المجال، حيث تمثل هذه المهارات والمعرفة عاملاً رئيسياً لتقديم رعاية شاملة ومناسبة للاحتياجات الخاصة بكل مريض. ندعو كل مريض لحجز موعد في مركز الرعاية الصحية الذي يتبعون له في حال كانوا بحاجة إلى مناقشة أي موضوع يتعلق بصحتهم». يختلف الاكتئاب عن الشعور الطبيعي بالحزن من ناحية أنه قد يسيطر على الحياة اليومية للمريض ويؤثر على قدرته على العمل والدراسة والأكل والنوم، وعلى قدرته على الشعور بالسعادة. وعادةً ما يصاب مرضى الاكتئاب بعدة أعراض مختلفة من بينها فقدان الطاقة والحماس للاشتراك في الأنشطة، وتغيرات في الشهية والرغبة في تناول الطعام، وتغيرات في أوقات وعدد ساعات النوم، والقلق وضعف التركيز، والتردد وصعوبة اتخاذ القرارات، والضجر والتململ، والشعور بانعدام القيمة أو الشعور بالذنب أو فقدان الأمل، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات ليصل إلى التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار. ووفقاً لدراسة بعنوان العبء العالمي للأمراض أجريت في عام 2010 فإن الاضطراب الاكتئابي هو المرض الذي يمثل العبء الأكبر في دولة قطر. ولا تعد الإصابة بالاكتئاب علامة على ضعف شخصي لدى المريض؛ لأن الاكتئاب قد يصيب أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية. ولحسن الحظ توجد علاجات فعالة لحالات الاكتئاب بمختلف مستوياتها سواءً كانت حادة أو متوسطة، كما أن حصول المصاب على العلاج بصورة مبكرة يزيد من فرص شفائه من الاكتئاب. د. ساكسينا: بعض المرضى يواجهون صعوبة في علاج الاكتئاب قال الدكتور شيخار ساكسينا، مدير إدارة الصحة النفسيّة وتعاطي مواد الإدمان بمنظمة الصحة العالمية: «لقد كان استمرار انتشار الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسيّ هو السبب وراء اختيارنا لعبارة (دعونا نتحدّث عن الاكتئاب) كشعار لحملتنا، ذلك أن تحدّث الشخص المصاب بالاكتئاب مع شخص يثق فيه يكون عادةً هو أولى خطوات العلاج والشفاء». وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت وجود ارتباط قوي بين الاكتئاب والإصابة بمشاكل وحالات بدنية ونفسيّة أخرى، حيث يرتفع معدل الإصابة بالاكتئاب بين الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض القلب، كما يزيد خطر تعرض الأشخاص المصابين بهذه الأمراض للإصابة بالاكتئاب. كما يرتفع أيضاً خطر تعاطي مواد الإدمان بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب. وفي قطر، قد يجد بعض المرضى صعوبة في مناقشة موضوع الإصابة بالاكتئاب بصراحة مع الآخرين، شأنهم في ذلك شأن الكثير من المرضى في مختلف أنحاء العالم، حيث يفضل الكثير منهم الصمت بسبب المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالاكتئاب والخوف من التبعات الاجتماعية وحكم الآخرين عليهم، أو لشعورهم بعدم الارتياح لفكرة التحدث عن هذا الموضوع مع الآخرين. وعلى صعيد شخصي، فإن المصابين بالاكتئاب لا يحاولون مناقشة الموضوع عادةً ضمن نطاق الأسرة أو الأصدقاء، حيث يفضلون التعامل مع الأمر بأنفسهم بدلاً من تشكيل عبء على الآخرين بسبب هذه المشكلة. وفي إطار الاحتفال بيوم الصحة العالمي فقد نظمت مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية وعدد من شركاء قطاع الرعاية الصحية الآخرين سلسلة من الفعاليات وجلسات النقاش التفاعلية الهادفة إلى رفع الوعي حول الاكتئاب بين الكوادر الطبية والجمهور. كما شاركت هذه الجهات في عدة فعاليات أخرى ونظمت حملات توعوية لتثقيف الجمهور حول الاكتئاب ومسبباته وآثاره المحتملة، حيث ركّزت الحملات على تزويد الجمهور بالمعلومات حول الخيارات المتاحة للوقاية والعلاج من الاكتئاب.;
مشاركة :